بقدر ما كان لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صادماً ومثيراً للغضب، لجهة كونه أطلق مرحلة التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، إلا أنّ الحديث الخاص لمسؤول دبلوماسي إسرائيلي سابق في صحيفة سودانية ترك تساؤلاتٍ في الأوساط الإعلامية حول كونه يدشّن مرحلة تطبيع إعلامي.
التقى البرهان بنتنياهو الأسبوع الماضي، في مدينة عنتبي الأوغندية، ما وجد معارضةً سياسيّةً وشعبيةً، حتى من حكومة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، مع بعض التأييد من جهات أخرى. لكن صحيفة "الانتباهة" عمدت، عبر محررها للشؤون الدولية مثنى عبد القادر، إلى القفز أكثر من ذلك، عبر إجراء مقابلة صحافية مع المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، السفير دور غولد، ذكر فيها أنّ "السودان وإسرائيل لن يتمكّنا من تبادل الزيارات بين عشية وضحاها"، مع إفادات أخرى مقتضبة حول "مستقبل العلاقة بين السودان وإسرائيل"، نشرتها الصحيفة في الصفحة الأولى، بعد أن وصفت غولد بأنه "مهندس العلاقات مع الدول الأفريقية، ويشغل حالياً منصب رئيس مركز القدس للشؤون العامة".
يدافع الصحافي مثنى عبد القادر، الذي أجرى المقابلة مع الدبلوماسي الإسرائيلي، بشدة عن مبادرته تلك، ويقول إنه تعامل مع الموضوع "كصحافي بمهنية بحتة حملت شواغل الشارع العام حول ماذا تريد أن تفعل إسرائيل بالسودان، ولماذا تصرّ على إقامة علاقات مع السودان، وهو سؤال في ذهن كل سوداني". ويضيف عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، أنه "بحكم موقعي في الصحيفة، أقوم منذ سنوات بترجمة الصحافة الغربية والإسرائيلية، بما فيها التغطيات عند حدوث أزمات في فلسطين ونقل تصريحات المسؤولين بكل مهنية"، معتبراً أنّ التصريحات الصحافية ليست شكلاً من أشكال التطبيع". ويقول "هذا غير أنني أصلاً مغامر، فلقد كنت أول صحافي سوداني يدخل لبيبا ضمن القوافل السودانية بعد اندلاع الثورة الليبية ونقلنا أيضاً عن جانبي القتال، رغم أننا كنا موجودين في معسكر الثوار في مارس 2011"، مشيراً إلى أنّ "مهنة الصحافة تحتّم تنوير الرأي العام والسلطة، وليس الدخول في مجال تطبيع أو غيره، لأن هذه مهمة الدولة وليست مهمة الصحافي".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يرفض الصحافي السوداني علاء الدين بابكر ما قامت به صحيفة "الانتباهة" بتواصلها مع الدبلوماسي الإسرائيلي، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ ذلك يمثّل مدخلاً إلى التطبيع الشعبي وخلط الأوراق، وجعل قادة الكيان الإسرائيلي معروفين لدى السودانيين، مشيراً إلى أنّ ما قامت به الصحيفة لا يقلّ خطورة عن ما قام به البرهان من خرق للوثيقة الدستورية وتنكّر للموقف المبدئي الثابت لشعب السودان من القضية الفلسطينية العادلة.
ويضيف بابكر "ليس غريباً على "الانتباهة" أن تأتي بشيء يتنافى مع توجّه ورغبة الشعب السوداني، لأنها شاركت من قبل بفعالية "جريمة انفصال جنوب السودان" التي لم يتعاف منها السودان حتى اليوم، وألقت بظلال سلبية على الاقتصاد الذي هوى بسبب الانفصال"، طبقاً لتقديراته. ويؤكّد أنّ هنالك دوراً كبيراً مرجواً ينتظر إعلام الثورة في التصدي لما سمّاها "صحف النظام البائد التي تبث السموم وسط السودانيين".
