استمع إلى الملخص
- على الرغم من النجاحات الكبيرة، واجه رودي تحديات جمة أثناء إنتاج "العراب"، حيث تعرض لضغوط وتهديدات من العصابات والجماعات الإيطالية الأمريكية، لكنه نجح في تجاوز العقبات بالدبلوماسية والتفاوض.
- استطاع رودي تحويل التحديات إلى فرص، حيث أعادته باراماونت للمشروع بعد طرده بفضل اعتراضات فرانسيس كوبولا، وأدى تعاونه مع العصابات إلى تصوير "العراب" كعمل سينمائي محبوب وناجح، مؤكدًا على العلاقة الوثيقة بين هوليوود وشخصيات العالم السفلي.
توفي المنتج والكاتب الكندي المولد الحائز الأوسكار عن فيلمي "العراب" وMillion Dollar Baby، ألبرت س. رودي عن عمر يناهز 94 عاماً. وقد عُرف قيد حياته بتطوير الكوميديا الصاخبة عن رياضة السجون The Longest Yard، وساعد في إنشاء العمل الساخر الناجح Hogan's Heroes. وقال المتحدث باسم رودي إنه توفي "بسلام" يوم السبت في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا، وقال إن من بين كلمات المنتج الأخيرة كانت: "انتهت اللعبة، لكننا فزنا بالمباراة".
وأنتج رودي أكثر من 30 فيلماً من أنجح الأعمال، من بينها "العراب" وCannonball Run II وMegaforce. كذلك حقق نجاحات مثل The Longest Yard، الذي أنتجه وأبدع قصته، وإخفاقات مثل Sabotage لأرنولد شوارزنيغر. وقالت وكالة أسوشييتد برس للأنباء إنه عمل كثيراً مع بيرت رينولدز، بدءاً من فيلم The Longest Yard واستمر في الفيلمين الكوميديين Cannonball Run وCloud Nine. وإلى جانب Hogan's Heroes تشمل مساهماته التلفزيونية أفلام Married to a Stranger وRunning Mates.
قصة رودي الخطرة مع "العراب"
فيلم The Godfather (العراب) من أبرز أعمال رودي، لكن إنتاجه عرّض وظيفته وسمعته وحياته للخطر. وأثار المشروع غضب فرانك سيناترا وغيره من الأميركيين الإيطاليين، إذ كانوا يخشون أن يؤدي "العراب" إلى تشديد الصور النمطية للإيطاليين كمجرمين، وأبلغ رجال العصابات في الحياة الواقعية رودي أنه كان مراقباً. وسمع إطلاق النار خارج منزله ومن نوافذ سيارته.
لكن منتج "العراب" أنقذ نفسه والفيلم من خلال الدبلوماسية. التقى زعيم الجريمة جوزيف كولومبو واثنين من أتباعه لمناقشة السيناريو، ثم وافق على إزالة إشارة واحدة غير مبرَّرة لكلمة "مافيا" والتبرع لرابطة الحقوق المدنية الأميركية الإيطالية. وكان كولومبو سعيداً جداً لدرجة أنه حثّ رودي على الظهور معه في مؤتمر صحافي أعلن فيه موافقته على الفيلم، وهو التجمع الذي أدّى إلى تصوير رودي جنباً إلى جنب مع أعضاء الجريمة المنظمة.
ومع الانخفاض السريع في أسهم الشركة الأم Gulf & Western، طردت شركة باراماونت منتج "العراب"، فاعترض المخرج فرانسيس كوبولا وأُعيد تعيينه. في النهاية، اختير رجال العصابات ككومبارسات، وجرى التشاور معهم علناً. وقال رودي لـ"فانيتي فير" عن طاقم "العراب": "لقد كانت مثل عائلة واحدة سعيدة"، و"كل هؤلاء الرجال أحبوا شخصيات العالم السفلي، ومن الواضح أن رجال العالم السفلي أحبوا هوليوود".