وأنهت الشامي إجراءات تقديم بلاغ في قسم شرطة الدقي حمل رقم 5717 لسنة 2018، ضد الهواري، تتهمه فيه بالتحرش البدني واللفظي بها. وعلى الفور أحال قسم الدقي البلاغ إلى النيابة العامة، وتوجهت الشامي إلى مقر نيابة الدقي لسماع أقوالها، وانضم إليها عضو مجلس نقابة الصحافيين محمد سعد عبد الحفيظ ورافقها إلى مقر النيابة.
وبحسب معلومات مصادر مقربة من الشاكية، فإن الواقعة بدأت عندما كانت تجلس مي الشامي في صالة التحرير، فاقترب منها "الهواري" قائلا "مش لابسة دبلتك ليه.. سمعت إن كلها أيام". ثم أمسك بذراعها، فما كان منها إلا أن قامت من كرسيها ونهرته وغادرت مقر الجريدة غاضبة، خصوصاً أنها لم تكن المرة الأولى التي يتحرش بها الهواري.
أرسلت مي الشامي بعد تلك الوقائع رسالة إلى رئيس التحرير خالد صلاح، عندما كان يقضي إجازته الأسبوعية في الساحل الشمالي، وأخبرته أن دندراوي تحرّش بها، وأنها تريد حقها، فما كان من صلاح إلا أن دفع بالعديد من رجاله ي المؤسسة إلى الاتصال بها، وحاول ثنيها عن اتهامها، وقال لها "اللي بتعمليه ده جنان وهبل". وفي ظل هذا الحصار النفسي، أصيبت الشامي بانهيار نفسي دخلت على إثره المستشفى، وعندما عاد صلاح من إجازته طلبها في مكتبه، فذهبت إليه بصحبة زوجها، وقالت له "تخيل إذا حدث ذلك مع ابنتك أو زوجتك، فماذا سيكون موقفك؟ فرد صلاح قائلا لها "اللي انت عايزاه هعملهولك.. هخلي دندراوي يعتذر لك قدام مجلس التحرير"، فقالت الشامي "لن أستطيع أن أتخذ قرارا الآن"، فنصحها بأن تحصل على إجازة حتى تصل إلى قرار، وبعد ذلك طلبها مرة أخرى في مكتبه، إلا أنها فاجأته بإحضار والدها ووالدتها، وكان صلاح يعتقد أنه من الممكن أن يحتويها، ليجنّب مساعده وذراعه الأيمن دندراوي الهواري، المساءلة القانونية.
أحضر صلاح في تلك الجلسة كل رجاله بالمؤسسة، ومنهم مساعدوه كريم عبد السلام ويوسف أيوب وعمرو جاد، وكلهم حاولوا إثناء الصحافية الشابة عن موقفها، وأن تقبل اعتذاره أمامهم فقط، وهو ما أشعرها بالغدر، لا سيما وأن خالد صلاح قام بمسح تسجيلات الكاميرات التي سجلت الواقعة، لكن الشامي استطاعت الحصول على تسجيل الكاميرا.
مي الشامي كتبت منشوراً على صفحتها منذ قليل، جاء فيه "كنت أفضّل ألا أتحدث إطلاقا في هذا الأمر، احتراماً للمؤسسة التي أعمل فيها. نعم تعرضت لمضايقات متتالية من شخص داخل مكان العمل "صالة التحرير"، ولكني فضّلت التحقيقات بدلا من الحديث لوسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن بعد نشْر وتسريب أحدهم للقصة وبها بعض التفاصيل المغلوطة، لذلك فضلت الحديث عن القصة بوضوح لوضع الأمور في سياقها".
وأكدت "نعم تعرضت للتحرش باللفظ واللمس داخل صالة التحرير، ولكن أود نفي موضوع المكالمات أو علاقتي بتسريب الأمر لأي جهة. أود توضيح بعض الأمور عن الأزمة في مقدمتها التزامي بمجرى التحقيقات. أنا في انتظار التحقيقات الإدارية، وقد أحتاج لتدخلٍ من النقابة. وفي النهاية، أود مرة ثانية تأكيد عدم وجود علاقة لي بما تسرّب منذ الأمس عن الأزمة.
Facebook Post |
وقد تطوع بعض المحامين للدفاع عن الصحافية الشابة من دون مقابل، وفي مقدمتهم المحامي طارق العوضي.
وكتب العوضي، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، قائلاً: "أعلن تطوعي الكامل للدفاع عن الصحافية مي الشامي ضد المدعو دندراوي الهواري، واستعدادي التام لتولي الدفاع عنها من دون أي مقابل مادي"، مضيفاً في تدوينة أخرى "مش عيب اللي عملته ده يا مراهق.. اديك هاتتحبس!".
Twitter Post
|
ودندراوي متزوج من مسؤولة قسم السوشال ميديا في المؤسسة، ورئيس مجلس إدارة وتحرير الصحيفة هو خالها. وقد عُرف عن الكاتب المتهم بالتحرش مدى انحيازه للسلطة الحاكمة، والتملق في كافة مقالاته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأركان نظامه.
وحسب المصادر، فإن دندراوي وثيق الصلة بعدد من الأجهزة الأمنية، ويتلقى تعليمات مباشرة منها بمحتوى ما ينشره في مقالاته، والتي تُثير عادة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لركاكة المصطلحات الواردة فيها، وتهكّمه بطريقة فجة على كل معارض أو صاحب رأي مخالف للنظام الحالي.