وشرع "نداء تونس" في وضع الترتيبات الأخيرة لمؤتمره الأول، تحت شعار "الإصلاح والالتزام" الذي تأكدت مشاركة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في افتتاحه، ويحضره رئيس البرلمان محمد الناصر، وعدد من رؤساء المنظمات والشخصيات البارزة، فيما لم يتأكد حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ومشاركة حزب "تحيا تونس" الذي يدعمه.
وقال رئيس لجنة الإعلام في "نداء تونس" منجي الحرباوي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "المؤتمر سيعقد في محافظة المنستير، وسيشارك فيه قرابة 1200 شخص، ابتداء من السبت المقبل وعلى مدى ثلاثة أيام".
وأوضح أنّه "سيتم خلال المؤتمر انتخاب رئيس الحزب، ثمّ انتخاب مكتب وطني يضم 217 عضواً، باعتماد آلية تمثيل الجهات في مجلس نواب الشعب، وهذا المكتب سينتخب بدوره هيئة سياسية من 32 شخصاً، إضافة إلى مجلس وطني يضم نواب الحزب، والمكتب الوطني وممثلي الشباب والمرأة في التنسيقيات الجهوية، وفي آخر مرحلة سيتم انتخاب الأمين العام".
واختار "نداء تونس" محافظة المنستير، مسقط رأس الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وتضم مرقده أيضاً، وتعد معقل البورقيبيين والدستوريين (نسبة للحزب الدستوري الذي تزعمه بورقيبة) لاعتبارات سياسية ورمزية تاريخية، حيث تعد خزاناً انتخابياً للحزب الذي تأسس فيها عام 2012، وأطلق منها حملته الرئاسية والتشريعية عام 2014، والتي حصد فيها أكبر عدد من المقاعد والأصوات.
وتولّى نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي، ورئيس الهيئة السياسية لـ"نداء تونس"، توزيع دعوات حضور المؤتمر، رغم الانتقادات التي رافقت ولاية السبسي الأب، نظراً لتداخل الجانب الحزبي مع مهمته الدستورية، والتي تقتضي منه الاستقالة من الحزب، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع.
ويرى مراقبون أنّ "نداء تونس" يعوّل على الرئيس السبسي في رأب صدع الانقسامات التي تلاحق الحزب منذ انسحابه من رئاسته، فيما يراهن شق واسع ممن بقوا في الحزب، على انسحاب نجل الرئيس، وفسح المجال أمام قيادة جديدة تتولّى شؤون الحزب في مرحلة الانتخابات المقبلة.
ويعد منصب الرئاسة أبرز أسباب الانقسام داخل حزب "نداء تونس"، بما أفقده جلّ قواعده وأسفر عن انسحاب ثلثي نوابه بالبرلمان، لتتفرع عنه خمسة أحزاب أخرى، آخرها حزب "تحيا تونس" الداعم لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، المجمدة عضويته من لجنة النظام في "نداء تونس".
وتتداول كواليس حزب "نداء تونس" اسم منافسين افتراضيين للسبسي الابن الذي يتمسّك بمواصلة قيادة الحزب رغم الانتقادات والانشقاقات في الحزب. ويبدو رئيس مركز الدراسات برئاسة الجمهورية ووزير التعليم السابق ناجي جلول، أبرز المرشحين لرئاسة الحزب، فضلاً عن إمكانية ترشح قيادات أخرى.
وينتظر التحاق وزراء سابقين بالحزب، وكوادر من حزب "التجمع" المنحل، فيما تأمل قيادة "نداء تونس" بعودة المنشقين والوزراء، ويأمل آخرون بإمكانية عودة الشاهد إلى أحضان الحزب من جديد قبيل الانتخابات.