The Sticky... مزارعة القيقب تائهة في كندا

06 يناير 2025
تؤدي مارغو مارتينديل دور البطولة (برايم فيديو)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسلسل "The Sticky" هو عمل كوميدي درامي مستوحى من حادثة حقيقية، يروي قصة روث لاندري، مزارعة القيقب التي تخطط لسرقة مخزون شراب القيقب في كندا، ويتميز بأجواء باردة في كيبيك.
- تلعب مارغو مارتينديل دور روث لاندري، التي تواجه مؤامرة للاستيلاء على أرضها، وتتعاون مع ريمي ومايك بيرن لتنفيذ السرقة، مستغلين ضعف تأمين المصنع.
- يتميز المسلسل بطابع كوميدي عبثي، حيث يواجه الثلاثي مواقف فوضوية، ويقدم نقداً ساخراً للممارسات المؤسسية واستغلال المنتجين الصغار، مع التركيز على كوميديا اللصوص الحمقى.

"الاحتيال اللذيذ" (Sweet Scam) تنسيق فنّي مجرّب ومختبر. وعندما يُنفّذ جيداً، فمن دواعي السرور مشاهدته. الإشارة هنا إلى الكوميديات الكلاسيكية حول اللصوص الحمقى، التي اشتهرت بها السينما الإيطالية والبريطانية في الخمسينيات بأفلام اتخذت نهجاً فكاهياً لمقاربة حماقات مجرمين أوقعتهم حظوظهم السيئة في سياقات عبثية وغريبة ومضحكة. لا يزال الأخوان كوين من أهمّ روّاد هذا النوع، مع حفنة من الأفلام التي ركّزت على مجرمين لا يتمتعون بموهبة كبيرة للعمل الذي اختاروه، ومن بينها بلا شك فيلم "فارغو" (1996). 
مع ختام العام الماضي، أصدرت منصة برايم فيديو أحد أفضل أعمالها الكوميدية. المسلسل يحمل عنوان The Sticky؛ عمل كوميدي درامي يتبع حياة روث لاندري، مزارعة  القيقب، التي تتحدّى نظاماً بيروقراطياً عديم الرحمة وتجمع فريقاً لتنفيذ "سرقة القرن في كندا"، بهدف الحصول على مخزون لشراب القيقب تبلغ قيمته ملايين الدولارات. سريعاً، يتضح أن The Sticky مستوحى من أفلام الأخوين كوين، فضلاً عن كونه يتحدث عن ثلاثة لصوص لا يملكون الموهبة. يبدأ العمل بما بدأ فيه فيلم "فارغو"، قائلاً إن هذه القصة حقيقية وغير حقيقية. كما تدور أحداثه أيضاً في مكان بارد ومثلج، في هذه الحالة في كندا، وتحديداً في منطقة كيبيك. نعم، ما قيل هنا حدث في الواقع، ولكن بطريقة مختلفة تماماً. دعنا نقول إنه مستوحى من حادثة حقيقية، لكن كل شيء آخر محض اختراع فنّي.
تجري أحداث المسلسل في عام 2011، وتضطلع ببطولته مارغو مارتينديل، الممثلة المعروفة بأدوارها المساعدة في الأفلام والتلفزيون، لدرجة أنهم في مسلسل الرسوم المتحركة "بوجاك هورسمان" ابتكروا شخصية أطلقوا عليها اسمها حرفياً. هنا تأتي الفرصة أخيراً لرؤيتها في دور رئيسي، ولكنها على أي حال تجسّد شخصية تشبه إلى حدّ كبير تلك التي تلعبها عادةً في الأفلام والمسلسلات الأخرى: امرأة غاضبة وعصبية وعدوانية ذات نوبات عنيفة. هنا، تلعب مارتينديل دور روث لاندري، مزارعة تصنع شراب القيقب، المستخرج من نسغ الأشجار، وهو سائل يشبه قطر الحلويات، وهو في كندا المنتج الوطني. تُجبر روث على بيع ممتلكاتها لأن زوجها في غيبوبة. وهي، نظرياً، لا تملك ترخيصاً للقيام بهذا العمل. لكن كل هذا مؤامرة حاكها ليونارد (غاي نادون)، رئيس جمعية منتجي شراب القيقب، الذي يريد الاستيلاء على أرضها بحجة عدم امتثالها للوائح والقوانين.
تضطرها الظروف إلى التعاون مع آخرَين "مُهانين"، ريمي (غيوم سير)، حارس أمن في مستودع شراب القيقب المحلي، الذي يُعامله أحد رؤسائه بسوء، وباستثناء والده العطوف، لا أحد يهتم به؛ ومايك بيرن (كريس ديامانتوبولوس)، وهو رجل عصابات متعثّر يعمل لصالح أحد رجال العصابات في بوسطن، ولكنه مكرّس لجمع أموال رئيسه ويسخر منه الجميع تقريباً. يعلم ريمي أن تأمين المصنع ضعيف (هو فقط ولا أحد غيره، ولا كاميرا مراقبة واحدة). وفي الواقع، كان سرق بالفعل بضعة براميل مع صديق له، وأغرته فكرة سرقة المزيد وكسب ملايين الدولارات.


يأخذ The Sticky التعقيدات إلى حدّ العبث والسخافة. عند نقطة معيّنة، يتوقّف المسلسل عن التزام بالواقعية، ويمسي كوميديا عبثية صرفة: مواقف فوضوية لا يستطيع الثلاثي تجنب الوقوع فيها. وفوق كل شيء، يتقاتلون طوال الوقت ولا يمكنهم الاتفاق على أي شيء. ومع ذلك، بفضل السيناريو، يواصلون الوقوف ويخططون للسرقة حتى النهاية، حتى عندما يكون كل شيء ضدهم. وستظهر جيمي لي كيرتس في دورٍ قصير سيجعل حياتهم أكثر تعقيداً.
مسلسل ممتع ومضحك وقصير إذ لا يتعدّى ست حلقات يبلغ متوسط طول كل منها 25 دقيقة. وسيشعر المتفرّج أن شيئاً ما قد يستمر بضع حلقات أخرى. الأمر أن القصة تُحلّ فجأة وبسرعة إلى حد ما، ما يشير إلى أنه إذا نجح المسلسل، فيمكنهم مواصلة ذلك في موسم ثانٍ. ربما ليس هذا ضرورياً، فالقصة مكتملة تماماً كما تُروى. ولمرة واحدة لن يكون سيئاً ترك المتفرّج "جائعاً" قليلاً بدلاً من "إشباعه" بالمحتوى حتى الإرهاق.

يسخر المسلسل من الممارسات المؤسسية في هذه الصناعة وغيرها (يكره الجميع ليونارد ويبدو أن لا أحد سيزعجه إذا سرقه شخص ما)، وينتقد الطريقة التي يُستغل بها المنتجون والعمّال الصغار. لكن هذا ليس عملاً سياسياً بأي حال من الأحوال، بل مسلسل استخدم قضية حقيقية، كنقطة انطلاق لتوليد كوميديا لطيفة عن لصوص تكاد حماقتهم أن تكون شكلاً من أشكال الفنّ.

المساهمون