كشفت ما أصبحت تُعرف بـ"قضية بنعلا"، مرة أخرى، عن طبيعة العلاقات "الملتبسة" التي تربط ما بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والجسم الصحافي والإعلامي.
لكنّ الأمر ليس وليد اليوم. بل ابتدأ مباشرة بعد استقرار ماكرون في الإيليزيه. حين قرّر الرئيس الفرنسي أن يُحيط نفسه بصحافيين موالين له، من أجل ضبط كل القرارت والتحكّم فيها. وهي رغبة صريحة ومُعلنة في ألا يعيش ما عاشه رؤساء سابقون، خاصة نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، عندما استطاعت الصحافة أن تعرف أدقّ تفاصيلهم وتؤثر على أدائهم، بشكلٍ من الأشكال.
ومنذ اندلاع "قضية بنعلا"، أي بعد صدور مقال صحيفة "لوموند" الذي يتحدث، لأول مرة، عن اسم ألكسندر بنعلا، وهو مساعد مقرّب من رئيس الجمهورية، باعتباره الشخص الذي يظهر في الشريط كشرطيّ، والذي شاهده عشرات الآلاف من المواطنين، من دون أن يتعرفوا إليه، تأخرت ردود الإيليزيه التي كانت عادة ما تتفاعل على الفور مع المستجدات.
وقد تفاجأت وسائل الإعلام الفرنسي من الصمت الرئاسي، وأيضاً من الإعلام الموالي، قبل أن يقرر المتحدث باسم الإيليزيه، برونو روجي بوتي، التحدث، ولكن من خلال لغة خشبية، لم تَروِ الغليل. علماً أنه صحافيّ لامع، واشتهر بخرجاته الكبيرة، في قضايا مشابهة، ومنها قضية أكيلينو موريل، مستشار الرئيس السابق فرانسوا هولاند، مع ماسح الأحذية.
وبعد أن قرر الرئيس ماكرون أن يخرج من صمته المدويّ، رغبة منه في تحميس أنصاره، في البرلمان والحكومة والشارع، لم يجد بُدّاً من مهاجمة الإعلام. ولم يكن غريباً أن يسلّط ماكرون هجماته على الإعلام، لأنّ هذا الأخير، وليس المعارَضة السياسية، بشتى مشاربها، هو الذي أخرج هذه القضية من الظل إلى العلن، علماً أنها تعود إلى أكثر من شهرين، تحديداً في 1 مايو/أيار، وعلماً أن مسؤولين ومستشارين كانوا على علم بها.
وقد اعتبر الرئيس في إحدى خرجاته الإعلامية الأخيرة، أن الإعلام "نغَّصَ على الفرنسيين فرحتهم بالفوز بالمونديال". وتميّز لقاء ماكرون مع أغلبيته بانتقاد قوي للصحافة والمعارضة، إذ إنه تحدث عن "مسرحية يستبد بها الإغواء بكل السلطات، تقريباً، للخروج من دورها". ورأى أن الصحافة "لم تعد تبحث عن الحقيقة"، وعاب عليها أن تتحدث عن حقائق تحدَّث عنها المسؤول الأمني ألان جيبلان، أمام إحدى لجان التحقيق البرلمانية، قبل أن يتراجع عنها، وتتعلق بحضور ألكسندر بنعلا في اجتماعات عمل، أثناء فترة عقوبته.
اقــرأ أيضاً
وعاد الرئيس، في لهجة عنيفة، لمهاجمة الإعلام، قائلاً: "أرى سلطة إعلامية تريد أن تصبح سلطة قضائية". وتوقف طويلاً أمام هذه الحادثة، والتي توقفت عندها كثيرا وسائل الإعلام، وهي مسألة عادية، خصوصًا أن المسؤول الأمني، موجود تحت القسم، وتساءل عن سبب الصُوَر التي تعاد بصفة متواصلة في وسائل الإعلام: "الأمر غير مقبول، وأنا أدينه".
وكأنه يعطي الدروس للصحافيين، واصل ماكرون قراءته لما تبثه التلفزيونات: "أنا لا أرى أبدا المَشاهد السابقة ولا اللاحقة. ما هو السياق؟ ما الذي حدث؟ هل يتعلق الأمر بأفراد يشربون كأس قهوة على الرصيف؟ ما الذي حدث بعد ذلك؟ اعتقدتُ بوجود صُوَر. أين هي؟ وهل تمّ نشرُها بإرادة البحث عن الحقيقة وتقديم الوقائع بطريقة متوازنة. لا". وختم ماكرون بالقول: "أرى سلطة إعلامية تريد أن تصبح سلطة قضائية، وقررتْ بانعدام وجود قرينة البراءة في الجمهورية، وتوجّب دَوْسُ رجُلٍ ومعه كل الجمهورية".
