يعتقد علماء الفلك في جامعة طوكيو أنهم اكتشفوا أقدم وأبعد مجرة شوهدت على الإطلاق. ويعني هذا أن العلماء يقتربون من الكشف عن الظروف الكونية التي انتشر فيها أول ضوء مرئي عبر الكون.
ومن المحتمل أن تكون المجرة القديمة GN-z11 قد تشكلت بعد 420 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، عندما كان عمر الكون ثلاثة بالمئة فقط من عمره اليوم.
ويعني هذا أن هذه العائلة من النجوم هي بالقرب من حافة الكون المرئي، وأن هذه المجرة قد تشكلت في فجر عصر "إعادة التأيُّن"، عندما ملأ الضوء الكون لأول مرة.
وشوهدت المجرة GM-z11 لأول مرة في مارس/آذار 2016، وأشار إليها علماء الفلك على الفور باعتبارها واحدة من أقدم المجرات التي شوهدت على الإطلاق. هذه الدراسة الجديدة تنقح عمر هذا الجسم البعيد، وتكشف عن عمره الأقصى وبُعده.
وينقل موقع "ذا نيكست ويب" عن نوبوناري كاشيكاوا من قسم علم الفلك في جامعة طوكيو أنه "يبدو من الدراسات السابقة أن مجرة GN-z11 هي أبعد مجرة يمكن اكتشافها بالنسبة لنا، إذ تبلغ 13.4 مليار سنة ضوئية، لكن قياس هذه المسافة والتحقق منها ليس بالمهمة السهلة".
ووصف الباحثون في مقال تفصيلي نُشر في مجلة Nature Astronomy المجرة بأنها "مضيئة وشابة، لكنها متوسطة الحجم، مما يشير إلى تراكم سريع للكتلة النجمية في الماضي".
ووجد الباحثون أيضاً مشهداً غير متوقع أثناء دراسة GN-z11، وهو وميض ساطع من الضوء فوق البنفسجي من المجرة البعيدة.
ويكون هذا الوميض نتيجة انفجار لأشعة "غاما"، إلا أن علماء الفلك غير قادرين على تأكيد هذا التحليل من بيانات الأشعة فوق البنفسجية وحدها.
ويمكن للأدوات والملاحظات المستقبلية، مثل تلك التي تعتمد تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أن تكشف عن المجرات القديمة جداً مثل GN-z11.