وتسابقت وسائل إعلام النظام السوري وأخرى موالية له على لقاء الطفل عمران دقنيش ووالده في مدينة حلب شمال سورية، للترويج للنظام وحلفائه وتبرئتهم من القصف الذي أدى إلى إصابة عمران يوم 18 أغسطس/آب 2016 في حي القاطرجي بحلب.
وأعلنت قناة "سما" الفضائية، المملوكة لأحد أقارب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مساء الإثنين، أنّها ستبث اليوم الثلاثاء، على شاشتها لقاء مع الطفل الشهير، عمران دقنيش وعائلته، "الذي اتهمت قنوات سفك الدم، الجيش السوري بقصف منزل عائلته"، على حد وصف القناة.
Facebook Post |
من جهتها، نشرت مراسلة القناة، كنانة علوش، على حسابها الرسمي في "فيسبوك"، جزءاً مقتضباً من المقابلة، قال فيه والد الطفل إنّه "يعيش مع عائلته في حلب بأمان، وإن الجيش السوري لم يقصف منزله".
Facebook Post |
وعرضت قناة الإخبارية السورية تقريرًا مصورًا أجرت فيه حديثا مع والد الطفل عمران، تحدث فيه عن القصة في كنف النظام السوري.
وتناقلت وسائل إعلام النظام السوري والمؤيدة له، وإعلاميون وناشطون مؤيدون، صور الطفل عمران، حيث نشرت قناة العالم "بالفيديو.. الطفل عمران الذي أبكى الملايين على قناة العالم ووالده يفجر المفاجآت!".
وذهبت قناة الميادين في تشويه الحقيقة إلى القول "والد عمران: إعلامي من حركة نور الدين الزنكي اتهمني بإعاقة توثيق جرائم الجيش السوري!".
في المقابل، رأى ناشطون معارضون للنظام السوري أن والد الطفل عمران وإن كان مؤيدًا للنظام فهو مجبر على قول ما يملى عليه خوفاً، حيث كتب "محمود الطويل" على فيسبوك: "هل الطفل عمران متلهم متل أي مقهور، واستغلهم إعلام النظام متل ما استغل كتير شغلات فينا.. بكفي أنو نحنا منعرف #الحقيقة ورح نبقى نقولها".
Facebook Post |
وكتب "أحمد خوجة": "عندما تم إنقاذ الطفل عمران من قبل ابطال الدفاع المدني في حلب لم يسألوه ان كان والده معارضا او مؤيدا... كان همهم انقاذه من تحت انقاض منزل دمرته الطائئرات الحربية بكل وحشية... إلى قطعان المؤيدين لنظام الاجرام - متى تتحرك الدماء السورية في وجدانكم؟".
Facebook Post |
واتهم ناشطون شركة "زين" للاتصالات، بتشجيع النظام على استغلال قضية الطفل في الترويج لروايته، وذلك بعد نشرها إعلاناً، تُظهر فيه أن الطفل عمران، هو ضحية للانتحاريين.
وكان إعلان زين، قد أثار سخطاً في صفوف الناشطين السوريين والعرب، وقوبل بعدّة حملات تم توجيهها إلى إدارة الشركة، وإلى قناة "إم بي سي" التي بثّت الإعلان، للمطالبة بحذفه.
كما أثار ظهور الإعلامية كنانة علوش، إلى جانب الطفل عمران سخطاً كبيراً، حيث إنها تعرف لدى الناشطين المعارضين، بصاحبة "سيلفي الجثث"، لالتقاطها صورة سيلفي، قرب جثث لمعارضين في مدينة حلب بوقت سابق.
Twitter Post
|
وكان الطفل أصيب إثر قصف استهداف منزله في حي القاطرجي بحلب، في أغسطس/آب 2016، وقتل إثر ذلك أخوه الصغير علي، والتقطت كاميرا مركز حلب الإعلامي صورًا له وهو ملطخ بالغبار والدماء، وسط حالة من الصمت والذهول.
يُذكر أنّ والد الطفل عمران، كان قد رفض الظهور على وسائل إعلام المعارضة، "خوفاً من قوات الأسد" على حد قوله، لكنّه اختفى لدى سيطرة قوات النظام على مدينة حلب، أواخر العام الفائت، ليعود ويظهر يوم الإثنين من جديد.
Twitter Post
|