وكأنّ انتقاداً واحداً لوسائل الإعلام لم يكن كافياً، قال الرئيس ماكرون، في أول تصريح له أمام الصحافة، يوم الأربعاء 25 يوليو/تموز، بعد أن كانت مواقفه ينقلها بعض المقربين منه، وبعد أن خصّ، يوم الثلاثاء 24 يوليو/تموز، نواب أغلبيته بتصريحات تحميسيّة: "يوجد كثير من الناس الذي فقدوا المنطق. يقولون كثيرًا من الأشياء المغلوطة وينسون تصحيحها. لقد قلت ما أردت قوله. ولكن يتوجب على العدالة أن تؤدي عملها والبرلمان عمله، والحكومة عملها، والرئيس عمله أيضا".
وأضاف "أنا لن أبحث عن أكباش فداء"، ثم خاطب وسائل الإعلام الفرنسية بقسوة شديدة: "لأن لديكم رغبة في رؤية دمّ ودموع في هذا الصيف".
وخاطب الصحافة مرة أخرى: "لقد قلتم، خلال الأيام الأخيرة، كثيرًا من السخافات والتفاهات، حول مرتبات وامتيازات، وهي أشياء كلها مغلوطة (…) وإن ما قيل خلال الأيام الماضية هو هُراءٌ. (…) العدالة ستقول إن كان يتوجب اتخاذ عقوبة أخرى. ولكن توقّفوا عن التهيّج بهذه الطريقة حول هذه القضية".
اقــرأ أيضاً
وعاد ثالثة إلى لوم الصحافة: "إن كثيرا من زملائكم ارتكبوا أخطاء فهل يجب تصفيتهم. بالطبع لا. الصحافة تخطئ، ويجب عليها أن تصحّح. لا يجب على الناس أن يفقدوا عقولهم، وقد رأيت في الأيام الأخيرة كثيرًا من الناس يفقدون عقولهم، من خلال ردود أفعال غير متناسبة، وبعنف من يريد محاكمة سياسية على أساس فعلٍ مُحزِنٍ، فِعلِ رجلٍ".
الصحافة تشتغل وتريد السبق الصحافي
الحقيقة أنّ الرئيس ماكرون لم يخرج عن فهمه للصحافة والإعلام، ولكنه تفاجأ من رغبة الصحافة في معرفة كل الحقيقة حول استخدام مستشار أمني رفيع للعنف ضد متظاهرين، أجمع الجميع، بمن فيهم ماكرون على أنه تصرف "غير مقبول"، ويستحق "عقوبة". وبما أن الإيليزيه رفض تقديم معلومات، قررت الصحافة البحث عنها بوسائلها، مع كل ما يمكن أن يترتب من أخطاء وتناقضات، لا تَسلم منها الصحافة في أي بلد في العالم.
ولكن ذهول الرئيس ومستشاريه ووزرائه، كان كبيرًا، عند رؤية مختلف وسائل الإعلام، بما فيها المقربة منه أو المتعاطفة معه، ومنها "لوباريزيان" و"لوجورنال دي ديمانش" و"باري ماتش" و"بي إف إم تيفي"، وهي تبحث وتحقق وتبث. ومن هنا غضب الرئيس على وسائل الإعلام بشكل شامل. وهو موقف تبنته وزيرة العدل نيكول بيلوبيه، وهي تخاطب، الخميس الماضي، صحافيّاً في "بي إف إم تيفي"، بالقول: "إن سؤالك يَشي بأنك تتبنى مواقف المعارضة".
وعلى الرغم من قسوة هجوم ماكرون، غير المبرر، على الصحافة، إلا أنّها لم تَنْسَق إلى فتح جبهة جديدة ضد الرئيس، وقد تكون فيها الخاسرة، ولن تحصل فيها على دعم شعبي. بل ركّزت ولا تزال على مسلسل ألكسندر بنعلا، المُرشَّح لأن يطول بعض الوقت، بسبب ملفاته المفتوحة، من قبل القضاء والبرلمان.
وفي لفتة ذكية من الصحافة تركت للمعارضة السياسية التي اتحدت، لأول مرة، منذ وصول ماكرون للسلطة، مهمة الرد على هجمات ماكرون. وهي مهمة اضطلع به سياسيون كثر من كل الحساسيات السياسية، منهم إيريك سيوتي والمقرر المساعد في لجنة التحقيق البرلمانية، غيوم لاريفي، وجيرار لارشي، رئيس مجلس الشيوخ، وأوليفيي فور، الأمين العام للحزب الاشتراكي، الذي رأى أن: "الشجاعة الحقيقة تتمثل في تحمل المسؤوليات قبل أن تكشف الصحافة عن الفضيحة".
