بين الحين والآخر، يجري تداول معلومات، تؤكد أن اليد الطولى للدراما العربية المشتركة، أصبحت مِلكاً لمنصة "شاهد" السعودية، التي تسيطر على معظم، إن لم يكن كل، الإنتاجات والمسلسلات العربية القصيرة والطويلة، وتلك الخاصة بموسم رمضان.
ويبدو أن شركات الإنتاج اللبنانية أو العربية، أصبحت "موظفاً" لدى مجموعة MBC، التي تتفرع منها "شاهد"، وهذا ما بدا واضحاً من خلال الإنتاجات الأخيرة التي عُرضت حصراً على المنصة السعودية، والمعروفة بـ "أعمال شاهد الأصلية".
في سبتمبر/أيلول الماضي، عُرض الجزء الأخير من مسلسل "الهيبة"، وحصلت "شاهد" على حصرية العرض، تزامناً مع عرضه على MBC 4، وحُرم جمهور لبنان متابعته كاملاً على محطة MTV، التي كان لها الحق الحصري في عرضه داخل لبنان في السنوات السابقة.
أوقعت حصرية عرض مسلسل "الهيبة" شركات الإنتاج في مأزق كبير لجهة التعاون مع المحطات العربية والفضائية، وحتى المنصات. وتكشف معلومات حصرية أن إنتاجات شركة "سيدرز آرت بروداكشن" (الصبّاح) لموسم رمضان 2022، لن تُعرض على الشاشات المحلية في لبنان، وربما على الفضائيات الأخرى، وورد منها مسلسل "بيروت 303"، لسيف رضا حامد، والمخرج إيلي سمعان، من بطولة عابد فهد، وسلافة معمار، ومعتصم النهار، ونادين الراسي. وتؤكد المعلومات أن القرار اتخذ من قبل "شاهد"، بل كان شرطاً أساسياً في الاتفاق بين الشركة المنتجة والمجموعة السعودية، وهذا ما يهدّد معظم المحطات اللبنانية بفقدانها لمحتوى رمضاني كما جرت العادة، وإجبار المشاهد على الانتقال إلى المنصات.
يؤكد مصدر في شاشة لبنانية، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، أنّ دراما رمضان هذا الموسم ستكون معدومة على الشاشات التي تعاني أصلاً من قلة إنتاج، فيما تعمل شركات إنتاج أخرى على تدوير الزوايا اليوم بين المستورد السعودي والمحطات الأخرى، بسبب التزامات واتفاقيات مادية ومعنوية، جرت قبل سيطرة "شاهد" على الإنتاجات العربية بمجملها.
يلفت المصدر، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أن شركات الإنتاج ستقع، في حال عدم التوصل الى اتفاق مع الجهة السعودية، في مأزق انخفاض نسبة المشاهدة، والسبب عدم اهتمام نسبة من الجمهور بالمنصات خلال رمضان، وتفضيل المشاهدة التلفزيونية التقليدية، وهذا ما يقلل من نسبة المتابعة. في الوقت عينه، يرى أن ردود الفعل على حلقات المسلسل أو العرض، يقتضي تفعيل التعليقات عبر المحركات أو الصفحات الإلكترونية، ما قد يُسهم في رفع زيادة نسبة الترويج والنجاح بشكل أوتوماتيكي، كأن يصبح المسلسل "ترند"، ويرتبط بوسم (هاشتاغ) خلال فترة العرض المسائية.
وفي السياق، عُلم أن شبكة "نتفليكس" تُسهل عملية العرض المحلي، أو لا تعارض ذلك. هكذا، مثلاً، سيعرض مسلسل "للموت 2" لنادين جابر، وفيليب أسمر على "نتفليكس"، وعلى شاشة MTV اللبنانية في الوقت نفسه، وربما سيباع لمحطات خليجية فضائية عدة، كـ"أبوظبي" أو "دبي"، وحتى MBC4، لأنه من إنتاج كامل لشركة "إيغل فيلمز" ولا شراكة لـ"شاهد" ضمنه.