قرر رئيس البرلمان الجورجي، إراكلي كوباخيدزه، اليوم الجمعة، الاستقالة من منصبه على خلفية احتجاجات واسعة رافضة لإلقاء نائب بمجلس الدوما الروسي كلمة أثناء فعاليات الدورة الـ26 للجمعية البرلمانية الأرثوذكسية في العاصمة تبليسي.
وقال أمين عام حزب "الحلم الجورجي" الحاكم كاخا كالادزه: "منذ يوم وصوله إلى السلطة، يطبق (الحلم الجورجي) أعلى معايير المحاسبة من قبل المجتمع ويؤكد على ذلك بأعماله. من مظاهر هذه المعايير العالية للمحاسبة، قرار رئيس البرلمان، إراكلي كوباخيدزه، الاستقالة من منصبه".
وشهدت تبليسي، أمس الخميس، تظاهرات حاشدة تنديدا بواقعة جلوس النائب الروسي سيرغي غافريلوف، في مقعد رئيس البرلمان الجورجي وتوجهه إلى الحضور بالحديث باللغة الروسية، وهو ما أثار احتجاج النواب عن حزب "جورجيا الأوروبية" المعارض الذين منعوا النائب الروسي من استكمال مشاركته في الفعالية.
وفي الوقت الذي طالب فيه آلاف المحتجين باستقالة رئيس البرلمان، أعرب كوباخيدزه نفسه عن انزعاجه من رؤية غافريلوف جالسا بمقعده، واصفا روسيا بأنها "بلد احتل 20 في المائة من أراضينا"، في إشارة إلى الدعم الذي يقدمه الكرملين لإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين واعترافه باستقلالهما عام 2008.
يذكر أن جورجيا توجهت منذ "ثورة الورود" عام 2003 وتولي الرئيس الهارب حاليا، ميخائيل ساكاشفيلي، زمام السلطة، نحو التقارب مع الغرب وحلف الناتو والابتعاد عن روسيا، لتبلغ الخلافات مع هذه الأخيرة ذروتها في عام 2008، الذي شهد مواجهة عسكرية مباشرة في أوسيتيا الجنوبية.