ودانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان لها، مشاركة صحافيين عرب في أي لقاءات أو أنشطة تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرتها طعنة لمواقف النقابة المناهضة للتطبيع، ومباركة لإجرام الاحتلال الذي يواصل سفك دم الصحافيين الفلسطينيين، بما في ذلك إصابة أربع صحافيات وصحافيين برصاص وقنابل الاحتلال يوم الجمعة الماضي، في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكدت النقابة أن مسعى وزارة الخارجية في كيان الاحتلال لاستقدام وفد من الصحافيين العرب، من بينهم سعوديون وعراقيون، إلى الأراضي المحتلة، وفق ما أُعلن، هو محاولة بائسة لضرب موقف النقابة الوطني، وخروج عن ميثاق وقرارات الإجماع في الاتحاد العام للصحافيين العرب، وهو مسعى سياسي يصب في خانة المخططات الصهيو-أميركية لضرب وتصفية القضية الفلسطينية من بوابة المتهالكين من العرب، وذلك بعد إفشال المساعي الأميركية لاختراق صف الصحافيين الفلسطينيين.
ودعت النقابة الاتحاد العام للصحافيين العرب ونقابات وجمعيات الصحافيين في الدول العربية، إلى الالتزام بقرارات ومبادئ الاتحاد، ومحاسبة كل صحافي يشارك في مثل هذه الزيارات والأنشطة، وإضافته إلى قائمة العار السوداء.
كما دعت النقابة الصحافيين ووسائل الإعلام العربية إلى الاصطفاف والانحياز لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية ومساندة قضيته الوطنية التي تعتبر وفقاً لمقررات القمم العربية قضية العرب الأولى. واعتبرت النقابة أن نضال الصحافيين النقابي لرفع سقف الحريات الإعلامية، هو في جوهره نضال من أجل الحرية وضد الظلم والقهر الذي يمارس ضد الشعوب وفي مقدمها الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود.
وأكدت النقابة أنها تتابع ما أعلنت عنه حكومة الاحتلال حول تفاصيل هذه الزيارة، وأنها ستقف ضد كل من يشارك فيها، وتضع الاتحاد العام للصحافيين العرب أمام مسؤولياته في صيانة واحترام مقرراته.
من جانبها، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها، وبقوّة، زيارة شخصيات إعلامية عربية إلى دولة الاحتلال والإعداد لإجراء مقابلات صحافية مع قادته المجرمين والتي لن تكون مُحصلتها إلّا الترويج للرواية الصهيونية وإشاعة مناخات التطبيع.
ورأت الجبهة الشعبية أن هذه الزيارة لبعض الإعلاميين العرب غير معزولة عن توجيه ودعم حكومات عربية اعتمدت سياساتٍ وخطواتٍ منظمة للتطبيع مع إسرائيل، والتي في سياقها أتتْ التصريحات المُدانة لوزير الخارجية البحريني ولقائه وزير الخارجية الإسرائيلي، وإبداء الموافقة على عقد مؤتمر دولي جديد في البحرين يستهدف إدماج إسرائيل في تكتلات ضد شعوب المنطقة ومصالحها.
وقالت الجبهة الشعبية إنها "وهي تنظر بخطورةٍ بالغةٍ لخطوة بعض الإعلاميين العرب زيارة دولة الاحتلال، فإنها تدعو إلى محاصرتهم ونبذهم ووضعهم على قوائم سوداء، وإلى توحيد جهود الإعلاميين العرب ونقاباتهم واتحاداتهم من خلال ميثاق شرف وسياسة تُجرّم التطبيع وتعزل من يُقدم عليه".
ودعت الجبهة الشعبية القوى الوطنية والتقدمية العربية إلى ضرورة تنظيم وتوسيع نشاطاتها ضد التطبيع، ومواجهة الحكومات التي تدعم وتعمل على إشاعته وفرضه أمرًا واقعًا بالنقيض مع مصالح شعوبها وشعوب الأمة العربية، وباعتباره تشجيعًا للعدو في استمرار احتلاله للأراضي العربية والفلسطينية، وسياساته وإجراءاته التي لا تتوقّف لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية.
كما دعت الجبهة إلى لقاء وطني فلسطيني عاجل لبحث سبل ووسائل التصدي لعجلة التطبيع المُتسارعة من قِبل بعض الأنظمة العربية، وبما يُعيد للموقف الفلسطيني مكانته في لجم أي سياسات أو إجراءات يُمكن لها أن تمس قضيته وحقوقه الوطنية.
ووصل وفد إعلامي عربي يتضمّن جنسيات عدّة، بينها السعودية والإمارات والعراق والأردن ومصر، إلى الأراضي المحتلة، أمس الأحد، وفق ما أعلن الإعلام الإسرائيلي، للقاء مسؤولين من كيان الاحتلال وزيارة منشآت، بتنظيم من وزارة خارجية الاحتلال.
ودأبت دول عربية خلال العامين الأخيرين على القيام بإجراءات تطبيعيّة علنيّة، كان آخرها سماح البحرين لوفدٍ إعلامي إسرائيلي بتغطية ورشة المنامة.