وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني الحكومية المرتبطة برئاسة الوزراء أن عملية الإنزال استهدفت مقرا لتنظيم "داعش" في مدينة الحضر جنوب غرب الموصل (عاصمة محافظة نينوى)، موضحة أن القوة المشتركة اشتبكت مع عناصر التنظيم، لافتة إلى أن العملية تمت وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة.
يأتي ذلك بعد أسبوع دام في مناطق شمالي العراق، حيث شن التنظيم سبعة هجومات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 30 مدنيا وعنصر أمن، آخرهم الأربعاء، حيث استهدف مسلحو التنظيم منزلا يعود لمقاتل قبلي وقتلوه مع نجله قرب كركوك.
مسؤولون أمنيون وعسكريون عراقيون في نينوى أكدوا أن العمليات ما زالت متواصلة منذ ليلة أمس في بادية الموصل بمناطق الحضر والجزيرة والبعاج، وصولا إلى الحدود السورية، بعد معلومات وصور جوية تشير إلى وجود نشاط لعناصر التنظيم.
ووفقا لمسؤول في قيادة عمليات نينوى تحدث عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، فإن نشاط عناصر التنظيم بدا أعلى منذ منتصف شهر رمضان الجاري وبشكل ملحوظ، وهو ما دفع إلى تنفيذ هذه العمليات ضمن خطة معدة مسبقا.
وأشار إلى ضعف التواجد الأمني في كثير من المناطق النائية التابعة لمحافظة نينوى، ما يجعل استهدافها سهلا من قبل تنظيم "داعش"، لافتا إلى وجود تلكؤ في تسليح عشائر هذه المناطق الذي وعدت به السلطات العراقية في وقت سابق من الشهر الحالي.
وكان قائد عمليات الجيش في نينوى اللواء نجم الجبوري قد أكد، في وقت سابق، أنّ السلطات العراقية قررت تسليح العشائر في 50 قرية في نينوى من أجل صدّ الهجمات الإرهابية، موضحا أنّه "عقد اجتماعاً مع شيوخ المناطق النائية، أوعز بعده رئيس أركان الجيش بتسليح هذه القرى لتدافع عن نفسها ضد أي هجمات محتملة يمكن أن تنفذها مجموعات صغيرة هنا وهناك".
وفي السياق، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة العميد يحيى رسول إن 10 عناصر بتنظيم "داعش" قتلوا الثلاثاء بقصف للطيران العراقي أسفر عن تدمير عجلتين تابعتين للتنظيم، إحداهما مفخخة، فضلا عن تدمير صهريجين محملين بالوقود تابعين للتنظيم أيضا في منطقة علاس شرقي محافظة صلاح الدين.
ويؤكد سكان محليون في محافظتي صلاح الدين ونينوى شمالا لـ"العربي الجديد" أن عناصر "داعش" بدأوا يركزون في هجماتهم على الاغتيالات والضربات السريعة الخاطفة، موضحين أن هذه الحوادث أسفرت مؤخرا عن مقتل وإصابة عناصر أمن وزعماء محليين ومدنيين.
الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد السعدي أوضح أن هجمات "داعش" الأخيرة ما زالت تحت السيطرة، ويمكن إعادة التنظيم إلى حالة الشلل التي كان عليها بالأشهر الماضية إذا ما استمرت العمليات الحالية.
وذكر السعدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم يحاول الآن التعبير عن وجوده من خلال هجمات ينفذها في المناطق الرخوة، مشددا على ضرورة تعزيز الأمن في جميع المناطق المحررة من سيطرة "داعش" للحيلولة دون عودته إليها مستقبلا.