ندى رياض وأيمن الأمير: "قرّبنا لغة الفيلم من حقيقة ما عشناه"

08 يناير 2025
مُخرجا "رفعت عيني للسما" ندى رياض وأيمن الأمير (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فيلم "رفعت عيني للسما" (2024) من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، يسلط الضوء على حياة الفتيات القبطيات في قرية البرشا بصعيد مصر، حيث يواجهن قيودًا اجتماعية وتحديات مثل التحرش، ويجدن في المسرح وسيلة للتعبير عن أنفسهن.
- يمزج الفيلم بين التوثيق والتخييل، ويبرز دور الفن في تمكين النساء من التعبير عن آرائهن، ويطرح تساؤلات حول تأثير الفن في تغيير المجتمع.
- بعد عرضه في مهرجان "كانّ" وحصوله على جائزة العين الذهبية، يساهم الفيلم في كسر الكليشيهات حول المجتمع الصعيدي وتعزيز الوعي المجتمعي.

 

تطلّب إنجاز "رفعت عيني للسما" (2024)، لندى رياض وأيمن الأمير، سبع سنوات، منها أربع مخصّصة لتصوير بطلاته من فتيات قرية البرشا (محافظة المنيا) بصعيد مصر. بقيادة ماجدة، رئيسة الفرقة التي تطمح إلى دراسة المسرح بالقاهرة، بعيداً عن التزامها المساعدة في دكّان بقالة العائلة، وبمشاركة هايدي، الساعية إلى احتراف الباليه، ومونيكا المتمسّكة بالغناء رغم خشونة صوتها، تمارس فتيات قبطيات عروض مسرح الشارع، يتفاعلن فيها مع الجمهور، ليُعبّرن عن واقع معيشتهنّ في وسط تغلب عليه المُحافَظة، وازدراء الحريات الشخصية، من اللباس إلى اختيار سنّ الزواج وشريك العمر، إضافة إلى إشكالية التحرّش.

في البداية، تُصوّر كاميرا المخرجين يوميات الفتيات، والمعوقات التي يجدنها في طريق ممارسة هواياتهنّ المفضّلة، وكيف يجدن ملجأ في فضاء المسرح والخشبة الصغيرة بركنه، التي تشكّل استعارة بليغة عن شرط الهشاشة التي يعشنها، منذ لحظة اجتماعهن للقفز فوقها اختباراً لقدرتها على حملهنّ مجتمعات، إلى أنْ بدأت أغراض الحياة تتراكم فوقها، حين بدأن يبتعدن مرغمات، شيئاً فشيئاً، عن التمارين اليومية، بضغط الانشغالات وإملاءات المحيط، قبل أنْ يداهمهن الواقع بغتةً، بالوقع المفاجئ نفسه الذي يتركه في نَفْس المشاهد المرور السريع للفتيات من المُراهقة إلى البلوغ المبكّر، مع ممارسة مونيك أشغال المنزل في بيت الزوجية، كأنّها شخصية أخرى غير تلك التي كانت تضجّ طاقة وغناء في القرية.

بينما يبدو الزمن مُتوقّفاً بالنسبة إلى ماجدة، بعد تفرّق الفتيات حولها، من دون أنْ يزعزع ذلك عزيمتها، تبدو هايدي منقسمة بين والدها الذي يساندها في اختيارها الفنّ، في تحدّ لافت للانتباه لكليشيه الرجل الصعيدي المتزمّت، وتحدّيات خطبتها.

يمزج "رفعت عيني للسما"، بصفة جذّابة وسلسة، بين التوثيق والتخييل، للقبض على تعقيد حقيقة تمزّق الفتيات بين ضيق الواقع وشساعة أحلامهن، التي نلامسها فعلاً عند ارتفاع عين الكاميرا إلى السماء، بعد أنْ تحمل فتيات من جيل جديد طبل/مشعل الفرقة المسرحية، ويجلن في جوّ من الخجل الواثق نفسه أزقّة القرية نفسها، وفق دورة حلم جديدة، ربما تفتح الأمل على واقع أقلّ انغلاقاً ولو بقليل من سابقه.

