حمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرأي العام مسؤولية تأخر الإصلاح الاقتصادي في بلاده لمدة 40 عاماً، قائلاً "الدولة لم تستطيع المضي قدماً في عملية الإصلاح تحسباً لرد الفعل... والأجهزة الأمنية تقف دائماً في صف الرأي العام، وتؤكد أن أي إجراءات يجب أن يقابلها إجراء للتخفيف من التبعات".
وأضاف السيسي، خلال فعاليات مؤتمر الشباب السابع المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، الثلاثاء، أن أي حكومة عندما تتعامل مع القضايا لا بد أن تضع فى الاعتبار رد الفعل من المجتمع، وإلا سيكون الإجراء ليس عملياً أو مهنياً، مستطرداً: "لو عملت إجراءات قاسية، الناس هاتواجهها برد فعل صعب".
وتابع: "إحنا في عامي 2012 و2013 كنا نُجابه كل شتاء أزمة نقص أسطوانات البوتاغاز، لأن الكمية التي تأتي في الشتاء تُغلق الموانئ، واحتياطي الغاز لا يكفي الطلب، حتى عادت الأمور إلى نصابها حالياً"، مضيفاً "كلما زادت قدرة الدولة على التنبؤ بالأحداث، وتأثيرها، كلما خف تأثير أي أزمة على الدولة".
وواصل السيسي: "الدولة أخذت العديد من الإجراءات في الأشهر الماضية لحل مشكلة الوقود، وتوفيره في محطات البنزين، لا سيما أن عدد السيارات التي تسير يومياً في القاهرة تتجاوز 10 ملايين سيارة"، متابعاً "الحكومة تُقدر رد الفعل، لكن هذا الرد قد لا يصل إلى النتائج اللي المواطن عاوز يوصل لها".
وتعليقاً على نشر القائمين على المؤتمر رسومات ساخرة عن الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود، قال السيسي: "لازم نأخذ بالنا أن من نشر هذه (الكومكيس) على مواقع التواصل يسخر من الحالة والظروف في مصر، وهو أيضاً يتحمل هذه الظروف... وأحياناً رد الفعل غير المنضبط يؤدي إلى خسائر في النتائج".
وأضاف السيسي: "أنا بشكركم، وحلو (جيد) أنكم تضعوا (كوميكس)، وإحنا نضحك، لكن الحكومة لما بتتعامل مع قضايا شديدة الأهمية، وبتضع في الاعتبار رد الفعل... وهناك لجنة لإدارة الأزمات، ولو الدولة مش واخدة بالها يبقى ده خلل جسيم، فنحن على سبيل المثال ندرس حالياً رفع معدلات الاستفادة من المياه".
واستطرد قائلاً: "هناك خطة خلال السنتين الماضيتين تضمنت إنشاء محطات لمعالجة المياه، وإعادة استخدامها، لزيادة حجم الاستفادة منها... وعندما بدأ بناء سد النهضة الإثيوبي كان لا بد للدولة المصرية أن تكون على أتم الاستعداد للتفاوض عن الحد الذي من الممكن قبوله لفترة ملء الخزان".
وشدد السيسي على أهمية الاتفاق مع "الأشقاء" في إثيوبيا لتحمل الأضرار خلال فترة ملء الخزان لعدد من السنوات"، مستدركاً "لا يوجد ما يُخشى من إعلانه أمام الجميع في مسألة سد النهضة، وفور إعلان أديس بابا عن بناء السد كان على الدولة المصرية أن تدخل في مفاوضات مكثفة، حرصاً على حصتها من المياه".
وزاد بالقول: "لا توجد أمور سرية، خزان السد على ما يتملي بيأخذ فترة من الوقت، فكان لا بد من التفاوض عن كمية المياه التي سيتم حجزها عن مصر أثناء ملء السد... وهناك دراسات فنية كثيرة ما زالت تُدرس حتى الآن في هذه الشأن، لبحث كيفية تخطي فترة ملء الخزان، من خلال التفاوض مع إثيوبيا أيضاً".
وتابع السيسي: "من الممكن تخصيص 10% من الأراضي لصالح المناطق الصناعية، التزامنا منا بتوصيات مؤتمر الشباب السابق، ولكن يبقى التساؤل: هل طرح الأراضي الصناعية للمواطنين كفاية؟، عشان ننفذ مثل هذه التوصية يجب إقامة 5400 مصنع بتكلفة 10 مليارات جنيه، خلاف ثمن الأرض ومرافقها".
وأضاف: "مؤتمرات الشباب تستهدف وضع أسس مبنية على المنطق والعلم والمهنية، بلا مزايدات على القضايا التي تخص الدولة... ويقيناً أن الحوار هو أهم السُبل نحو غد واعد، ومستقبل مشرق... ومؤتمر الشباب يسعى نحو حوار بناءً وجاد، نستخلص منه النتائج والتوصيات، ونعمل بإخلاص من أجل تحقيقها".
وختم السيسي كلمته، قائلاً "دائماً هذه المؤتمرات تُعطي شحنة ضخمة وعظيمة من الأمل، والإيجابية... وكل التحية والتقدير والاحترام والاعتزاز للشعب المصري، لأنه وراء ما تحقق خلال السنوات الخمس الماضية... وأكرر هذا الأمر عرفاناً بجميل المصريين من أجل الوصل إلى مستقبل كبير لبلدنا".
من جهته، صرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، قائلاً إن "مؤتمرات الشباب تجربة رائدة مصرية خالصة بدأت منذ عامين، وأصبح لها صدى دولياً بشكل كبير، بعدما أصبحت منصة جديدة تواكب العصر بين الحكومة والشباب المصري"، على حد زعمه.
وأضاف راضي أن مؤتمر الشباب الحالي هو السابع خلال عامين، ومحاوره الرئيسية تشمل مبادرة "حياة كريمة" للاهتمام بالقرى الأكثر فقراً، بالاشتراك بين مجلس الوزراء ووزارة التضامن، والمجتمع المدني، فضلاً عن استعراض برامج لمشروعات متناهية الصغر لفتح مجال العمل، وزيادة دخل الأسر المصرية.