وفي لفتة تلخّص تناقضات الرئيس، ذكّرت إذاعة "فرانس أنفو" بتصريح شهير للرئيس في 14 مارس/آذار يؤكد فيه أن مهمة الصحافة "جوهرية"، لأنها "تراقب الحدث وتقدم تفسيرات، ولكن أيضاً تكتشف الحقائق المضادة"، فما الذي جعله يتحدث عن رغبتها في "التهييج" وفي "رغبتها في رؤية دمّ ودموع في هذا الصيف"، وفي نيتها في أن تتحول إلى "سلطة قضائية"؟
ومنذ اندلاع "قضية بنعلا"، أي بعد صدور مقال صحيفة "لوموند" الذي يتحدث، لأول مرة، عن اسم ألكسندر بنعلا، وهو مساعد مقرّب من رئيس الجمهورية، باعتباره الشخص الذي يظهر في الشريط كشرطيّ، والذي شاهده عشرات الآلاف من المواطنين، من دون أن يتعرفوا إليه، تأخرت ردود الإيليزيه التي كانت عادة ما تتفاعل على الفور مع المستجدات.
وقد تفاجأت وسائل الإعلام الفرنسي من الصمت الرئاسي، وأيضاً من الإعلام الموالي، قبل أن يقرر المتحدث باسم الإيليزيه، برونو روجي بوتي، التحدث، ولكن من خلال لغة خشبية، لم تَروِ الغليل. علماً أنه صحافيّ لامع، واشتهر بخرجاته الكبيرة، في قضايا مشابهة، ومنها قضية أكيلينو موريل، مستشار الرئيس السابق فرانسوا هولاند، مع ماسح الأحذية.
وبعد أن قرر الرئيس ماكرون أن يخرج من صمته المدويّ، رغبة منه في تحميس أنصاره، في البرلمان والحكومة والشارع، لم يجد بُدّاً من مهاجمة الإعلام. ولم يكن غريباً أن يسلّط ماكرون هجماته على الإعلام، لأنّ هذا الأخير، وليس المعارَضة السياسية، بشتى مشاربها، هو الذي أخرج هذه القضية من الظل إلى العلن، علماً أنها تعود إلى أكثر من شهرين، تحديداً في 1 مايو/أيار، وعلماً أن مسؤولين ومستشارين كانوا على علم بها.
وقد اعتبر الرئيس في إحدى خرجاته الإعلامية الأخيرة، أن الإعلام "نغَّصَ على الفرنسيين فرحتهم بالفوز بالمونديال". وتميّز لقاء ماكرون مع أغلبيته بانتقاد قوي للصحافة والمعارضة، إذ إنه تحدث عن "مسرحية يستبد بها الإغواء بكل السلطات، تقريباً، للخروج من دورها". ورأى أن الصحافة "لم تعد تبحث عن الحقيقة"، وعاب عليها أن تتحدث عن حقائق تحدَّث عنها المسؤول الأمني ألان جيبلان، أمام إحدى لجان التحقيق البرلمانية، قبل أن يتراجع عنها، وتتعلق بحضور ألكسندر بنعلا في اجتماعات عمل، أثناء فترة عقوبته.
وعاد الرئيس، في لهجة عنيفة، لمهاجمة الإعلام، قائلاً: "أرى سلطة إعلامية تريد أن تصبح سلطة قضائية". وتوقف طويلاً أمام هذه الحادثة، والتي توقفت عندها كثيرا وسائل الإعلام، وهي مسألة عادية، خصوصًا أن المسؤول الأمني، موجود تحت القسم، وتساءل عن سبب الصُوَر التي تعاد بصفة متواصلة في وسائل الإعلام: "الأمر غير مقبول، وأنا أدينه".
وكأنه يعطي الدروس للصحافيين، واصل ماكرون قراءته لما تبثه التلفزيونات: "أنا لا أرى أبدا المَشاهد السابقة ولا اللاحقة. ما هو السياق؟ ما الذي حدث؟ هل يتعلق الأمر بأفراد يشربون كأس قهوة على الرصيف؟ ما الذي حدث بعد ذلك؟ اعتقدتُ بوجود صُوَر. أين هي؟ وهل تمّ نشرُها بإرادة البحث عن الحقيقة وتقديم الوقائع بطريقة متوازنة. لا". وختم ماكرون بالقول: "أرى سلطة إعلامية تريد أن تصبح سلطة قضائية، وقررتْ بانعدام وجود قرينة البراءة في الجمهورية، وتوجّب دَوْسُ رجُلٍ ومعه كل الجمهورية".
وكأنّ انتقاداً واحداً لوسائل الإعلام لم يكن كافياً، قال الرئيس ماكرون، في أول تصريح له أمام الصحافة، يوم الأربعاء 25 يوليو/تموز، بعد أن كانت مواقفه ينقلها بعض المقربين منه، وبعد أن خصّ، يوم الثلاثاء 24 يوليو/تموز، نواب أغلبيته بتصريحات تحميسيّة: "يوجد كثير من الناس الذي فقدوا المنطق. يقولون كثيرًا من الأشياء المغلوطة وينسون تصحيحها. لقد قلت ما أردت قوله. ولكن يتوجب على العدالة أن تؤدي عملها والبرلمان عمله، والحكومة عملها، والرئيس عمله أيضا".
