توصلت شركتا "وايمو" (تابعة لـ غوغل) و"أوبر" إلى اتفاق، يوم الجمعة، بعدما واجهت الأخيرة دعوى قضائية تتهمها بسرقة تكنولوجيا لتعزيز تطوير سيارتها ذاتية القيادة الخاصة من "وايمو".
ونصّ الاتفاق على تنازل "أوبر" عن 0.34 من أسهمها لصالح "وايمو"، أي نحو 245 مليون دولار أميركي.
وأصدر الرئيس التنفيذي في شركة "أوبر"، دارا خسروشاهي، بياناً صحافياً قال فيه إن وظيفته تضمنت "تصحيح أخطاء الماضي"، و"بينما أفعل ذلك، أودّ الاعتذار عن الأسباب التي دفعتني أصلاً إلى كتابة هذه الرسالة".
واعتذر خسروشاهي من موظفي "غوغل"، في بيانه الصحافي، معتبراً أن استحواذ "أوبر" على شركة السيارات ذاتية القيادة "أوتو" كان "يُمكن ويجب التعامل معه بشكل مختلف".
وقال خسروشاهي إن "احتمال إقدام موظفين من (وايمو) على الطلب من زملاء لهم، بشكل غير لائق، الانضمام إلى (أوتو) واحتفاظهم بملفات من (غوغل) عمداً، في وقت لاحق، أثار عدة أسئلة صعبة".
كما أصدر المتحدث باسم "وايمو" بياناً قال فيه: "نلتزم في العمل مع (أوبر) للتأكد من أن كل شركة تطور تقنيتها الخاصة"، وأضاف أن هذا الأمر "يشمل اتفاقاً للتأكد من أن أياً من معلومات (وايمو) السرية غير مدرجة في أجهزة وبرامج Uber Advanced Technologies Group".
في المقابل، لم يتطرق خسروشاهي إلى المخالفات في قضية الأسرار التجارية، وأكد "لنكن واضحين، نحن لا نظن أن أياً من أسرار (وايمو) التجارية وصلت إلى (أوبر)، كما لا نظن أن (أوبر) استخدمت أياً من معلومات (وايمو) في تقنية سيارتها ذاتية القيادة، لكننا نتخذ خطوات باتجاه (وايمو) كي نتأكد أن برمجية (ليدار) تعكس عملنا الجيد".
يذكر أن "وايمو" رفعت، العام الماضي، دعوى قضائية تتهم "أوبر" بـ "السرقة المتعمدة" لتقنية السيارات ذاتية القيادة الخاصة بـ "غوغل". وتركزت معظم المحاكمة على تقنية الاستشعار عن بعد "ليدار" وأفعال المهندس السابق في "غوغل"، أنتوني ليفاندوسكي الذي واجه اتهامات اعتبرته أحد العقول المدبرة وراء برنامج الشركة الرائد الخاص بالسيارات ذاتية القيادة.
المحاكمة التي طال انتظارها جرت في سان فرانسيسكو، هذا الأسبوع، بحضور شهود، بينهم الرئيس التنفيذي السابق في "أوبر"، ترافيس كالانيك، علماً أن محامي "وايمو" سعوا إلى تصوير كالانيك قائداً طماعاً لا يرحم، وتشبيهه بغوردون غيكّو من فيلم "وول ستريت" (1987)، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وأثناء المحاكمة، عُرض مقطع مصور من خطاب غيكّو وعنوانه "الطمع جيد"، في الفيلم المذكور، على أساس أن ليفاندوسكي أرسله إلى كالانيك، حين تفاوضا على شراكة بينهما.
في المقابل، رسم فريق محامي "أوبر" صورة مختلفة، إحداها صورت "وايمو" ساعية نحو الانتقام، بعد فشل مفاوضات حول شراكة تجمع الشركتين وإطلاق "أوبر" برنامج السيارات ذاتية القيادة الخاص بها.
