وبحسب الصحيفة، فإن عنصر "فاغنر"، أليكسي روبانوف، لقي مصرعه أثناء مهمته الثالثة إلى سورية في فبراير/شباط 2018، فتم صرف التعويضات لوالديه.
إلا أن أرملته، لويزا روبانوفا، التي تتولى تربية أبنائهما الثلاثة، لم تحصل على أي حصة من التعويض، فقررت مقاضاة السلطات الروسية لـ"تخاذلها عن ضمان أمن المواطن روبانوف في سورية"، مشيرة إلى أن "الدولة ملزمة بحماية مواطنيها في أي وضع سواء داخل أراضيها أو خارجها".
ومع ذلك، قوبلت دعواها بالرفض لاعتقاد المحكمة بأن "لا علاقة بين مقتله وعمليات القوات المسلحة الروسية لمكافحة الإرهاب".
وأوضح وكيل روبانوفا أن والدي القتيل تسلما جثمانه وظرفاً يحتوي على آخر راتب له وقيمة التعويض نقدا، ولكن أرملته لم تحصل على أي نصيب منها بسبب العلاقات المتوترة مع أهل زوجها.
وحاولت روبانوفا في البداية الحصول على تعويض بطريقة ودية، إذ تمكن وكيلها من الوصول إلى عنوان يفترض أن له صلة بالشركة العسكرية، ولكنه لم يتلق أي رد على رسالته التي تضمنت وصفا لأوضاع مزرية تعيشها الأرملة.
وهذه ليست أول مرة تصبح فيها التعويضات عن قتلى "فاغنر" موضعا للخلاف بين ذويهم، إذ نظرت محكمة في مقاطعة تشيليابينسك في العام الماضي في قضية مماثلة رفعها والدا المقاتل أندريه ليتفينوف الذي لقي مصرعه في حمص في سبتمبر/أيلول 2017، للمطالبة بإدخال التعويض بقيمة 5 ملايين روبل (حوالي 80 ألف دولار) ضمن التركة وتقسيمها على سبيل التعويض من رب عمل.
إلا أن المحكمة اعتبرت في نهاية المطاف أن "المدعيَين لم يقدما أدلة مقبولة على أداء السيد ليتفينوف الخدمة العسكرية بموجب عقد في الجمهورية العربية السورية وقت وفاته"، كما أنه لم يتم تقديم ما يفيد بتعاقده مع شركة عسكرية خاصة ووجود بيانات تسجيلها داخل روسيا من أساسها، وفق رأي المحكمة.
وذاع صيت شركة "فاغنر" في مارس/آذار 2016، بعد نشر صحيفة "فونتانكا" الإلكترونية المستقلة الروسية، تحقيقاً حول مقتل عشرات المرتزقة أثناء العمليات البرية في محيط تدمر.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقّف التسريبات عبر الصحافة الليبرالية وشبكات التواصل الاجتماعي حول مقتل عشرات بل مئات من مقاتلين آخرين لا يمتّون بصلة إلى الجيش الروسي.
وبحسب تحقيق نشرته وكالة "رويترز" قبل أيام، فإن روسيا تسترت على مقتل عدد من مرتزقة "فاغنر" في محافظة دير الزور قبل عام، لعدم الكشف عن خسائرها الفادحة في سورية عشية إعادة انتخابات فلاديمير بوتين لولاية رئاسية جديدة في 18 مارس/آذار 2018.