يجمع السكان في أعالي ولاية بجاية شرقي الجزائر، بعد يوم من الحرائق التي شبت في المنطقة، ما تبقى من الأغراض، وينظرون بحسرة إلى آثار الحريق المهول. يقول محند شيبان، الذي يسكن في المنطقة، للصحافيين بمرارة: "عشنا يوماً شديد السواد. باغتتنا النيران في ساعات الفجر الأولى، فلم تمنح السكان فرصة للمواجهة. خسرنا كل شيء".
وذكر التلفزيون الرسمي في الجزائر، اليوم الأربعاء، أنّ الجزائر تمكنت من احتواء حرائق استعرت في غاباتها، بعدما أودت بحياة 34 شخصاً على الأقل، بينهم عشرة جنود، وأجبرت نحو 1500 شخص على إخلاء منازلهم.
وفي تونس المجاورة، قاومت أجهزة الدفاع المدني، على مدى أيام، براً وجواً الحرائق المشتعلة في جبال منطقة ملولة على الحدود الجزائرية. وبعدما خمدت، عادت لتشتعل مجدداً وبحدة أكبر، أول أمس الاثنين، الأمر الذي استوجب الإخلاء الشامل للمنطقة من كل سكانها، فيما لم تسجل خسائر بشرية بين أهالي المناطق المتضررة من الحرائق أو رجال الإطفاء.
وتقول الناشطة المدنية رانية المشرقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المواطنين في مدينة ملولة والمدن القريبة منها قضوا ليلة صعبة بعد الحرائق في مراكز الإيواء واستفاقوا على مشهد قاسٍ وقاتم، بعدما كسا سواد الحرائق غابات المنطقة الأكثر إخضراراً في تونس".
واقتربت الحرارة في تونس يومي الاثنين والثلاثاء من 50 درجة حتى في شمال البلاد، بزيادة تتراوح بين ستّ وعشر درجات عن المعدل الموسمي، ما تسبب في انقطاع الكهرباء تزامناً مع اندلاع الحرائق التي أججتها ووسعت رقعتها رياح الشهيلي الجنوبية.