وكان كالانيك متواضعاً وهادئاً أمام هيئة المحلفين، لكن أدلة عدة لمحت إلى سمعته كمثير للمشاكل. إذ بعيداً عن فيديو خطاب "الطمع جيد"، برزت ملاحظات من اجتماعات عُقدت في "أوبر" وتبين سلوكه هذا. وبعدما تمّت التسوية، قال كالانيك في بيان صحافي إنه "لو استمرت المحاكمة وخلصت إلى نتيجة، فإن فوز (أوبر) كان مؤكداً".
في يناير/كانون الثاني عام 2016، ترك ليفاندوسكي "غوغل"، بعد تسع سنوات من العمل فيها، وأسس شركته الرائدة "أوتو" التي تركز على الشاحنات ذاتية القيادة. وبعد ستة أشهر، استحوذت "أوبر" على "أوتو"، مقابل 680 مليون دولار أميركي. وبعد استحواذ "أوبر" على شركته الناشئة هذه، طغى النزاع القانوني بين "وايمو" و"أوبر"، في "وادي السيليكون"، عام 2017.
وزعمت "وايمو" أن ليفاندوسكي "حمّل أكثر من 14 ألف ملف تصميمي بالغ السرية، وبينها تصميم "ليدار"، قبل ستة أسابيع فقط من استقالته من "غوغل". يشار إلى أن ليفاندوسكي كان التاسع في قائمة شهود "وايمو" المقرّر استدعاؤهم، الجمعة.
وكان من المتوقع أن يلجأ المهندس إلى التعديل الخامس ضد تجريم الذات، لكن التوصل إلى تسوية حال دون ذلك الآن.
الصفقة تعدّ بشكل من الأشكال قبولاً ضمنياً بأن المحاكمة كانت تتجه إلى خسارة الطرفين، إذ بدا أن "وايمو" لم تؤسس العنصر الأساسي في القضية على نحو مدروس، أي كيف انتقلت الأسرار التجارية من ليفاندوسكي إلى "أوبر".
وعن هذا الأمر، صرح بروفيسور القانون في "جامعة سانتا كلارا"، إريك غولدمان، بأنه "من دون تحقيق هذا العنصر، الخسارة كانت بانتظار (وايمو)"، في حديثه لصحيفة "ذا غارديان".
وأضاف غولدمان "من ناحية أخرى، (أوبر) انخرطت في أفعال شائنة عدة ما زاد من الشكوك حولها. وحتى لو لم تصل هذه الأسرار التجارية إلى (أوبر)، فإن عوامل سيئة عدة كانت تحاصر الشركة".
(العربي الجديد)
ونصّ الاتفاق على تنازل "أوبر" عن 0.34 من أسهمها لصالح "وايمو"، أي نحو 245 مليون دولار أميركي.
وأصدر الرئيس التنفيذي في شركة "أوبر"، دارا خسروشاهي، بياناً صحافياً قال فيه إن وظيفته تضمنت "تصحيح أخطاء الماضي"، و"بينما أفعل ذلك، أودّ الاعتذار عن الأسباب التي دفعتني أصلاً إلى كتابة هذه الرسالة".
واعتذر خسروشاهي من موظفي "غوغل"، في بيانه الصحافي، معتبراً أن استحواذ "أوبر" على شركة السيارات ذاتية القيادة "أوتو" كان "يُمكن ويجب التعامل معه بشكل مختلف".
وقال خسروشاهي إن "احتمال إقدام موظفين من (وايمو) على الطلب من زملاء لهم، بشكل غير لائق، الانضمام إلى (أوتو) واحتفاظهم بملفات من (غوغل) عمداً، في وقت لاحق، أثار عدة أسئلة صعبة".
في المقابل، لم يتطرق خسروشاهي إلى المخالفات في قضية الأسرار التجارية، وأكد "لنكن واضحين، نحن لا نظن أن أياً من أسرار (وايمو) التجارية وصلت إلى (أوبر)، كما لا نظن أن (أوبر) استخدمت أياً من معلومات (وايمو) في تقنية سيارتها ذاتية القيادة، لكننا نتخذ خطوات باتجاه (وايمو) كي نتأكد أن برمجية (ليدار) تعكس عملنا الجيد".
