يؤكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّ الوقت ينفد بالنسبة إلى ملايين السودانيين، ممن يحاولون التكيّف مع أكبر أزمة نزوح في العالم، بعد 16 شهراً من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. أنتجت أشهر الحرب مشكلات النزوح وتدمير البنى التحتية والمرافق الصحية وانتشار المجاعة وغيرها التي لا حصر لها، وكلها تفتقر إلى حلول بسبب انعدام الأمن وسط الاشتباكات التي تمتد في غالبية ولايات البلاد. ودفع ذلك المنظمة الدولية للهجرة إلى توقع أن تزداد الأوضاع سوءاً في الفترة التالية، في وقت لم يتردد المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عثمان البلبيسي، في القول إنها "نقطة الانهيار. نقطة كارثية ومأساوية". وكأن تحديات الأوضاع المزرية المرتبطة بالحرب لم تكفِ السودانيين، إذ أضيف إليها الدمار الذي خلّفته سيول الأمطار الموسمية التي تهطل عادة بين شهري مايو/ أيار وأكتوبر/ تشرين الأول من كل سنة، والفيضانات التي أحدثتها في أنحاء البلاد وصولاً حتى إلى مدينة الكفرة الليبية المحاذية للحدود مع السودان، والتي تضم حالياً آلاف المهجرين السودانيين الهاربين من كوارث الحرب، والذين يواجهون ظروفاً كارثية أيضاً.
في مرحلة تكيّف السودانيين مع النزوح انهارت الخيام في مراكز الإيواء المؤقتة، وأغرقت المياه المحاصيل الزراعية التي قد توفر بعض الأغذية، وبالتأكيد أتلفت مواد إغاثة وأدوية على قلتها توفرها بعض المنظمات الدولية العاملة على الأرض.
أيضاً خلّفت الفيضانات خسائر في الأرواح وجرحى، ونشرت أمراضاً وأوبئة مثل الكوليرا وسط فقدان الأدوية وانعدام وسائل العلاج.
(العربي الجديد)