لليوم الخامس على التوالي، تنفذ قوات برية عراقية بمساندة الطيران العراقي عمليات تمشيط في صحراء محافظة الأنبار غربي العراق، في خطة للقضاء على خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي التي نشطت أخيرا، وتتخذ من الصحراء ملاذا لها.
وترافق عمليات سلاح الجو العراقي أخرى برية للجيش وفصائل مسلحة تتبع مليشيات "الحشد الشعبي"، وشملت مساحات واسعة من صحراء الأنبار التي تحد العراق مع سورية والأردن والسعودية.
وفي أربعة محاور، من الصحراء الشاسعة، ينفذ الطيران مهماته، وفقا لخطة لم يحدد لها تاريخ انتهاء معين، وقال المقدم في "قيادة عمليات الأنبار"، وهو التشكيل العسكري المسؤول عن أمن المحافظة، غسان العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات التمشيط التي ينفذها الطيران العراقي في الصحراء، منذ عدّة أيام أسفرت عن الإطاحة بعدد من عناصر التنظيم"، مبينا أنّ "الطيران نفّذ عمليات إنزال جوي في عمق الصحراء، واعتقل عددا من عناصر التنظيم".
من جهته، قال آمر "الفوج التكتيكي" في شرطة الأنبار، العقيد عادل الدليمي، إنّ فوجه "شارك مع ست مروحيات قتالية، نفذت عملية استباقية استهدفت معسكر امديسيس في وادي القذف غربي الأنبار"، مبينا في تصريح صحافي، أنّ "العملية أسفرت عن اعتقال أربعة من عناصر (داعش)، وتدمير المعسكر الإرهابي، فضلا عن تدمير الأبراج المثبتة على التلال التي كان يستخدمها التنظيم للمراقبة".
وأشار إلى أنّ "القوات بالتنسيق مع الطيران تمكنت من تدمير ثلاثة أنفاق سرية تم الكشف عنها في ذلك المحور، ومن ثم تمكنت من تدمير المعسكر، الذي يعد من أكبر معسكرات التنظيم المتطرف".
وبالتزامن مع خطة التمشيط الجوية، كثّفت القوات العراقية تعزيزاتها على الحدود مع سورية، لقطع طريق تسلل عناصر "داعش"، بينما تشن قوات من الجيش وأخرى من فصائل مليشيات "الحشد الشعبي" عمليات تفتيش في المحور الجنوبي للصحراء، بحثا عن المختطفين.
وبينما يؤكد مراقبون صعوبة السيطرة على صحراء الأنبار الشاسعة، إلّا أنّ عمليات التمشيط والمراقبة والتفتيش تعدّ ضرورية وفقا لخبراء أمنيين.
ويقول جابر الراوي، وهو عضو جمعية المحاربين العراقيين القدامى، وضابط بالجيش العراقي السابق، لـ"العربي الجديد"، إنه "يجب تكثيف عمليات التمشيط في الصحراء. الجهد العسكري تجب مضاعفته، لإرباك خلايا (داعش) أولا ومنع عمليات التسلل ثانيا".
ويضيف "تصعب السيطرة التامة على الصحراء، لكنّ توقف العمليات يعني منح خلايا (داعش) فرصة إعادة نشاطها وتنظيم صفوفها".
في غضون ذلك، دعت عشائر محافظة الأنبار، الحكومة إلى "إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الصحراء، وتطهيرها بالكامل من بقايا (داعش)"، وأكدت في اجتماع لها مساء أمس، "استعدادها للتعاون مع القوات الأمنية وإشراك أبنائها بعمليات التطهير".
وتعد صحراء الأنبار من أصعب المناطق جغرافيا، والتي استطاع "داعش" أن يستغلها للإبقاء على خلاياه، وتنفيذ عمليات العنف والخطف.
يشار إلى أنّ البرلمان العراقي يتجه نحو التحقيق بقضية الخروقات التي شهدتها صحراء محافظة الأنبار، من عمليات خطف وقتل للصيادين والعاملين في جني الكمأ.