أوضح وزير العدل التركي عبد الحميد غل، اليوم الجمعة، أنّ زعيم حزب "العمال" الكردستاني عبد الله أوجلان، التقى للمرة الثانية مؤخراً محاميه في معتقله بجزيرة إميرلي، مشدداً على أن هذا اللقاء هو بقرار من القضاء التركي.
وأوضح الوزير التركي للصحافيين، أنّ أوجلان التقى مع محاميه وفق قرار صدر من المحكمة برفع الحظر المفروض على لقائهما، رافضاً ربط هذا القرار بتطورات إعادة الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول في 23 يونيو/ حزيران المقبل، أو إحياء "مسيرة السلام والديمقراطية" مع الكرد التي كان حزب "العدالة والتنمية" قد بدأها قبل سنوات، ووصلت لطريق مسدود.
وكان لافتاً قرار السماح لأوجلان لقاء محاميه مرتين في 2 و22 أيار/ مايو الجاري، وذلك بعد الانتخابات البلدية التي جرت في 31 آذار/ مارس الماضي، وأسفرت عن خسارة حزب "العدالة والتنمية" لأكبر مدينتين في تركيا؛ إسطنبول والعاصمة أنقرة، وبروز دور الصوت الكردي في فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، ببلدية إسطنبول، على حساب مرشح "العدالة والتنمية" بن علي يلدريم.
وأكد غل أنه "من الخطأ اعتبار أنّ هذا اللقاء له علاقة بالانتخابات أو مرحلة السلام، بل هو مرتبط بإزالة العائق القانوني أمام لقاء أوجلان بمحاميه، والمحكمة ستعمل على تقييم اللقاء الثاني بين الطرفين مرة أخرى، وإذا سمح له باللقاء مجدداً فسيمنح الإذن".
وربط المراقبون الموقف الجديد من هذه اللقاء، بعد 8 سنوات من الحظر بأنّه مسعى من الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، لإعادة كسب أصوات الناخبين الكرد، مع خسارته الأخيرة في الانتخابات البلدية، وتأثير ذلك على مستقبل حزب "العدالة والتنمية".
وذهب آخرون إلى أنّ إعادة مرحلة السلام ربما تكون وسيلة أيضاً من أجل كسب الأصوات، بينما تنفي الحكومة أن تكون مسيرة السلام التي انتهت عام 2015، على أجندتها خلال الفترة المقبلة.
وتطرح إعادة هذه القضية إلى الأضواء، تساؤلات حول مستقبل التحالف بين "العدالة والتنمية"، وحزب "الحركة القومية" اليميني المتطرف الذي له مواقف ضد الانفصلايين الكرد، غير أنّ حسابات السياسة حتى الآن تشير إلى رضى الحزب بالطرح، وفق تصريحات رئيسه دولت باهتشلي، قبل أيام.
وقال ريزان ساريجا محامي أوجلان، في تصريحات صحافية، عقب اللقاء الأول مع موكله، إنّه "يجب عدم التقليل من أهمية اللقاء وتخفيضه بربطه بالانتخابات"، مؤكداً أنّ "الحظر مستمر عليه (أوجلان)، ويتم تقديم طلبات لقائه للمحكمة، وهي التي تقر بالموافقة أو من عدمها".
وعبد الله أوجلان هو أحد مؤسسي حزب "العمال" الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون تنظيماً "إرهابياً "، ومسجون في تركيا منذ عام 1999.