ووفقاً للروائي محمد حنيف، فإن المداهمة تمت أمس الإثنين في كراتشي أكبر مدن باكستان. وتعد رواية حنيف، "صندوق المانجو المتفجرة"، محاكاة ساخرة للمستبد السابق الذي قتل في حادث تحطم طائرة عام 1988.
واتهم حنيف جهاز الاستخبارات الباكستاني بشن المداهمة. غير أن مسؤولاً في الجهاز وصف زعم حنيف بـ "محاولة رخيصة للشهرة عبر قذف مؤسسة وطنية باتهامات زائفة." تحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته التزاما بلوائح جهاز الاستخبارات.
وعرّف عناصر الأمن الذين داهموا مكاتب دار النشر أنفسهم بأنهم من جهاز الاستخبارات، بحسب الروائي، وهو طيار عمل لدى القوات الجوية قبل أن يصبح صحافياً. وكانت دار النشر أصدرت الترجمة الأوردية للرواية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف "لقد سألوا عن كتابي وأخذوا جميع نسخه"، لافتاً إلى أنه يتشاور مع محاميه حول تقديم شكوى إلى الشرطة.
بزغ نجم حنيف عندما نشرت الرواية لأول مرة عام 2008 باللغة الإنكليزية، بعد عقدين من مقتل ضياء الحق عندما سقطت طائرته في مقاطعة البنجاب الشرقية. لم تنشر السلطات مطلقا نتائج تحقيقاتها، ولم تقل ما الذي تسبب في حادث تحطم الطائرة الذي أدى أيضاً إلى مقتل السفير الأميركي أرنولد رافيل، ورئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني الأسبق أختر عبد الرحمن.
زعم حنيف أيضاً أن المداهمة جاءت بعد أن أرسل أفراد من عائلة ضياء الحق مذكرة إلى ناشر الرواية يشكون فيها بأنها شوهت صورته ـ استولى ضياء الحق على السلطة في انقلاب عام 1977ـ ولم تشكُ العائلة من الرواية لسنوات. لكن حنيف تكهن بأنها لم تهتم عندما كانت الرواية متاحة باللغة الإنكليزية فقط، ولكنها شعرت بالقلق بمجرد ترجمتها للأوردية.
تستشهد الرواية بإشاعة مفادها أن قنبلة زُرعت داخل صندوق من المانجو أهدي لضياء الحق، وأخذه معه على متن الطائرة.
وشهدت باكستان حملة مكثفة ضد الناشطين الحقوقيين والصحافيين وأعضاء المجتمع المدني على مدار السنوات الماضية. يقول صحافيون، تعرضوا للضرب والسجن، إنهم يواجهون الآن شكلا من أشكال الرقابة أكثر دقة من جانب الأجهزة الأمنية والاستخبارات.
(أسوشييتد برس)