يواجه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) احتمال سقوطه نهائياً في الوقت الحالي، لذا وضع استراتيجية تضمن بقاءه على قيد الحياة. وتتضمن هذه الاستراتيجية تنازل التنظيم عن سيطرته على أراضي "دولة الخلافة" في العراق وسورية، مقابل ضمان وجوده افتراضياً على شبكة الإنترنت.
ووصفت هذه الخطة في دراسة جديدة حول استراتيجية "داعش" الإعلامية وتقلص نفوذها على الأرض، ونشرتها جامعة أبحاث "كينغز كولدج لندن". وحذرت الدراسة من أن تصور "عالم ما بعد الدولة الإسلامية" سابق جداً لأوانه حالياً.
وخلصت الدراسة إلى أن "التنظيم استخدم الدعاية الإعلامية (بروباغندا) للبدء بزراعة جذور استراتيجيته الرقمية"، وأضافت "نتيجة لهذا الجهد، ستمتدّ فكرة الخلافة إلى ما بعد حالتها البدائية".
وأشارت الدراسة إلى أن الجناح الإعلامي للتنظيم بدأ فعلاً بتطبيق هذه الاستراتيجية، من خلال إعادة استغلاله لأرشيفه الضخم من الصور والفيديوهات، لإطلاق نشرات دعائية جديدة، يسعى من خلالها إلى استعادة الفكرة الرومانسية الأولى عن التنظيم.
وأوضحت الدراسة "إذا اضطر التنظيم، فسيتراجع المؤمنون الحقيقيون فيه نحو العالم الافتراضي ببساطة، حيث سيستخدمون الأرشيف الهائل الذي جمعه التنظيم خلال الأعوام القليلة الماضية، لبث دعايتهم الإعلامية، ورفع معنويات المؤيدين عبر النوستالجيا".
وتظهر الخطة التي كشفت عنها الدراسة مستوى اليأس عند منظمة إرهابية شهدت تقلص سيطرتها على الأراضي بسرعة خلال العام الماضي. لكنه يظهر أيضاً المثال الأحدث على مقاربات التنظيم الإبداعية، من خلال استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وكان قد سخر هذه المنصات سابقاً لتجنيد مقاتلين جدد في العراق وسورية، أما الآن فسيستغلها في الحفاظ على ولاء أتباعه المتفرقين في دول عدة.
اقــرأ أيضاً
ويرسم التقرير الكثير من استنتاجاته، اعتماداً على الدليل الدعائي لداعش، والذي نشر على شبكة الإنترنت في العام الماضي. وكان الدليل قد صدر باسم "المشغلين الإعلاميين، أنتم مجاهدون أيضاً". ويساوي بين أفراد طاقم الدعاية الإعلامية في التنظيم، وبين الناشطين المسلحين، في أهميتهم بالنسبة للتنظيم. ويوفر دليلاً إلى كيفية تطوير رسائل معينة، بحيث تستغل التغطية الإعلامية السائدة وتطور أيديولوجية التنظيم. وجاء فيه حرفياً "إن الأسلحة الإعلامية قد تكون أكثر فعالية من القنابل الذرية"، وفق ما ذكرت الدراسة.
وكان فيديو نشره تنظيم "داعش" في وقت سابق من فبراير/شباط الحالي، ظهر كأنه مستمدّ مباشرة من الدليل المذكور. إذ تحت عنوان "بناء اللبنات"، يجمع الفيديو بين الصور والمشاهد التقليدية لمقاتلين يعملون على رصف الطرقات، ويستقلون شاحنات الإطفاء، أو يتوجهون للتسوق.
ووصف الباحث في "المركز العالمي لدراسة التطرف" في "كينغز كولدج لندن" والمشرف على الدراسة الجديدة، تشارلي وينتر، الفيديو بـ "المثال الجيد على النوستالجيا الاستباقية الوقائية"، والتي تسعى "الدولة الإسلامية" إلى تعزيزها، كي "تبدو كأنها موجهة لتقديم أدلة عن الأيام الخوالي الجيدة، في عهد الخلافة، وذلك قبل فقدانها كلياً حتى".
