وكتبت الإعلامية مريم الناصري أن "غياب التلفزيون الرسمي غريب وعجيب"، عارضة صورة للقناتين الرسميتين اللتين كانتا تبثان برنامجاً رياضياً ومنوعات غنائية في حين كانت قنوات عربية وغربية تتابع الحدث.
وكذلك فعل الإعلامي حاتم بوبكري الذي كتب مستغرباً "من العيب أن نتابع مجريات التفجير الانتحاري بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وحيثياته على قنوات أجنبية وقنواتنا تغط في سبات عميق. مرة أخرى متى ستعلمون أنكم إعلاميون وصحافيون ولستم موظفي حالة مدنية؟ مرة أخرى إعلامنا خارج الحدث ثم نتساءل بعدها لماذا المشاهد والمستمع التونسي غير راض على أداء وسائل الإعلام التونسية والعمومية منها خاصة".
موجة الغضب من التلفزيون الرسمي جعلت بعض العاملين فيه يردون على هذا الغضب، فقد تعرّض مقدم الأخبار في القناة الأولى العمومية (الرسمية)، الطيب بوزيد، إلى النقد الجارح على خلفية تدوينة اعتبر فيها الحادثة لا تستحق الكثير من الاهتمام.
حالة الغضب مما كتب جعلته يسحب التدوينة ويكتب شبه توضيح، قال فيه "حملة ممنهجة استهدفتني هذا اليوم ولا أعتقد أنها تستهدف شخصي بل التلفزة الوطنية كمرفق عمومي لما أتحدث عن عدم تهويل الحادثة الإرهابية وتضخيمها وهو أحد أهم أهداف الإرهابيين. ما يؤلم أن عديد الزملاء انخرطوا في هذه الحملة عن قصد أو دونه. من يحاول تعليمنا المهنية يجب أن يساءل نفسه بدءا عن الأجندات التي يخدمها والقنوات التي يعمل لصالحها. تحيا تونس".
لكن فشل التلفزيون الرسمي لا يخفي نجاح بعض وسائل الإعلام التونسية في تغطية الحدث، إذ كانت بوابة الإذاعة التونسية (الإذاعة الرسمية) أوّل من بث خبر العملية الإرهابية لتنقل عنه بعد ذلك القنوات العالمية. كما نجحت قناة "نسمة تي في" في المتابعة الميدانية للعملية الإرهابية بشكل سريع جعل بعضهم يشيد بها.
النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) سارعتا بعد العملية إلى إعادة نشر مدونة السلوك حول تغطية العمليات الإرهابية، حتى يتجنب الصحافيون التونسيون السقوط في الأخطاء المهنية التي تعددت في الاستديوهات التحليلية، مما دفع وزارة الداخلية التونسية إلى الطلب من وسائل الإعلام استقاء المعلومة منها حتى لا يقع السقوط في نشر أخبار كاذبة قد تؤثر على مسار التحقيق في العملية الإرهابية، وفقاً لبيان وزارة الداخلية.