بعد عرضه الأول في الدورة الـ63 (15 ـ 23 مايو/أيار 2024) لـ"أسبوع النقّاد"، المُقامة في الدورة الـ77 (الفترة نفسها) لمهرجان "كانّ (جائزة العين الذهبية لأفضل وثائقي)، بُرمج الفيلم في "العروض الخاصة" في الدورة الـ21 (29 نوفمبر/تشرين الثاني ـ 7 ديسمبر/كانون الأول 2024) لـ"المهرجان الدولي للفيلم بمراكش"، فكان حوار مع مخرجيه ندى رياض وأيمن الأمير.

 

(*) رغم أنّ فكرة الفيلم ربما تبدو عادية، لكنّها تنطوي على اختيارات قوية: خصوصية المجتمع القبطي، سِنّ البنات وسماتهنّ الشخصية، وغيرها. ماذا عن هذه الاختيارات وبواعثها؟

أيمن الأمير (أ. أ.): في البداية، أودّ الإشارة إلى أنّنا، ندى وأنا، لسنا من القاهرة، بل من الإسكندرية. لدينا إحساس بأنّ للقصص الآتية من خارج القاهرة والإسكندرية خصوصية، وتُعبّر عن أوجه مختلفة من الهوية المصرية. كنا نجول طول الوقت في محافظات مختلفة بمنطقة الصعيد. هكذا التقينا الصبايا، اللواتي كنّ ينظّمن عروضاً مسرحية قبل أنْ نتعرّف إليهنّ. شاهدناهنّ في عرضٍ عن خطورة الزواج المبكّر، وأهمية أنْ يكون لهنّ رأيٌ في اختيار شريك حياتهنّ، وألّا يُفرض عليهنّ. رأيناهنّ يقمن بعمل شخصاني جداً، وفي الشارع، ويتفاعلن مع الجمهور، وأحياناً كثيرة لا تكون آراء الجمهور إزاء العمل إيجابية، فينتقدهنّ، وهذا لا يوقفهنّ.

رأينا أنّ كل ذلك يقول أشياء كثيرة عن دور الفنّ في المجتمع المحلي، وعن كيف يُمكن أنْ يكون للنساء قدرة عن التعبير عن آرائهن، فأحببنا عيش هذه التجربة معهنّ، لنرى هل سيتمكّنّ من تحقيق أحلامهنّ الفنية والشخصية. وأيضاً أنْ نعيش معهنّ مرحلة الانتقال من مُراهقات إلى نساء فتيّات.

 

(*) أثناء اختيار الصبايا، هل أخذتما بعين الاعتبار سمات تتيح تصوير أشياء أكثر إثارة للاهتمام لدى فتاة أكثر من أخرى، في المدى الطويل مثلاً؟

ندى رياض (ن. ر.): في التصوير، كنّا نتابع ست فتيات. أكيد أنّنا تعرّفنا إليهن أكثر، موازاة مع التصوير. كنّا ننجز بعض المونتاج والكتابة، ثم نعود لنصوّر مجدّداً. كان لدينا ستة خطوط درامية، ونعرف أنّ الفيلم لا يحتملها كلّها، وأنّنا سنُطالَب في لحظة معيّنة بالتضحية بشخصيات ومشاهد، ولو كانت قوية. لكنّنا كنّا نحسّ أنّ قلب الفيلم ما تحدّث عنه أيمن: "هل بوسعنا، بينما نتقدّم في العمر، أنْ نحافظ على أحلامنا وحريتنا؟".

كنا نعرف أنّنا، من خلال قصص بعض الفتيات، سنستطيع رواية هذه الحكاية الكبرى.

 

(*) يلهو الفيلم بفكرة النوع، الوثائقي والتخييلي، بالمزج بينهما. هذه من سمات الوثائقي العربي في السنوات الأخيرة، كـ"بنات ألفة" لكوثر بن هنية و"كذب أبيض" لأسماء المدير. هل هذا تأتّى عفوياً، أم بشكل واعٍ ومسبق في المقاربة الفنية له؟

أ.أ.: بالتفكير في الأمر، أعتقد أنّه، بشكل عام، لم تعد هناك في الأفلام الفروق نفسها بين الوثائقي والروائي. أهمّ شيء أنْ تُمرّر القصة، وتحكي المشاعر، وتتواصل مع الجمهور، وأنْ تستطيع خلق علاقة بين الشخصيات والجمهور. هذا ما نفكّر فيه أياً كان النوع. هذه طريقة اشتغالنا.

