تعود قضية الشعب السوري إلى صدارة اهتمام معظم الصحف الإسكندنافية. لكن الملفت هذه المرة، مشاركة صحف تحسب على اليمين الليبرالي المحافظ، والحذرة في إطلاق أحكامه ونعوت لأسباب تتعلق بعلاقة أوروبا بأنظمة الاستبداد، والبحث عن المصالح قبل المبادئ، خصوصاً في ما يتعلق بالديمقراطية في ما يسمونه "العالم الثالث" أو "الدول النامية".
فعلى مدى يومي الأربعاء والخميس، اهتمت تقارير "بيرلنغسكا" الدنماركية، التي تعكس تفكير الليبراليين والمحافظين في الحكومة والبرلمان، بتعرض السوريين للقصف الدموي، وهذه المرة بعنوان "النظام السوري يروع شعبه بالأسلحة الكيميائية فيما العالم يتفرج" و"لا يمكن للعالم ألا يتحرك" بتفاصيل عن استخدام النظام السوري لأسلحة محرمة دوليا "فخلال أسابيع قليلة تعرضت مناطق المعارضة لهجمات كيميائية خمس مرات".
وشرحت الصحيفة ما يجري في ريف دمشق: "تساقطت الصواريخ بفترات زمنية متقاربة، والهواء كثيف برائحة غاز الكلور، صعوبة في التنفس، حكة في العيون، وأغشية الأنوف ممزقة فهذا هو واقع حال من أصيبوا وتحدثوا إلى الصحيفة عبر الإنترنت".
وأضافت: "يفصلنا شهر على مرور 7 سنوات على الحرب السورية، التي لم يعد فيها السلاح الكيميائي مجرد مشهد استثنائي، ففي اليوم الأول من فبراير الحالي شهدنا ضربة كيميائية؛ هي الرابعة منذ 30 ديسمبر 2017، وبعد أيام قليلة شهدنا ضربة كيميائية أخرى في سراقب في الرابع من الشهر الحالي"، مشيرةً إلى أنّه بعد قصف في الأول من فبراير/شباط "شن النظام السوري هجوما وقصفا واسعين على الغوطة الشرقية، ويقول فراس عبد الله من المنطقة، لصحيفتنا بيرلنغسكا، إن منزل أسرته أصيب وتدمر بالصواريخ التي تلت هجوما بغاز الكلور، ويومي الاثنين والثلاثاء قتل قصف الأسد 88 مدنيا".
وقدمت "بيرلنغسكا" صورةً عن الفاعل بالقول "يُعتقد بأن النظام السوري مسؤول عن موجة الهجمات الأخيرة، وبحسب ما تذكر قناة سكاي في لندن فإن الهدف منها (الهجمات الكيميائية) هو ترهيب السكان في تلك المناطق وكجزء من هجمات واسعة في محافظة إدلب والغوطة خارج العاصمة دمشق".
وذكّرت أنّ "الهجمات الكيميائية تستمر بالرغم من إرغام النظام على السماح للمفتشين الدوليين للبحث في ترسانته وحملته مسؤولية الهجوم المأساوي في الغوطة بشهر أغسطس 2013، حيث قتل نحو ألفي إنسان".
اقــرأ أيضاً
وبالنسبة لردود أفعال المجتمع الدولي، رأت "بيرلنغسكا" أنه لا بد من العودة إلى ما قبل عام من الآن، "إذ قامت الولايات المتحدة الأميركية بقصف قاعدة جوية بصواريخ توماهوك بعد هجوم كيميائي آخر في خان شيخون وقتل فيه 60 شخصا، لكن يبدو أن ذلك لم يردع أو يخيف النظام السوري، ليواصل استخدام هذا السلاح، بدليل الهجمات الأخيرة التي تفيد بأنه لم يتخل فعليا عن مخزونه الكيميائي". وتضيف الصحيفة في ذات الاتجاه "صحيح أن الهجمات الأخيرة أدت لانتقادات دولية، لكن بدون إجراءات محددة. سمعنا عن بيان صحافي من منظمة حظر انتشار السلاح الكيميائي OPCW والتي أكدت بدون تردد بأن المسؤولين عن هذه الهجمات لا مكان لهم في عالمنا اليوم".
وبشكل لافت من صحيفة ذات توجه محافظ، قالت "بيرلنغسكا": "ثمة آمال لدى منظمة حظر السلاح الكيميائي، لكننا نرى فعليا أنه سلاح بات مستخدما كقاعدة في الحرب السورية بعد أول هجوم في 2012، وكل عام يعاد التأكد من هجوم كبير دون فعل حقيقي".