يذكر أن "وايمو" رفعت، العام الماضي، دعوى قضائية تتهم "أوبر" بـ "السرقة المتعمدة" لتقنية السيارات ذاتية القيادة الخاصة بـ "غوغل". وتركزت معظم المحاكمة على تقنية الاستشعار عن بعد "ليدار" وأفعال المهندس السابق في "غوغل"، أنتوني ليفاندوسكي الذي واجه اتهامات اعتبرته أحد العقول المدبرة وراء برنامج الشركة الرائد الخاص بالسيارات ذاتية القيادة.
المحاكمة التي طال انتظارها جرت في سان فرانسيسكو، هذا الأسبوع، بحضور شهود، بينهم الرئيس التنفيذي السابق في "أوبر"، ترافيس كالانيك، علماً أن محامي "وايمو" سعوا إلى تصوير كالانيك قائداً طماعاً لا يرحم، وتشبيهه بغوردون غيكّو من فيلم "وول ستريت" (1987)، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وأثناء المحاكمة، عُرض مقطع مصور من خطاب غيكّو وعنوانه "الطمع جيد"، في الفيلم المذكور، على أساس أن ليفاندوسكي أرسله إلى كالانيك، حين تفاوضا على شراكة بينهما.
في المقابل، رسم فريق محامي "أوبر" صورة مختلفة، إحداها صورت "وايمو" ساعية نحو الانتقام، بعد فشل مفاوضات حول شراكة تجمع الشركتين وإطلاق "أوبر" برنامج السيارات ذاتية القيادة الخاص بها.
وكان كالانيك متواضعاً وهادئاً أمام هيئة المحلفين، لكن أدلة عدة لمحت إلى سمعته كمثير للمشاكل. إذ بعيداً عن فيديو خطاب "الطمع جيد"، برزت ملاحظات من اجتماعات عُقدت في "أوبر" وتبين سلوكه هذا. وبعدما تمّت التسوية، قال كالانيك في بيان صحافي إنه "لو استمرت المحاكمة وخلصت إلى نتيجة، فإن فوز (أوبر) كان مؤكداً".
في يناير/كانون الثاني عام 2016، ترك ليفاندوسكي "غوغل"، بعد تسع سنوات من العمل فيها، وأسس شركته الرائدة "أوتو" التي تركز على الشاحنات ذاتية القيادة. وبعد ستة أشهر، استحوذت "أوبر" على "أوتو"، مقابل 680 مليون دولار أميركي. وبعد استحواذ "أوبر" على شركته الناشئة هذه، طغى النزاع القانوني بين "وايمو" و"أوبر"، في "وادي السيليكون"، عام 2017.
وزعمت "وايمو" أن ليفاندوسكي "حمّل أكثر من 14 ألف ملف تصميمي بالغ السرية، وبينها تصميم "ليدار"، قبل ستة أسابيع فقط من استقالته من "غوغل". يشار إلى أن ليفاندوسكي كان التاسع في قائمة شهود "وايمو" المقرّر استدعاؤهم، الجمعة.
وكان من المتوقع أن يلجأ المهندس إلى التعديل الخامس ضد تجريم الذات، لكن التوصل إلى تسوية حال دون ذلك الآن.
الصفقة تعدّ بشكل من الأشكال قبولاً ضمنياً بأن المحاكمة كانت تتجه إلى خسارة الطرفين، إذ بدا أن "وايمو" لم تؤسس العنصر الأساسي في القضية على نحو مدروس، أي كيف انتقلت الأسرار التجارية من ليفاندوسكي إلى "أوبر".
وعن هذا الأمر، صرح بروفيسور القانون في "جامعة سانتا كلارا"، إريك غولدمان، بأنه "من دون تحقيق هذا العنصر، الخسارة كانت بانتظار (وايمو)"، في حديثه لصحيفة "ذا غارديان".
وأضاف غولدمان "من ناحية أخرى، (أوبر) انخرطت في أفعال شائنة عدة ما زاد من الشكوك حولها. وحتى لو لم تصل هذه الأسرار التجارية إلى (أوبر)، فإن عوامل سيئة عدة كانت تحاصر الشركة".
(العربي الجديد)