لن يستطيع أحد من سكان غزة عيش بهجة حلول شهر رمضان هذا العام. فالغزيون في ضيق حرب مستمرة لا يمكن أن يتحملها أي إنسان. يقولون للعالم طوال الوقت إنهم لا يجدون ما يأكلونه أو يشربونه، ولا يعرفون مصيرهم، لكن العالم لا يتصرف. قبل حلول شهر رمضان هذا العام، فلسطينيو غزة جائعون ينتظرون مساعدات تدفع عنهم الأسوأ، وهي شحيحة بالأساس ويحصلون عليها بصعوبة كبيرة ويدفعون حياتهم ثمناً لها في أحيان كثيرة، وهو الحال أيضاً إذا أرادوا شراء بعض المعلبات المعروضة للبيع. قبل رمضان، فلسطينيو غزة نازحون بعدما هربوا من منازلهم التي تحوّلت غالبيتها إلى ركام وأطلال لحياة سابقة، وهم محاصرون في رفح ويمكثون في خيام مشيّدة قرب الحدود مع مصر. قبل رمضان بالكاد يعثر فلسطينيو غزة على المياه، ولا يعرفون كيف يحتاطون من برد الشتاء تحت الخيام، أو كيف يردون مخاطر الأمراض.
قبل رمضان، لا يستطيع فلسطينيو غزة تأمين أي شيء من متطلبات ومقومات الحياة، وسيستمر هذا الواقع خلال شهر الصوم، لكن روح رمضان لا بدّ أن تحضر حتى بزينة فانوس أو هلال قمر أو بأناشيد تجمع بعض الناس، وبالتأكيد صلوات تدعو إلى شق قلاع البؤس التي بنيت حول حياتهم.
بعض الغزيين علّقوا فوانيس على ركام بيوتهم المدمرة لاستذكار رمضان بالخير والفرح، رغم كل ما يحصل، وآخرون وضعوا زينة رمضان داخل خيمهم، علماً أن أدوات الزينة وجدت في أسواق رفح التي عكست بعض الفرح حتى لو كان مجرد مشهد.
(العربي الجديد)