ن.ر.: مهمّ لنا أيضاً أنْ يكون الفيلم صادقاً إزاء تجربة الفتيات، وأنْ يمثّلهنّ بوصفهنّ مبدعات وفنّانات يقدّمن عروضاً في الشارع. أحسسنا أنّه ضروري تقريب لغة الفيلم من حقيقة التجربة التي عشناها.

 

(*) هناك مستوى آخر من اللعب بالحدود في الفيلم، يتمثل في التبئير المرآوي الذي يقضي أنّ الفن الذي تنجزه الفتيات يتوجّه إلى الجمهور مُهدّماً الحائط الرابع. هل انبثق محتوى العروض من تفاعل الأشياء التي تهمّكما بصفتكما مُخرِجَين مع عروض الفتيات، أو فقط من الحساسية الفنية التي تشتغلن عليها؟

أ.أ.: ينطلق محتوى العروض من التجارب الخاصة للفتيات. في القرية، كنّ يرين فتيات جيرانهن أو أخواتهن يتزوّجن في سنّ مبكرة، فلا تعود لديهنّ فرصة للدراسة الجامعية، أو يتعرّضن شخصياً للتحرّش. دائماً تنطلق العروض من تجاربهنّ الشخصية. وفي الوقت نفسه، ليست المشاكل التي تعانينها حكراً على منطقة الصعيد، بل تحدث في مدن كبيرة، لكن بشكل مختلف طبعاً.

مهتمّان نحن أيضاً بهذه الأشياء. الفيلم بالنسبة لنا يطرح فكرة: "ما دور الفنّ في المجتمعات المحلية؟". مثلاً، يشاهد أحدهم الفيلم ويقول: "هؤلاء لسن فنانات محترفات"، أو يتساءل آخر: "هل ما يصنعنه فنّ حقيقي؟"، لأنهنّ لا يعرضن بالأوبرا. لكنْ، يُطرح سؤال حول أي أشكال الفنّ أكثر تأثيراً في العمق؟ ربما الفنّ الذي يصنعنه مُختلفٌ لأنهنّ لم يدرسن الفنّ احترافياً، بل ينبع من تجاربهنّ الشخصية، ومن قلوبهن، ومما تعلّمنه بأنفسهنّ في الميدان. ربما هذا يُتيح لفنهنّ قدرة تغيير المجتمع.

منذ بدء تنظيمهن عروضاً، إلى ما قبل الشروع بالتصوير معهنّ، أشياء كثيرة تغيّرت في القرية. هناك وعيٌ أكبر. هناك بنات ونساء بتْنَ أقدر على الوجود في فضاءات عامة لم تكن مفتوحة لهنّ، وظلّت حكراً على الرجال. إذا لم يكن هذا تعريف الفنّ، لا أعرف ماذا سيكون.

 

 

(*) هناك شخصية والد هايدي الذي ساندها في اختياراتها، ما يحيد بنا عن الكليشيهات السائدة حول المجتمع الصعيدي، وأنّه شديد الانغلاق، وهذا سائد عادة في السينما التخييلية المصرية. كيف كانت نظرة القرية لكما بوصفكما فنّانَين من خارج كادر الفيلم؟

ن.ر.: أعتقد أننا كنّا مُهتمَّين جداً ببناء ثقة مع الفتيات وأهاليهنّ، ومجتمع القرية عامة. حين يحلّ شخصٌ غريب في بيتك، ستستغرب في البداية، وستتكوّن لديك أسئلة عدّة. لكنّ الفكرة الأساسية أنّ نظلّ صريحَين وشفّافَين في إجاباتنا، وأنْ نقول ما كنّا نعرفه، ونقرّ بما كنّا لا نعرفه، أو لا نعرفه بعد، وأنْ نظلّ موجدَين قريباً من هؤلاء. الصعيد سخيّ للغاية، ويمكن أنْ يكون هناك استغراب وأنْ تُطرح تساؤلات. لكنْ، في الوقت نفسه، هناك كرمٌ في الاستقبال والضيافة. أعتقد أنّ هذا مَكّننا من أنْ نصبح جزءاً من المكان وأجوائه.