وأشارت الدراسة إلى أن وقائع عدّة تفسر التغير الجديد في استراتيجية التنظيم الإعلامية، إذ إلى جانب خسارته الكثير من الأراضي الواقعة تحت سيطرته، بفعل الضغط العسكري الأميركي والتركي والروسي والعراقي والسوري، شهد أيضاً تراجعاً في عدد المقاتلين الوافدين إليه، وذلك من ألفي مقاتل شهرياً قبل عامين، إلى أقل من خمسين، وفقاً للتقديرات الأخيرة.
لذا بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" في تغيير مواضيع دعايته الإعلامية منذ العام الماضي، لتجهيز أتباعه لانهيار الخلافة، وذلك عبر تصوير المعارك الخاسرة كمعارك نبيلة ونضالات لا مفرّ منها، ما يعدّ تناقضاً مع رسائل الانتصار التي تصدرت سابقاً الإصدارات الدعائية.
وتواجه الاستراتيجية الإعلامية الناشئة تحديات كبيرة، إذ انخفض عدد جمهور التنظيم على شبكة الإنترنت، لكن من دون وجود تقدير واضح لمستوى هذا الانخفاض. ويعود ذلك في جزء منه إلى أن الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، عملت بشكل أكثر حزماً في الفترة الأخيرة، لحظر متابعي "الدولة الإسلامية" وملاحقة المحتوى الخاص بهم. وكانت هذه المواقع قد واجهت حملة انتقادات واسعة في العام الماضي، واتهمت من قبل البعض بالترويج للتنظيم وأفكاره، ما تطلّب منها رداً سريعاً، تمثل في حظر مؤيدي "داعش" من جهة، وحذف تغريداتهم من جهة أخرى.
ورغم ذلك، فإن الخبراء يرون أن استراتيجيته للحفاظ على موقعه على شبكة الإنترنت قد يساعد الدولة الإسلامية على إعادة النهوض مجدداً.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في إعلام تنظيم "الدولة الإسلامية"، ألبرتو فرنانديز، أن "التنظيم يحاول تقديم صورة جديدة عنه أكثر تفاؤلاً وطموحاً"، في تصريحاته لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، تعليقاً على نتائج الدراسة.
أما وينتر فقال "بشكل عام، سنلاحظ أن تنظيم الدولة الإسلامية سيلجأ إلى الكتابة مجدداً، وسيضع جهداً كبيراً في إنتاج محتوى جديد وتوزيعه"، وأضاف أن "ادعاءات التنظيم وحماسه حول مدى طوباويته ستتضخم أكثر في الفترة المقبلة".
وخلصت الدراسة إلى أن "التنظيم استخدم الدعاية الإعلامية (بروباغندا) للبدء بزراعة جذور استراتيجيته الرقمية"، وأضافت "نتيجة لهذا الجهد، ستمتدّ فكرة الخلافة إلى ما بعد حالتها البدائية".
وأشارت الدراسة إلى أن الجناح الإعلامي للتنظيم بدأ فعلاً بتطبيق هذه الاستراتيجية، من خلال إعادة استغلاله لأرشيفه الضخم من الصور والفيديوهات، لإطلاق نشرات دعائية جديدة، يسعى من خلالها إلى استعادة الفكرة الرومانسية الأولى عن التنظيم.
وأوضحت الدراسة "إذا اضطر التنظيم، فسيتراجع المؤمنون الحقيقيون فيه نحو العالم الافتراضي ببساطة، حيث سيستخدمون الأرشيف الهائل الذي جمعه التنظيم خلال الأعوام القليلة الماضية، لبث دعايتهم الإعلامية، ورفع معنويات المؤيدين عبر النوستالجيا".
وتظهر الخطة التي كشفت عنها الدراسة مستوى اليأس عند منظمة إرهابية شهدت تقلص سيطرتها على الأراضي بسرعة خلال العام الماضي. لكنه يظهر أيضاً المثال الأحدث على مقاربات التنظيم الإبداعية، من خلال استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وكان قد سخر هذه المنصات سابقاً لتجنيد مقاتلين جدد في العراق وسورية، أما الآن فسيستغلها في الحفاظ على ولاء أتباعه المتفرقين في دول عدة.