وأضاف "أنا لن أبحث عن أكباش فداء"، ثم خاطب وسائل الإعلام الفرنسية بقسوة شديدة: "لأن لديكم رغبة في رؤية دمّ ودموع في هذا الصيف".
وخاطب الصحافة مرة أخرى: "لقد قلتم، خلال الأيام الأخيرة، كثيرًا من السخافات والتفاهات، حول مرتبات وامتيازات، وهي أشياء كلها مغلوطة (…) وإن ما قيل خلال الأيام الماضية هو هُراءٌ. (…) العدالة ستقول إن كان يتوجب اتخاذ عقوبة أخرى. ولكن توقّفوا عن التهيّج بهذه الطريقة حول هذه القضية".
وعاد ثالثة إلى لوم الصحافة: "إن كثيرا من زملائكم ارتكبوا أخطاء فهل يجب تصفيتهم. بالطبع لا. الصحافة تخطئ، ويجب عليها أن تصحّح. لا يجب على الناس أن يفقدوا عقولهم، وقد رأيت في الأيام الأخيرة كثيرًا من الناس يفقدون عقولهم، من خلال ردود أفعال غير متناسبة، وبعنف من يريد محاكمة سياسية على أساس فعلٍ مُحزِنٍ، فِعلِ رجلٍ".
الصحافة تشتغل وتريد السبق الصحافي
الحقيقة أنّ الرئيس ماكرون لم يخرج عن فهمه للصحافة والإعلام، ولكنه تفاجأ من رغبة الصحافة في معرفة كل الحقيقة حول استخدام مستشار أمني رفيع للعنف ضد متظاهرين، أجمع الجميع، بمن فيهم ماكرون على أنه تصرف "غير مقبول"، ويستحق "عقوبة". وبما أن الإيليزيه رفض تقديم معلومات، قررت الصحافة البحث عنها بوسائلها، مع كل ما يمكن أن يترتب من أخطاء وتناقضات، لا تَسلم منها الصحافة في أي بلد في العالم.
ولكن ذهول الرئيس ومستشاريه ووزرائه، كان كبيرًا، عند رؤية مختلف وسائل الإعلام، بما فيها المقربة منه أو المتعاطفة معه، ومنها "لوباريزيان" و"لوجورنال دي ديمانش" و"باري ماتش" و"بي إف إم تيفي"، وهي تبحث وتحقق وتبث. ومن هنا غضب الرئيس على وسائل الإعلام بشكل شامل. وهو موقف تبنته وزيرة العدل نيكول بيلوبيه، وهي تخاطب، الخميس الماضي، صحافيّاً في "بي إف إم تيفي"، بالقول: "إن سؤالك يَشي بأنك تتبنى مواقف المعارضة".
وعلى الرغم من قسوة هجوم ماكرون، غير المبرر، على الصحافة، إلا أنّها لم تَنْسَق إلى فتح جبهة جديدة ضد الرئيس، وقد تكون فيها الخاسرة، ولن تحصل فيها على دعم شعبي. بل ركّزت ولا تزال على مسلسل ألكسندر بنعلا، المُرشَّح لأن يطول بعض الوقت، بسبب ملفاته المفتوحة، من قبل القضاء والبرلمان.
وفي لفتة ذكية من الصحافة تركت للمعارضة السياسية التي اتحدت، لأول مرة، منذ وصول ماكرون للسلطة، مهمة الرد على هجمات ماكرون. وهي مهمة اضطلع به سياسيون كثر من كل الحساسيات السياسية، منهم إيريك سيوتي والمقرر المساعد في لجنة التحقيق البرلمانية، غيوم لاريفي، وجيرار لارشي، رئيس مجلس الشيوخ، وأوليفيي فور، الأمين العام للحزب الاشتراكي، الذي رأى أن: "الشجاعة الحقيقة تتمثل في تحمل المسؤوليات قبل أن تكشف الصحافة عن الفضيحة".
وفي لفتة تلخّص تناقضات الرئيس، ذكّرت إذاعة "فرانس أنفو" بتصريح شهير للرئيس في 14 مارس/آذار يؤكد فيه أن مهمة الصحافة "جوهرية"، لأنها "تراقب الحدث وتقدم تفسيرات، ولكن أيضاً تكتشف الحقائق المضادة"، فما الذي جعله يتحدث عن رغبتها في "التهييج" وفي "رغبتها في رؤية دمّ ودموع في هذا الصيف"، وفي نيتها في أن تتحول إلى "سلطة قضائية"؟