أ.أ.: جزءُ من فكرة صناعة الفيلم يتعلّق بما قلتَه حول كسر الكليشيهات والصُور النمطية. انطلاقاً من والد هايدي، ونظراً إلى أنّه صعيدي يدعم ابنته في قرارها المثابرة في الفن، هناك كثيرون التقيناهم في مصر وخارجها، سألونا باستغراب إنْ كانت هذه شخصيةً حقيقية، أو ممثّلاً. إنّه شخصية حقيقية. لكنّ المشكلة في كل الصُور النمطية المتراكمة لدينا، ليس فقط عن الرجال، بل عن النساء أيضاً، والنظر إليهنّ باعتبارهنّ مستضعفات وضحايا. فتيات الفيلم أثبتن حقيقة مُغايرة. إنهنّ بطلات امتلكن جرأة الوقوف في الشارع والتعبير عن أنفسهنّ.

 

(*) في الفضاء الكبير، هناك آخر صغير للمسرح الخشبي. أحببت فكرته جداً، لأنّه فضاء استعاريّ يعبّر عن أشياء كثيرة تقع في الفيلم، كالمشهد المُعبّر الذي تختبر فيه الفتيات قوّته وقدرته على حملهنّ، وكيف يعكس ذلك هشاشة تجربتهنّ. ما قصّتكما مع هذا الفضاء؟ كيف تفاعلتما معه مرة أخرى باعتباركما مخرجَين ومُسجِّلَين لما يقع؟

أ.أ.: هذا الفضاء بيتٌ لنا في السنوات الأربع للتصوير، لأنّنا كنا نقابل الفتيات فيه، ونضع فيه معدّاتنا. بغض النظر عن التصوير، كنا نجلس فيه ونتناقش معهنّ، ونجرّب كتابة أشياء عن أنفسنا، ونحاول خوض ورشات معهنّ. أعتقد أنّه كان بمثابة منزل لنا جميعاً.

هذه مساحة مهمّة أيضاً للفتيات، لأنّها تمثّل لهنّ مساحة آمنة. أي المساحة التي يلتقين فيها بصفتهنّ فتيات ونساء، وأحياناً يكون عددهنّ كبيراً، لكنْ جميعهنّ من الجنس الناعم، يجلسن ويتحدّثن عما يمكن أنْ يفعلنه، ليس في المسرح فحسب، بل في حياتهنّ الشخصية والعامة، فتنشأ بينهنّ علاقات صداقة وثقة يمكن أنْ تشكل سنداً كبيراً لهنّ، وتُعزّز خبراتهنّ.

عملياً، هذا الفضاء مساحة حلمت الفتيات أنْ يبنينها كمسرح محترف، ونحن نحاول مساعدتهنّ في ذلك، لأنّه بتحقيق هذا سيتشكّل أول مسرح محترف في قرية صعيدية، وليس في عواصم المحافظات أو غيرها فحسب. يُمكن أنْ يكون في ذلك مساحة أكبر للتعبير، ونموذج لمجموعات فنية شبابية أخرى ربما يحذو أعضاؤها حذوهنّ.

 

(*) بخصوص مقاربة الاشتغال على الكاميرا، نلمس ليونة كبيرة في تحديد المسافة بين مشاهد ماجدة في الدكان القريبة جداً كمثال، والمشهد الختامي الملتقط عبر الدرون. هل كنتما تحدّدان موقع الكاميرا مسبقاً، أم تجدانه غالباً في التصوير؟

أ.أ.: كلّ مشاهد النقاشات والمواجهات بين الفتيات ومحيطهنّ، من أهل وأسر وأقران وخُطّاب، حاولنا رصدها بنوع من الحميمية، فنكون كلّ الوقت قريبَين منهنّ، كأنّ الجمهور يجلس بجانبهنّ في القرية. لكننا حرصنا أيضاً على أنْ يكون كلّ ذلك على خلفية مناظر القرية وديكوراتها، لنستطيع فهم السياق الاجتماعي والجغرافي المحيط بهنّ، لأنّه يؤثّر بدوره في ثقافتهن ووعيهن، والأشياء التي يسعين إلى التعبير عنها. لذا، كنا نحرص في أوقات معينة على فتح زاوية العدسة لالتقاط ما يدور حولهنّ.

