أعلن الكاتب والمخرج المسرحي المعروف في الجزائر، محمد شرشال، حلّ أزمته المهنية، إثر تدخل السلطات للاستجابة لمطالبه، بعد أيام من إعلانه الاضطرار للعمل كسائق سيارة أجرة للعيش بسبب ظروفه الاجتماعية وعدم منحه فرصة لإنتاج أعمال مسرحية.
وكشف شرشال عبر "فيسبوك" عن تسوية وضعه، "بعد التفاتة كريمة واستجابة سريعة من الدكتورة صورية مولوجي وزيرة الثقافة والفنون"، مضيفاً أن "نجاح مشروعي هو جزء من نجاحات المسرح الجزائري، ومبتغاه تشريف بلادي في الأساس".
وعبّر شرشال الذي سبق وأن فاز بجوائز وطنية وعربية في المسرح، وقدم إنتاجات للتلفزيون عن تقديره "لكل من ساندني من أصدقاء وأساتذة وصحافيين، غمروني بمحبتهم وإيمانهم برسالتي الفنية".
وتعد هذه المرة الثانية التي يعلن فيها حل قضيته، بعد محاولة أولى غير ناجحة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكتب شرشال عبر "فيسبوك" آنذاك: "فيما يخص قضيتي الوزيرة أسدت تعليمات لرئيس الديوان لتسوية وضعيتي. رئيس الديوان أسدى التعليمات لمدير تطوير الفنون وترقيتها. مدير تطوير الفنون وترقيتها أسدى التعليمات لمدير المسرح الوطني. مدير المسرح الوطني وعدني بأن يسوي وضعيتي المهنية قبل نهاية ديسمبر 2023 باقتراحي على مجلس إدارة المسرح الوطني. مع الأسف لا شيء من هذا حدث".
ولعلّ هذه المماطلة هي التي دفعت محمد شرشال إلى اتخاذ خطوة صدمت الوسط الفني والثقافي في الجزائر، من خلال إعلانه التحول للعمل كسائق سيارة أجرة على خطى والده، بعدما استنفد كل الوسائل الإدارية الممكنة مع وزارة الثقافة والفنون، من دون أن يتلقى رداً حول تسوية وضعيته المهنية.
وكتب في وقتٍ سابق من فبراير الحالي: "اليوم تشاء الأقدار أن يكون والدي الطاكسيور (سائق التاكسي) ملهمي مرة أخرى بقوته وأنفته، لأستعير منه مهنته كي لا أرضخ لسياسة ثقافية فاشلة تحارب الناجح وتغتاله بالمكائد والمؤامرات الدنيئة. بفضل إلهام أبي أحافظ على كرامتي وكبريائي من عالم ناكر للمعروف، متآمر ورخيص"، معتبراً أنه "مرغم على الابتعاد عن مجالي الذي وهبته عمري ".
وسبق أن هاجم محمد شرشال السياسات الثقافية "الفاشلة"، التي "لا تستطيع حماية النجاح وتثمينه في جزائر يشاع أنها جديدة"، مضيفاً: "أنا ضحية مسارح بائسة يسير أغلبها مدراء مفلسون فكرياً وفنياً، مدراء لا يملكون أدنى معرفة مسرحية وهم مجرد موظفين يلهثون وراء البقاء في مناصبهم على حساب المسرح ذاته. معاناتي مع غياب سياسة حقيقية لفعل مسرحي واعٍ ومؤسس، ما دامت وزارتنا اعتمدت التنشيط المسرحي وأصبحت هي التي تطبل للرداءة وتتفاخر بها".
واستنكر العديد من الناشطين والمثقفين عبر منصات التواصل الاجتماعي تجاهل السلطات لشرشال، وطالبوا وزارة الثقافة بتحمل مسؤولياتها إزاء تسوية وضعه والسماح له بإنتاج أعماله المسرحية.