استمع إلى الملخص
- المعرض في غاليري Sparkasse يضم صورًا لممثلين مثل بينيثيو دل تورو، جون ترافولتا، وأندي غارسيا، ويخطط ستانو لمواصلة تعاونه مع المهرجان.
- الصور تُظهر براعة ستانو في استخدام الضوء بالأبيض والأسود لاستخراج جوانب مخفية من الشخصيات السينمائية، مما يعزز تأثيرها العاطفي والبصري.
يُقال إنّ صورة فوتوغرافية له تمنحه شهرةً دولية أكبر، مع أنّ مهنته قادرةٌ على فعل ذلك. الصورة ملصقٌ لفيلم ShowGirls لبول فيرهوفن (1995). هذا غير مهمّ، لأنّ الحدث الراهن أهمّ، فناً وتعبيراً واشتغالاً، والأخير منبثقٌ من مسائل بسيطة للغاية. التصوير الفوتوغرافي بالنسبة إليه فنّ (أو هذا ما يُظَنّ به على الأقلّ)، وصُور عدّة، مُلتَقَطة في دورات سابقة لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي"، تعكس شيئاً جميلاً من حِرفيّة، تُتيح للفنّ إبراز ما في اللقطة من جمالٍ وتلاعبٍ وبصيرة.
السلوفاكيّ تونو سْتانو (مواليد 1960 في "زْلاتي مورافْتْزي"، تشيكوسلوفاكيا السابقة) يصنع من نجوم ونجمات السينما التشيكية والأجنبية، الأميركية ـ الهوليوودية تحديداً، معبراً بصرياً لإظهار ما في تكوينه الفني من براعةٍ في جعل الأسود والأبيض، مع أولئك النجوم والنجمات، أجمل من كلّ لون، وأعمق من كل تعبير.
قول هذا منبثقٌ من معرض فوتوغرافي له، بعنوان "نجوم (STARS)"، بمناسبة الدورة 58 (28 يونيو/حزيران ـ 6 يوليو/تموز 2024) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي"، مُقام في غاليري Sparkasse (ساحة المسرح في المدينة التشيكية)، في الفترة نفسها للدورة تلك. صُور ممثلين وممثلات، ومخرجين ومخرجات، من تشيكيا وأميركا والعالم، مُلتَقَطة في دورات سابقة للمهرجان، لكن في أمكنةٍ مختلفة (غرفة، صالة مطعم، ممرات في مبنى، أمام شرفة، إلخ)، وفي حالات عدّة، وفي كادرات غير متشابهة، وفي انفعالات لعلّها تتصادم فيما بينها، فالأروع كامنٌ في منافذ شبه خفيّة، تُتيح لناظرٍ أنْ يُدرك رحابة المدى المفتوح على تواصل بين داخلٍ وخارج في ذات وروح، وبين ظاهر ومبطّن في خلفية لقطة، أي في اتّساع محيطٍ غير محاصِرٍ شخصيةَ كلّ صورة، لأنّ في المحيط امتداداً للشخصية وإطارها ولقطتها، أي للحظة التقاط الصورة، التي يُحضَّر لتصويرها وقتٌ تتفاوت مدّته بين شخصية وأخرى.
بينيثيو دل تورو وجون ترافولتا وأندي غارسيا (وحده تارة، ومع ابنته تارة أخرى) وروبرت دي نيرو وجون مالكوفيتش وهلن ميرن وسكارليت جوهانسن ومورغان فريمان (الذي تُختار صورته لتكون ملصق المعرض) وجودي دانش وويليام دافو ووودي هارلسن وشارون ستون وكايسي أفلك وأوما ثورمون وغيرهم، إلى التشيكيين بافيل ليسكا وآنا غيزليروفا وإيفان تروجان (70 صورة فوتوغرافية). بحسب تصريحٍ لتونو سْتانو، التعاون مع المهرجان نفسه سيكون "طويل الأمد"، أي أنّه غير منتهٍ بهذا المعرض، إذْ يُخطَّط لتصوير "نجوم" آخرين في دورات مقبلة، آخرهم فيغو مورتنسن، المُكرَّم في افتتاح الدورة 58.
لقطات أولئك تبدو كأنّها تستخرج من كلّ شخصية سينمائية ما يَظنّ مُلتقطها أنّه نواة مخبّأة في ثنايا جسدٍ وروح، أو جانبٌ من تركيبة نفسية ومادية لكائن بشريّ، يرى فيه المُصوِّر الفنان ما لا يراه كثيرون وكثيرات. الضوء في الأسود والأبيض (أكثر من صورة لدافو ومالكوفيتش وغارسيا مثلاً) لغة إضافية في تفكيك ذاك الكائن المتحوِّل، أمام العدسة الفوتوغرافية للفنان السلوفاكيّ، إلى مرآةٍ تختلط فيها الهشاشة والبساطة مع كيانٍ شبه متكامل من قولٍ ـ تعبير ـ بوح، يتشارك الفنان والشخصية السينمائية، وإن بصمت، في ابتكار مفاصلهما (الكيان وثلاثية القول ـ التعبير ـ البوح) وأدواتهما.
وإذْ تمتلك كلّ صورة منفذاً إلى ما وراء الشخصية السينمائية والفنان معاً، فإنّ الإضاءة المستخدمة في غرف الغاليري إضافة نوعية إلى المحمَّل فيها (الصور ـ اللقطات) من انفعال وحركة ونظرة.