 

(*) التصوير في فترة زمنية طويلة نسبياً سلاح ذو حدّين، لكونه يمنح غنىً كبيراً للفيلم، وفي الوقت نفسه يخلق صعوبة في اختيار المشاهد وترتيبها. كيف اشتغلتما المونتاج في ضوء هذا المعطى؟

ن.ر.: صوّرنا نحو 400 ساعة في أربع سنوات. وكما قلتَ، وجودنا فترةً طويلة جعل فهمنا للشخصيات والمجتمع أعمق. لكنّه، في الوقت نفسه، خلق تعلّقاً وارتباطاً عاطفياً بشخصيات ومشاهد معيّنة. على مدار سنين، مهما عملت، سيتكوّن عندك ضعف تجاه أشياء بعينها. تطلّب منا هذا الأمر وقتاً طويلاً في المونتاج. اشتغلنا عمليات ما بعد التصوير نحو سنة ونصف السنة. كنا فعلاً محتاجَين لأخذ مسافة من المادة المُصوّرة لنتمكّن من رؤية أين يكون قلب الفيلم، فنتحرّك انطلاقاً منه. كما اشتغلنا مع مونتيرَين، مصري وفرنسية، لأننا بحاجة إلى عين جديدة ترى المادة وتحاول أن تروي معنا الحكاية. مع هذا، كانت مرحلة المونتاج فعلياً أصعب مرحلة لنا.

 

(*) ماذا عن تلقّي الفيلم؟ أهناك أشياء فاجأتكما مقارنة بانتظاراتكما؟ كيف تلقيتما جائزة "العين الذهبية" لأفضل وثائقي في "كانّ"؟ إنّها المرّة الثانية على التوالي التي يفوز فيها فيلم عربي، هذا يقول أشياء مهمة عن الوثائقي العربي والمصري.

أ.أ.: العرض الأول في مهرجان "كانّ" مؤثرٌ جداً، لأنّ الفتيات كنّ معنا. كنّا نعرف أنّ الفيلم يخلق تأثيراً ملموساً على المشاهد، لكنّ الأمر أكثر مما تخيّلناه. هناك أناسٌ بكوا في أكثر من عرض، وحكوا لنا كيف أنّ الفيلم ذكّرهم بفترة من مراهقتهم وشبابهم، والأحلام التي رافقتهم، سواء تمكّنوا من تحقيقها أم لا. كنا متفائلَين، لكنّ هذا فاق تطلّعاتنا قليلاً.

ن.ر.: من أكثر العروض المؤثّرة والمثيرة للاهتمام بالنسبة إليّ تلك الموجّهة إلى طلبة المدارس، لأنّهم في سنّ قريبة من أعمار الفتيات، فكانت القصص تلمسهم شخصياً. اتّسم النقاش بينهم وبين بطلات الفيلم، بعد العروض، بغنى كبير.

 

(*) ربما لأنّهم هم أيضاً مرّوا بإشكالية حرية الاختيارات بصفتهم طلبة سينما، كما الحال في العالم العربي.

أ.أ.: بالفعل. إضافة إلى أنّه ليس لدينا أفلامٍ كثيرة تتوجّه إلى هذه الفئة العمرية من الجمهور، خاصة المنتمية إلى آخر المُراهقة وبداية الشباب. لعلّنا نستطيع الوصول إليها عبر الفيلم، وخلق نقاشٍ معها. أعتقد أنّ هذا يساهم في خلق الوعي بخصوصية هؤلاء اليافعين، وفتح أعينهم على أهمية أنْ يثقوا باختياراتهم الشخصية.

المساهمون