ويرسم التقرير الكثير من استنتاجاته، اعتماداً على الدليل الدعائي لداعش، والذي نشر على شبكة الإنترنت في العام الماضي. وكان الدليل قد صدر باسم "المشغلين الإعلاميين، أنتم مجاهدون أيضاً". ويساوي بين أفراد طاقم الدعاية الإعلامية في التنظيم، وبين الناشطين المسلحين، في أهميتهم بالنسبة للتنظيم. ويوفر دليلاً إلى كيفية تطوير رسائل معينة، بحيث تستغل التغطية الإعلامية السائدة وتطور أيديولوجية التنظيم. وجاء فيه حرفياً "إن الأسلحة الإعلامية قد تكون أكثر فعالية من القنابل الذرية"، وفق ما ذكرت الدراسة.
وكان فيديو نشره تنظيم "داعش" في وقت سابق من فبراير/شباط الحالي، ظهر كأنه مستمدّ مباشرة من الدليل المذكور. إذ تحت عنوان "بناء اللبنات"، يجمع الفيديو بين الصور والمشاهد التقليدية لمقاتلين يعملون على رصف الطرقات، ويستقلون شاحنات الإطفاء، أو يتوجهون للتسوق.
ووصف الباحث في "المركز العالمي لدراسة التطرف" في "كينغز كولدج لندن" والمشرف على الدراسة الجديدة، تشارلي وينتر، الفيديو بـ "المثال الجيد على النوستالجيا الاستباقية الوقائية"، والتي تسعى "الدولة الإسلامية" إلى تعزيزها، كي "تبدو كأنها موجهة لتقديم أدلة عن الأيام الخوالي الجيدة، في عهد الخلافة، وذلك قبل فقدانها كلياً حتى".
وأشارت الدراسة إلى أن وقائع عدّة تفسر التغير الجديد في استراتيجية التنظيم الإعلامية، إذ إلى جانب خسارته الكثير من الأراضي الواقعة تحت سيطرته، بفعل الضغط العسكري الأميركي والتركي والروسي والعراقي والسوري، شهد أيضاً تراجعاً في عدد المقاتلين الوافدين إليه، وذلك من ألفي مقاتل شهرياً قبل عامين، إلى أقل من خمسين، وفقاً للتقديرات الأخيرة.
لذا بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" في تغيير مواضيع دعايته الإعلامية منذ العام الماضي، لتجهيز أتباعه لانهيار الخلافة، وذلك عبر تصوير المعارك الخاسرة كمعارك نبيلة ونضالات لا مفرّ منها، ما يعدّ تناقضاً مع رسائل الانتصار التي تصدرت سابقاً الإصدارات الدعائية.
وتواجه الاستراتيجية الإعلامية الناشئة تحديات كبيرة، إذ انخفض عدد جمهور التنظيم على شبكة الإنترنت، لكن من دون وجود تقدير واضح لمستوى هذا الانخفاض. ويعود ذلك في جزء منه إلى أن الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، عملت بشكل أكثر حزماً في الفترة الأخيرة، لحظر متابعي "الدولة الإسلامية" وملاحقة المحتوى الخاص بهم. وكانت هذه المواقع قد واجهت حملة انتقادات واسعة في العام الماضي، واتهمت من قبل البعض بالترويج للتنظيم وأفكاره، ما تطلّب منها رداً سريعاً، تمثل في حظر مؤيدي "داعش" من جهة، وحذف تغريداتهم من جهة أخرى.
ورغم ذلك، فإن الخبراء يرون أن استراتيجيته للحفاظ على موقعه على شبكة الإنترنت قد يساعد الدولة الإسلامية على إعادة النهوض مجدداً.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في إعلام تنظيم "الدولة الإسلامية"، ألبرتو فرنانديز، أن "التنظيم يحاول تقديم صورة جديدة عنه أكثر تفاؤلاً وطموحاً"، في تصريحاته لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، تعليقاً على نتائج الدراسة.
أما وينتر فقال "بشكل عام، سنلاحظ أن تنظيم الدولة الإسلامية سيلجأ إلى الكتابة مجدداً، وسيضع جهداً كبيراً في إنتاج محتوى جديد وتوزيعه"، وأضاف أن "ادعاءات التنظيم وحماسه حول مدى طوباويته ستتضخم أكثر في الفترة المقبلة".