رحل مساء اليوم الأحد الكاتب المسرحي المصري، محمد أبو العلا السلاموني، عن عمر 82 عاماً، في أثناء حضوره أحد الاجتماعات الخاصة بالمسرح، وفق ما أعلن الناقد محمد روبي.
وكتب روبي: "رحل في لحظة يتمناها كل مبدع، رحل وهو يتحدث إلينا في اجتماع مجلس إدارة المركز القومي، يناقش، ويدافع عن ضرورة استمرار مجلة المسرح، رحم الله المبدع الكبير، محمد أبو العلا السلاموني، الرجل الذي أصر على أن يهدينا آخر دروسه، في جنة الله يا صاحب السيرة العطرة".
ونعته الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج هشام عطوة الذي قال إن "الراحل الكبير تمتع بسيرة إبداعية كبيرة في المسرح المصري والدراما التلفزيونية، ويُعَدّ أحد أعمدته بما قدمه من أعمال عديدة مخلدة في الذاكرة، كذلك تمتع بقدراته الإدارية عبر تدرجه في مناصب عدة، منها إدارة المسرح، ورئاسة تحرير سلسلة نصوص مسرحية في قصور الثقافة".
وعمل السلاموني الذي تخرج من كلية الآداب مديراً عاماً للمسرح في الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكان عضواً في اللجنة الدائمة للمسرح في المجلس الأعلى للثقافة.
وكتب مسرحيات عدة، منها "ديوان البقر"، و"المليم بأربعة"، و"بحبك يا مجرم". وكتب للمسرح الخاص والمسرح الاستعراضي والمسرح المدرسي ومسرحة المناهج.
وله تجارب عدة مع الدراما التلفزيونية، وكتب مسلسلات، منها: "البحيرات المرة"، و"الحب في عصر الجفاف"، و"صفقات ممنوعة"، ورسالة خطرة"، و"أحلام مسروقة"، و"قصة مدينة".
وكان آخر إصداراته المسرحية بعنوان "بيان للمسرح الشعبي... نحو تأسيس نظرية للمسرح الشعبي" الذي صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وتحدث السلاموني، في كتابه الذي دار حول سيرته الذاتية، عن تجربة الاعتقال السياسي التي تعرض لها واتهامه بالشيوعية وانقطاع أخباره عن أسرته التي توجد في دمياط، ورفض إدارة السجن أن تساعدهم في تبليغ ذويهم. وكانوا يتحايلون على ذلك بكتابة عناوين ذويهم وخطابات تشرح وضعهم ويقذفون بها من شباك الزنزانة، على أمل أن تقع في يد أحد الناس فيحملها أو يرسلها لذويهم على العنوان المدون على الورقة.
ووصلت إحدى تلك الرسائل، فأسرعت الزوجة بتوكيل المحامي الشهير زكي مراد، الذي أُلقي القبض عليه ضمن حملة اعتقالات سبتمبر/ أيلول، فأشار أبو العلا السلاموني عليها بأن تذهب إلى المحامي الشهير نبيل الهلالي الذي قَبِل القضية، ونجح في الإفراج عن المعتقلين.
وحصل السلاموني خلال مشواره على جوائز عدة، هي جائزة الدولة في الآداب عن النص المسرحي سنة 1984، وجائزة وسام الدولة في العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1986، وجائزة أحسن نص مسرحي من معرض الكتاب الدولي في القاهرة سنة 1992، وجائزة أحسن نص مسرحي بالفصحى من منظمة الألكسو في مهرجان قرطاج الدولي سنة 1995.
وحصل على الميدالية الذهبية لأحسن سيناريو في الدراما التلفزيونية من مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون سنة 1997، وفاز بجائزة التأليف في مهرجان المسرح المصري القومي الرابع عن مسرحية "تحت التهديد" التي قدمها مسرح الهناجر.