ويرى أمين عام مجلس الصحافة السابق، عبد العظيم عوض، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّنا نعيش في عصر الإعلام المنفتح وتدفق المعلومات، معتبراً أنّ "الانتباهة" لم تأتِ بشيء مخالف لما سنّته قناة "الجزيرة" وقنوات أخرى، قبل سنوات، بمحاورتها للمسؤولين الإسرائيليين وكسرها للحواجز الإعلامية". ويضيف عوض أنّ "الإعلام ما بعد الثورة في السودان وجد الحرية الكاملة التي تمكّنه من التصرف بمعزل عن الحكومة"، متوقعاً "مضيّ خطوات التطبيع الإعلامي والثقافي مع الإسرائيليين بشكل طبيعي، في ظل إحساس عام وسط السودانيين بخيبة الأمل نتيجة أوضاعهم المعيشية والتدهور الاقتصادي، ما جعلهم ينظرون بإيجابية حتى للقاء بين البرهان ونتنياهو".
يدافع الصحافي مثنى عبد القادر، الذي أجرى المقابلة مع الدبلوماسي الإسرائيلي، بشدة عن مبادرته تلك، ويقول إنه تعامل مع الموضوع "كصحافي بمهنية بحتة حملت شواغل الشارع العام حول ماذا تريد أن تفعل إسرائيل بالسودان، ولماذا تصرّ على إقامة علاقات مع السودان، وهو سؤال في ذهن كل سوداني". ويضيف عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، أنه "بحكم موقعي في الصحيفة، أقوم منذ سنوات بترجمة الصحافة الغربية والإسرائيلية، بما فيها التغطيات عند حدوث أزمات في فلسطين ونقل تصريحات المسؤولين بكل مهنية"، معتبراً أنّ التصريحات الصحافية ليست شكلاً من أشكال التطبيع". ويقول "هذا غير أنني أصلاً مغامر، فلقد كنت أول صحافي سوداني يدخل لبيبا ضمن القوافل السودانية بعد اندلاع الثورة الليبية ونقلنا أيضاً عن جانبي القتال، رغم أننا كنا موجودين في معسكر الثوار في مارس 2011"، مشيراً إلى أنّ "مهنة الصحافة تحتّم تنوير الرأي العام والسلطة، وليس الدخول في مجال تطبيع أو غيره، لأن هذه مهمة الدولة وليست مهمة الصحافي".
من جهته، يرفض الصحافي السوداني علاء الدين بابكر ما قامت به صحيفة "الانتباهة" بتواصلها مع الدبلوماسي الإسرائيلي، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ ذلك يمثّل مدخلاً إلى التطبيع الشعبي وخلط الأوراق، وجعل قادة الكيان الإسرائيلي معروفين لدى السودانيين، مشيراً إلى أنّ ما قامت به الصحيفة لا يقلّ خطورة عن ما قام به البرهان من خرق للوثيقة الدستورية وتنكّر للموقف المبدئي الثابت لشعب السودان من القضية الفلسطينية العادلة.
ويضيف بابكر "ليس غريباً على "الانتباهة" أن تأتي بشيء يتنافى مع توجّه ورغبة الشعب السوداني، لأنها شاركت من قبل بفعالية "جريمة انفصال جنوب السودان" التي لم يتعاف منها السودان حتى اليوم، وألقت بظلال سلبية على الاقتصاد الذي هوى بسبب الانفصال"، طبقاً لتقديراته. ويؤكّد أنّ هنالك دوراً كبيراً مرجواً ينتظر إعلام الثورة في التصدي لما سمّاها "صحف النظام البائد التي تبث السموم وسط السودانيين".
ويرى أمين عام مجلس الصحافة السابق، عبد العظيم عوض، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّنا نعيش في عصر الإعلام المنفتح وتدفق المعلومات، معتبراً أنّ "الانتباهة" لم تأتِ بشيء مخالف لما سنّته قناة "الجزيرة" وقنوات أخرى، قبل سنوات، بمحاورتها للمسؤولين الإسرائيليين وكسرها للحواجز الإعلامية". ويضيف عوض أنّ "الإعلام ما بعد الثورة في السودان وجد الحرية الكاملة التي تمكّنه من التصرف بمعزل عن الحكومة"، متوقعاً "مضيّ خطوات التطبيع الإعلامي والثقافي مع الإسرائيليين بشكل طبيعي، في ظل إحساس عام وسط السودانيين بخيبة الأمل نتيجة أوضاعهم المعيشية والتدهور الاقتصادي، ما جعلهم ينظرون بإيجابية حتى للقاء بين البرهان ونتنياهو".