شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن، السبت، انعقاد مؤتمر إشهار ما سٌمي بـ"الائتلاف الوطني الجنوبي"، المؤيد للحكومة للشرعية، والذي وجه رسائل ضمنية برفض ممارسة الإمارات بعد أن سعت أبوظبي لإحباط انعقاده أكثر من مرة.
وجاء انعقاد المؤتمر في عدن تحت شعار "معاً نحو الدولة الاتحادية لتحقيق الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب"، بحضور العشرات من الشخصيات اليمنية المنحدرة من المحافظات الجنوبية بما فيها مسؤولون ووزراء في الحكومة.
وحسب بيان صحافي حصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، فقد ناقش المؤتمر الرؤية السياسية والحقوقية واللائحة الداخلية بحضور الأعضاء المؤسسين لينتهي إلى انتخاب هيئة رئاسة للائتلاف، يقف على رأسها أحمد صالح العيسي، وهو رجل أعمال ومسؤول في الرئاسة وأحد أبرز الشخصيات القريبة من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.
وضمت هيئة رئاسة الائتلاف المؤلفة من 23 عضواً، قيادات في الحراك الجنوبي، أبرزها علي هيثم الغريب، ووزيرين في الحكومة هما وزير الشباب والرياضة نايف البكري ووزير النقل صالح الجبواني، وشملت أيضاً عن حزب "الإصلاح" رئيس فرعه في عدن، أنصاف علي مايو.
وكان واضحاً تصدر الشخصيات التي عُرفت بمعارضتها للممارسات الإماراتية والمقربة من الشرعية، بعد أن وقفت أبوظبي حائلاً دون انعقاد المؤتمر أكثر من مرة، بما في ذلك، تدخلها لمنع انعقاده في العاصمة المصرية القاهرة في مارس/ آذار الماضي.
ويعد الائتلاف مكوناً سياسياً موازياً للكيان الانفصالي الذي تدعمه الإمارات تحت مسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذي تأسس في مايو/ أيار2017 بقيادة عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق.
وقال الائتلاف في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر إنه وقف "بقلق أمام الأوضاع المأساوية التي تعيشها العاصمة المؤقتة عدن من تدهور مريع للأمن ومن اعتداء على كرامة الإنسان خارج إطار القانون ومن بسط على الأراضي والبعث بالمخطط العمراني والسيطرة على الممتلكات العامة تعطيل لمؤسسات الدولة وتعدّ عليها وانهيار مريع في الخدمات في نهج تدميري يستهدف مدينة السلام والصمود".
وفي إشارة إلى التشكيلات التابعة للإمارات، أكد المشاركون في المؤتمر "على أن العمل خارج مؤسسات الدولة وإنشاء كيانات وتشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة ولا تتبع هيكلتها القيادية هو تفخيخ وتلغيم للجنوب"، وقال إنه "لا بد من وقفة جادة أمام ذلك كما أن صبغ تلك التشكيلات بطابع قبلي ومناطقي لا يخدم مستقبل الجنوب ولا استقراره".