وشرحت "بيرلنغسكا"، مذكرة ببداية القضية السورية، "فهي اليوم حرب، لكنها بدأت كمظاهرات ضد نظام بشار الأسد في مارس 2011، هي تحركات شعبية ولم تكن أبدا عنيفة، فيما شاهدنا بعد ذلك كيف جرى القمع بقوة السلاح لقمع المتظاهرين لنصبح أمام صدامات عنيفة، لقد سيطر الشعب على مناطق كبيرة في سورية، بيد أن النظام استدعى مساعدة من إيران وروسيا ومن لبنان حزب الله لينقذوه". واستعادت سنوات ماضية بالقول "13 مليونا تم تهجيرهم ويحتاج الملايين للمساعدة، مع مدن مدمرة بالكامل، وفي 2016 كانت الإحصاءات الدولية تقدر عدد الضحايا ممن توفوا بنصف مليون على الأقل، وفوق هذا كله تأتي هذه الهجمات قصفا لقتل المزيد".
كما استشهدت بتقرير للاستخبارات البريطانية "فهناك أيضا هجمات كيميائية آخرى حدثت الأسبوع الماضي، والمشكلة هنا أن نظام الأسد يمنع بمساعدة فيتو حليفه الروسي دخول المفتشين للتحقيق". وعرجت الصحيفة على الموقف الروسي باعتباره "يسعى لتكريس بقاء نظام الأسد الذي يُرهب ويقتل بالقصف والكيميائي ويشرد شعبه، وفي هذا المسعى يحاول الإيرانيون والروس إنقاذ الأسد بضرب آخر معاقل المعارضة، ويبدو أن سياسة دعمه تشجعه على استخدام الكيميائي".
لكن الصحيفة أيضا تذهب، استناداً إلى مصادرها ومحللين مختصين، إلى أن "أمر بقاء الأسد لن يكون سهلا البتة، فرغم وجود عجز في الأمم المتحدة إلا أننا أمام تراكم لجرائم حرب مرتكبة وموصوفة، وتعرفها المنظمات الدولية والحقوقية ولا يمكن أبدا الإفلات من العقاب أو تعبيد الطريق ليصبح السلاح الكيميائي أمرا عادي الاستخدام كنوع من الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية على يد أنظمة ضد شعوبها".
وبعد أن عرضت الصحيفة للقراء أنواع السلاح الكيميائي المستخدم من الأسد، من السارين حتى غاز الكلور، شرحت أيضاً أنّ عودة التركيز اليوم على الاستخدام الكيميائي يشي، وفقاً لمختصين تحدثت معهم "بيرلنغسكا"، بأن شيئاً ما يعد بحيث لن يفلت الأسد هذه المرة، إذ تقول المصادر إنّ السكوت هذه المرة سيعني إشارة لضعف المجتمع الدولي وواشنطن، وهو أمر خطير لن يسمح بتمريره، رغم أننا أمام صمت أميركي حول الدفعة الأخيرة من الهجمات".
وشرحت الصحيفة ما يجري في ريف دمشق: "تساقطت الصواريخ بفترات زمنية متقاربة، والهواء كثيف برائحة غاز الكلور، صعوبة في التنفس، حكة في العيون، وأغشية الأنوف ممزقة فهذا هو واقع حال من أصيبوا وتحدثوا إلى الصحيفة عبر الإنترنت".
وأضافت: "يفصلنا شهر على مرور 7 سنوات على الحرب السورية، التي لم يعد فيها السلاح الكيميائي مجرد مشهد استثنائي، ففي اليوم الأول من فبراير الحالي شهدنا ضربة كيميائية؛ هي الرابعة منذ 30 ديسمبر 2017، وبعد أيام قليلة شهدنا ضربة كيميائية أخرى في سراقب في الرابع من الشهر الحالي"، مشيرةً إلى أنّه بعد قصف في الأول من فبراير/شباط "شن النظام السوري هجوما وقصفا واسعين على الغوطة الشرقية، ويقول فراس عبد الله من المنطقة، لصحيفتنا بيرلنغسكا، إن منزل أسرته أصيب وتدمر بالصواريخ التي تلت هجوما بغاز الكلور، ويومي الاثنين والثلاثاء قتل قصف الأسد 88 مدنيا".
وقدمت "بيرلنغسكا" صورةً عن الفاعل بالقول "يُعتقد بأن النظام السوري مسؤول عن موجة الهجمات الأخيرة، وبحسب ما تذكر قناة سكاي في لندن فإن الهدف منها (الهجمات الكيميائية) هو ترهيب السكان في تلك المناطق وكجزء من هجمات واسعة في محافظة إدلب والغوطة خارج العاصمة دمشق".
