توفي مساء أمس الأحد، الصحافي والمؤرخ اليمني علي الواسعي، بعد أيام من إصابته بفيروس كورونا الجديد، في مدينة إسطنبول التركية، التي يقيم فيها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
ونعى مسؤولون وصحافيون يمنيون الواسعي، ساردين بعضاً من ملامح حياته التي قضاها معارضاً للسلطة وناشطاً ومفكّراً ومنظّراً في حزب التجمّع اليمني للإصلاح، منذ تأسيسه في سبتمبر 1990، وأحد أبرز القيادات الصحافية التي كان لها دور كبير في ثورة 11 فبراير اليمنية عام 2011.
ولد علي بن عبد الله الواسعي في مديريّة آنس بمحافظة ذمار الواقعة في الجنوب الغربي من العاصمة صنعاء عام 1930، وتلقى تعليمه في الكتّاب (المِعْلامة في اليمن) ثم التحق بحلقات القرآن والعلوم الشرعية في أحد مساجد المديرية، ومن ثم انتقل إلى المدرسة العلمية لدراسة اللغة العربية والفقه الإسلامي والتفسير وأصول الدين.
Twitter Post
|
يقول في أحد حواراته الصحافية إنه اشترك في ما تعرف بـ"ثورة الدستور" عام 1948، التي قادها عبد الله الوزير على "المملكة المتوكّلية اليمنية" وقتل خلالها الإمام يحيى حميد الدين، قبل أن يُفشلها نجله أحمد، بثورة مضادة ويعدم أبرز قياداتها، فسُجن الواسعي لسبع سنوات، ومن ثم أطلق سراحه، فخرج نحو عدن التي كانت حينها ترزح تحت الاحتلال البريطاني، ومنها إلى القاهرة التي درس فيها العلوم الصحية، وغادرها عام 1957 عائداً إلى اليمن ليعمل في مجال الصحة الوقائية.
عقب ثورة 26 من سبتمبر عام 1962، التي أعلنت قيام نظام جمهوري شمال البلد، برز دور الواسعي ككاتب صحافي ومفكّر، حيث انتقل من العمل خبيراً في الصحة الوقائية بصنعاء إلى إذاعة البرنامج العام (إذاعة صنعاء)، فعمل مشرفاً على البرامج، وقدّم فيها برنامج "أضواء على الدّستور" و"جريدة الصّباح" و"الأسرة".
ساهم الواسعي في تأسيس حزب التجمّع اليمني للإصلاح، وعُرف بمعارضته لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعمل في المجلس الوطني في ستينيات القرن الماضي، وعُيّن نائباً للأمين العام لمجلس الشورى.
كتب في صحيفة "الميثاق" (لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام) قبل تأسيس حزب الإصلاح، وبعد تأسيسه برز معارضاً وناقداً وساخطاً على حكم صالح من خلال عمود "وخز الضمير" في جريدة الصحوة الناطقة باسم الحزب، وكتب لصحف 26 سبتمبر، المستقلة، والوحدة، وأسس ورأس تحرير مجلّة الإرشاد التي استمرت في الصدور 12 عاماً، ثم أسس مجلّة النّور.
Twitter Post
|
وكتب في التاريخ والأدب والصحافة، ومن أهم أعماله، تحرير وإعداد كتاب "الطريق إلى الحرية" لـ"العزي صالح السنيدار" (1901-1977) كأحد الكتب التي تطرقت إلى أهم حقبة في تاريخ اليمن الحديث، إلى جانب تأليفه لكتيّبات، أبرزها: "تأملات مجنون" الذي يقول عنه إنه يحكي مرحلة من حياته وتأملاته، وكذا "حوار مع ملحد" و"بحث عن المرأة"، وله كتاب تحت الطبع يسرد فيه رحلاته الخارجية إلى أوروبا وأميركا وإندونيسيا وباكستان.
Twitter Post
|
Twitter Post
|