لم تتوقف فرق الإسعاف في غزة طوال أشهر الحرب المستمرة عن ممارسة واجباتها الإنسانية في نقل جرحى للعلاج في المراكز الصحية وكذلك جثث الشهداء، والتنقل بين المستشفيات المستهدفة بالقصف أيضاً، وعبور طرقات خطرة لنقل مواد طبية وغذائية. كما أعطت جرعات حياة مأمولة وسط الشقاء لجرحى ومرضى نقلتهم إلى معبر رفح الحدودي مع مصر، والذي عادت منه أيضاً بمساعدات. وهي وجدت بالتأكيد في مناطق النزوح المهددة بكل أنواع مآسي الجوع وفقدان الغذاء والمياه والأمراض. لا يمكن تقدير حجم الضغوط النفسية التي يتعرض لها أفراد فرق الإسعاف الذين قد يكونون متطوعين في مهمات تتلاءم مع نظرتهم إلى أهمية مساعدة الإنسان أولاً قبل أي شيء آخر، فكيف الحال في ثمن الحرب؟ وفي الوقت ذاته لا يمكن تعويض الأثمان الباهظة التي يدفعها هؤلاء وصولاً إلى هدر حياتهم في المواكب التي يتعمّد الإسرائيليون تحويلها إلى مواكب موت ويستهدفونها بالأسلحة في أي مكان وزمان، رغم معرفتهم بالطبيعة الإنسانية لمهمات المواكب.
وتكرر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إدانة مقتل مسعفين في القصف الإسرائيلي الذي يستهدف آليات الإسعاف، وتذكّر بأن "القانون الدولي الإنساني يوضح أنه لا يجوز أبداً أن يخسر عاملون في المجال الطبي أرواحهم أثناء تقديم دعم لمجتمعاتهم"، وتطالب جميع أطراف النزاع باحترام المهمات الإنسانية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وغيرها من المستجيبين الأوائل.
(العربي الجديد)