وذكّرت أنّ "الهجمات الكيميائية تستمر بالرغم من إرغام النظام على السماح للمفتشين الدوليين للبحث في ترسانته وحملته مسؤولية الهجوم المأساوي في الغوطة بشهر أغسطس 2013، حيث قتل نحو ألفي إنسان".
وبالنسبة لردود أفعال المجتمع الدولي، رأت "بيرلنغسكا" أنه لا بد من العودة إلى ما قبل عام من الآن، "إذ قامت الولايات المتحدة الأميركية بقصف قاعدة جوية بصواريخ توماهوك بعد هجوم كيميائي آخر في خان شيخون وقتل فيه 60 شخصا، لكن يبدو أن ذلك لم يردع أو يخيف النظام السوري، ليواصل استخدام هذا السلاح، بدليل الهجمات الأخيرة التي تفيد بأنه لم يتخل فعليا عن مخزونه الكيميائي". وتضيف الصحيفة في ذات الاتجاه "صحيح أن الهجمات الأخيرة أدت لانتقادات دولية، لكن بدون إجراءات محددة. سمعنا عن بيان صحافي من منظمة حظر انتشار السلاح الكيميائي OPCW والتي أكدت بدون تردد بأن المسؤولين عن هذه الهجمات لا مكان لهم في عالمنا اليوم".
وبشكل لافت من صحيفة ذات توجه محافظ، قالت "بيرلنغسكا": "ثمة آمال لدى منظمة حظر السلاح الكيميائي، لكننا نرى فعليا أنه سلاح بات مستخدما كقاعدة في الحرب السورية بعد أول هجوم في 2012، وكل عام يعاد التأكد من هجوم كبير دون فعل حقيقي".
وشرحت "بيرلنغسكا"، مذكرة ببداية القضية السورية، "فهي اليوم حرب، لكنها بدأت كمظاهرات ضد نظام بشار الأسد في مارس 2011، هي تحركات شعبية ولم تكن أبدا عنيفة، فيما شاهدنا بعد ذلك كيف جرى القمع بقوة السلاح لقمع المتظاهرين لنصبح أمام صدامات عنيفة، لقد سيطر الشعب على مناطق كبيرة في سورية، بيد أن النظام استدعى مساعدة من إيران وروسيا ومن لبنان حزب الله لينقذوه". واستعادت سنوات ماضية بالقول "13 مليونا تم تهجيرهم ويحتاج الملايين للمساعدة، مع مدن مدمرة بالكامل، وفي 2016 كانت الإحصاءات الدولية تقدر عدد الضحايا ممن توفوا بنصف مليون على الأقل، وفوق هذا كله تأتي هذه الهجمات قصفا لقتل المزيد".
كما استشهدت بتقرير للاستخبارات البريطانية "فهناك أيضا هجمات كيميائية آخرى حدثت الأسبوع الماضي، والمشكلة هنا أن نظام الأسد يمنع بمساعدة فيتو حليفه الروسي دخول المفتشين للتحقيق". وعرجت الصحيفة على الموقف الروسي باعتباره "يسعى لتكريس بقاء نظام الأسد الذي يُرهب ويقتل بالقصف والكيميائي ويشرد شعبه، وفي هذا المسعى يحاول الإيرانيون والروس إنقاذ الأسد بضرب آخر معاقل المعارضة، ويبدو أن سياسة دعمه تشجعه على استخدام الكيميائي".
لكن الصحيفة أيضا تذهب، استناداً إلى مصادرها ومحللين مختصين، إلى أن "أمر بقاء الأسد لن يكون سهلا البتة، فرغم وجود عجز في الأمم المتحدة إلا أننا أمام تراكم لجرائم حرب مرتكبة وموصوفة، وتعرفها المنظمات الدولية والحقوقية ولا يمكن أبدا الإفلات من العقاب أو تعبيد الطريق ليصبح السلاح الكيميائي أمرا عادي الاستخدام كنوع من الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية على يد أنظمة ضد شعوبها".
وبعد أن عرضت الصحيفة للقراء أنواع السلاح الكيميائي المستخدم من الأسد، من السارين حتى غاز الكلور، شرحت أيضاً أنّ عودة التركيز اليوم على الاستخدام الكيميائي يشي، وفقاً لمختصين تحدثت معهم "بيرلنغسكا"، بأن شيئاً ما يعد بحيث لن يفلت الأسد هذه المرة، إذ تقول المصادر إنّ السكوت هذه المرة سيعني إشارة لضعف المجتمع الدولي وواشنطن، وهو أمر خطير لن يسمح بتمريره، رغم أننا أمام صمت أميركي حول الدفعة الأخيرة من الهجمات".