يؤكد خبراء أن حدوث مجاعة في غزة بات أمراً وشيكاً، ويتحدثون عن أن سكان القطاع يمثلون 80 في المائة من جميع الأشخاص في العالم الذين يواجهون خطر الجوع الكارثي، في ظل استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.
ليس هذا الاستنتاج إلا نتيجة حتمية لاستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية الشاملة التي لم تترك مكاناً للعيش الطبيعي في غزة، فكيف الحال بالنسبة إلى ملاحقة لقمة الغذاء التي بات العثور عليها مهمة شاقة جداً لا تتحملها أجساد هزيلة أو مريضة، أو حتى نفسيات لا تقبل التعرض لمواقف غير إنسانية.
تكثر مشاهد انتظار عدد كبير من الغزيين تحضير قليل من حصص الطعام باستخدام معدات بدائية. يتابع كثيرون من جميع الأعمار اشتعال النار الذي يرمز إلى بداية الأمل في سدّ الجوع، وبعدها انبعاث الرائحة وصولاً إلى ملامسة الطعام وفتح الأفواه لاستقباله.
بالنسبة إلى هؤلاء الخبراء قد يكون تدمير النظام الغذائي في غزة، هو الغاية الأهم لإسرائيل وليس تدمير المنازل والمنشآت. وليس ذلك أمراً مستبعداً مع تكريس واقع التهجير منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، وتقليص مساحات عيش المدنيين الذين لا يعلمون أين ستكون وجهاتهم النهائية.
وربما الأهم في استنتاج الخبراء أن الحرب على الغذاء قد تقتل ربما عدد أشخاص أكبر من القصف المباشر بكل أنواع الأسلحة، وهذا أمر مخيف جداً بالنسبة إلى مصير شعب أو حتى مصير بشرية غطت بلوغ مرحلة الجوع... والموت
(العربي الجديد)