وأكمل الجانبان مناقشة 12 اتفاقية ومذكرات تفاهم، سيتم التوقيع عليها في قمة البشير والسيسي، على أن تغطي التعاون في مجالات التجارة والزراعة والصحة والتعليم العالي، والنقل والأيدي العاملة والشباب والرياضة والإعلام، والهجرة وتبادل الخبرات في عدد من المجالات الدبلوماسية والفنية.
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، الذي يرأس جانب بلاده أثناء كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، إن الاجتماع يُعدّ امتداداً لسلسلة من الاجتماعات التي انطلقت بين الجانبين للتحضير للّجنة الرئاسية العليا بين السودان ومصر في دورتها الثانية التي ستتوج غداً بلقاء قيادتي البلدين.
وأضاف الدرديري أن اللجنة الفنية المشتركة ركزت في لقاءاتها في كل من الخرطوم والقاهرة، على مناقشة المشروعات الكبرى بين البلدين، مثل مشروع الربط الكهربائي ومشروع الربط بالسكة الحديد، مشيراً إلى أن هذين المشروعين حال اكتمالهما سيكونان مفتاحين لنجاح كثير من المشروعات المشتركة بين البلدين، وخاصة مشروع المدينة الصناعية المصرية بالسودان، باعتباره أحد المشروعات الطموحة.
من جانب آخر، ترأس وزير الخارجية السوداني ونظيره المصري سامح شكري، اجتماعاً منفصلاً خاصاً بلجنة التشاور السياسي بين الخرطوم والقاهرة.
وقال سفير السودان في القاهرة عبد المحمود عبد الحليم في تصريحات، إن الجانبين أكدا وجوب إيجاد حلول سلمية للنزاعات في ليبيا وسورية واليمن، وقد أعربا عن تطلعهما لعودة سورية إلى الحضن العربي والجامعة العربية في أقرب وقت.
كذلك عبّر الجانبان طبقاً لعبد الحليم، عن اهتمامهما البالغ بما يدور بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مشيراً إلى أن البلدين يتطلعان إلى معالجة القضية بحكمة لتفويت الفرصة على المتربصين بالعالم العربي والإسلامي، وأن تحل المشكلة في إطارها القانوني والدبلوماسي.
وأشار السفير إلى أن السودان أبدى اهتماماً خلال الاجتماعات بالملف الليبي والتطورات فيه، باعتبار أن ما يحدث فيه يؤثر سلباً وإيجاباً على السودان؛ خاصة من بعض العناصر من متمردي دارفور الذين يعملون على الساحة الليبية مع أحد الفصائل المعروفة، وأوضح الوزير أن السودان سيشارك في اجتماعات باليمو في إيطاليا للنظر في تطورات وآفاق حلول الساحة الليبية.
إلى ذلك، وفي بيان ختامي صادر بتوقيع وزيري الخارجية، أكدت الخرطوم والقاهرة حرصهما على مواصلة مسيرة العمل المشترك لترقية وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، استناداً إلى الصلات الراسخة والمتجذرة بين شعبي وادي النيل.
وأضاف البيان أن الجانبين اعتمدا الوثائق التي رفعت من اللجنة الفنية المشتركة، توطئة للتوقيع عليها أمام رئيسي البلدين غداً الخميس.
وذكر البيان أن الجانبين اتفقا على ضرورة الاستمرار بذات الروح الإيجابية التي سادت خلال الاجتماعات، والسعي المشترك لتنفيذ مجمل ما تم الاتفاق عليه من موضوعات التعاون المشترك بين البلدين، واستكمال التشاور حول الوثائق التي لا تزال قيد الدراسة والمراجعة بغية التوقيع عليها في مناسبات قادمة.