الجوع هو طريقة القتل الأكثر ظهوراً اليوم في واجهة الحرب المندلعة في غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. تكثر المشاهد المخيبة للأحاسيس البشرية، لكن التفاعل الميداني معها قليل، ويظهر بالدرجة الأولى انعدام الاهتمام، وإلا لاختلفت الحال كثيراً.
وإلى الجوع هناك طرق قتل إسرائيلية أخرى لا ترحم الغزيين اليوم ولا على المديين المتوسط والطويل، فالقطاع الذي تحوّل إلى ركام بسبب القصف المتواصل لأشهر، هو اليوم بؤرة كبيرة للنفايات ومستنقعات المياه الملوّثة الناتجة من تدمير آبار مياه ومحطات الصرف الصحي. وهذه البؤر تنشر الأمراض وتنذر بجوائح صحية قد لا يمكن احتواؤها حتى في حال انتهاء الحرب. ولا يستبعد أن يطلق الصيف الحالي أولى الجوائح الخطرة، فارتفاع الحرارة في ظل وجود الناس تحت الخيام وافتقاد المياه يزيد تهديدات الحياة في غزة.
أيضاً هناك طرق القتل المرتبطة بمنع إدخال الوقود، وهي قائمة منذ بداية الحرب، وتعطّل أي إمكانية لتوفير الكهرباء بأي طريقة، وتشغيل المستشفيات المعطلة عن تأدية مهمات إنقاذ الحياة وتقديم العلاج.
خلقت الحرب الإسرائيلية طرق قتل عدة في غزة، حتى بات السؤال المطروح اليوم كيف سيتفادى الغزيون الكمّ الكبير من الكوارث المحيطة بهم لدرجة خنق آمالهم ببعث الحياة الطبيعية بطريقة ملائمة، وبكرامة يستحقها صمودهم الكبير في وجه أسلحة فاقت قوتها قوة قنابل ذرية؟
(العربي الجديد)