في إطار الكشف عن التجييش الروسي لوسائل التواصل الاجتماعي، تبيّن أن حساباً على شبكة تويتر كان قد نشر صورة لامرأة محجبة بعد الهجوم على ويستمنستر متهماً إياها بتجاهل الحادث الإرهابي، ما هو إلا حساب وهمي يعمل لصالح "مصنع المتصيدين" (ترولز، trolls) الروسي.
وكان الحساب @southlonestar قد غرد صورة لامرأة محجبة تسير بجوار أحد مصابي الهجوم الإرهابي الملقين على الأرض، وهي تنظر إلى جوالها. وأرفق بالتغريدة النص التالي: "امرأة مسلمة لا تلقي بالاً للهجوم الإرهابي، تسير بلا اهتمام بجوار رجل يحتضر وتنظر إلى هاتفها." كما احتوت التغريدة على الوسوم التالية: الدعاء للندن، ويستمنستر، احظروا الإسلام.
وكان الحساب @southlonestar قد غرد صورة لامرأة محجبة تسير بجوار أحد مصابي الهجوم الإرهابي الملقين على الأرض، وهي تنظر إلى جوالها. وأرفق بالتغريدة النص التالي: "امرأة مسلمة لا تلقي بالاً للهجوم الإرهابي، تسير بلا اهتمام بجوار رجل يحتضر وتنظر إلى هاتفها." كما احتوت التغريدة على الوسوم التالية: الدعاء للندن، ويستمنستر، احظروا الإسلام.
وسرعان ما تلقف اليمين المتطرف في بريطانيا وأميركا هذه التغريدة، مستخدمينها في الهجوم على المسلمين في الغرب.
وكان هجوم إرهابي قد وقع في مارس/ آذار الماضي بالقرب من مقر البرلمان البريطاني في ويستمنستر، حيث قام خالد مسعود، والذي اعتنق الإسلام حديثاً وتطرفت أفكاره بتأثير من الدعاية الداعشية، بدهس المارين بالقرب من مقر البرلمان، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وكان هذا الحساب على "تويتر" واحداً من 2700 حساب جرى تسليمها للجنة المخابرات في الكونغرس الأميركي كدليل على التلاعب الروسي بالسياسة الأميركية والبريطانية، وذلك في خضم التحقيق بتدخل الكرملين في الانتخابات الأميركية وتورط الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب فيها.
كما تم الكشف عن العديد من الحسابات المماثلة التي نشرت تغريدات مؤيدة لـ"بريكست" خلال التصويت في الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران العام الماضي.
وتعود هذه الحسابات لما يعرف باسم مصنع المتصيدين أو الترولز التابع لمركز أبحاث الإنترنت في سانت بطرسبورغ الروسية.
ويعمل المتصيدون في هذا المركز من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء بتوقيت موسكو بهدف نشر مئات الآلاف من التغريدات المصممة لتعزيز الخلافات السياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال دعم التيارات السياسية والقضايا الشعبوية والعنصرية، ومنها نشر الأخبار الكاذبة التي انتشرت خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية واستفتاء البريكست.
وكان مصدر من داخل "المصنع" قد صرح لصحيفة "ميل أون صنداي": "كنا نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها تويتر، وننشر بشكل أساسي تعليقات حول المواضيع الخلافية التي تسيطر على اهتمام البريطانيين".
وكانت صحيفة RBC الروسية قد نشرت الشهر الماضي تحقيقاً موسعاً عن "مصنع المتصيدين" معتمدة على عدد من المصادر الداخلية ضمن تلك المؤسسة.
وينص التحقيق على أن عدداً من الحسابات الوهمية التي أسسها هذا المصنع، قد تواصلت مع عدد من الناشطين اليمينيين الأميركيين بهدف المساعدة في تنظيم المظاهرات والمناسبات الخاصة بهم.
كما قامت هذه الحسابات، التي أخفت أصلها الروسي، بعرض المساعدة المالية. ويقول التقرير أن المصنع قد دفع ما يقارب 80 ألف دولار خلال العامين الماضيين.
وتعود ملكية مركز أبحاث الإنترنت الذي يدير هذه العمليات إلى رجل الأعمال إيفغيني بريغوجين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما صرحت شركة "غوغل" بأن العملاء الروس قد أنفقوا عشرات الآلاف من الدولارات لنشر عدد من الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي.
كما نشر فيسبوك تقريراً يكشف عن وجود نحو 3 آلاف إعلان تعود لنحو 470 حسابا غير أصلي تعود إلى روسيا قد أنفقت نحو 100 ألف دولار على الإعلانات. وأضاف التقرير أن هذه الإعلانات ركزت على "رسائل سياسية واجتماعية خلافية على كافة صعد الطيف العقائدي".
وقبل أيام، كشف موقعا "وايرد" و"نيو نوليدج" عن 29 حساباً وهمياً روسياً على "تويتر" دعمت "بريكست". وأتى ذلك بعد بحث أجراه الموقعان للتمحيص في حساباتٍ مرتبطة بروسيا قدّمتها شركات التواصل الاجتماعي للسياسيين الأميركيين.
واستخدمت الحسابات وسوماً متعلقة بـ"بريكست"، ونشرت دعاية إسلاموفوبوية كما استخدمت لغةً عنصريّة مناهضة للاجئين. ولم يتم تجاهل تلك الحسابات، إذ حصدت، مجتمعةً، 268.643 متابعاً، فيما تمّ نشر بعض تعليقاتها مئات المرات.
وليس "تويتر" وحيداً في هذا السياق، إذ كشف موقع "باز فيد" أنّ حسابات روسيّة على "فيسبوك" قد تكون حاولت التأثير على البريطانيين في ردّ فعلهم حول الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
ورداً على أسئلة "باز فيد" تمّ توجيهها لـ"فيسبوك"، ردّت الشركة باستخدام تعابير حذرة، بحسب الموقع، الذي أشار إلى أنّ الردّ ذلك يفتح الباب لاعتراف "فيسبوك" للمرة الأولى بأنّ هناك حساباتٍ مرتبطة بروسيا قد تكون استخدمت المنصة للتأثير على الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبعد سؤال عما إذا كانت هناك إعلانات مرتبطة بالكرملين على "فيسبوك" تزامناً مع وقت التصويت على "بريكست" عام 2016، قال متحدث باسم الشركة إنّها "لم تلاحظ تنسيقاً مهماً".
وأضاف المتحدث: "حتى الآن لم نلاحظ أنّ المجموعات المعروفة والمنسقة في روسيا شاركت في تنسيق كبير لشراء الإعلانات أو التضليل السياسي الذي يستهدف التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
ورفضت الشركة إيضاح إن كان ذلك يعني أنّ "فيسبوك" لاحظت تنسيقاً ما حصل خلال توقيت الاستفتاء العام الماضي.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد أطلقت يوم الاثنين تحذيراً لروسيا حول محاولاتها التأثير على الانتخابات من خلال حملات التشويه الإعلامي. وأكدت ماي في خطابها على أنها مستعدة "للقيام بما هو ضروري لحماية أنفسنا" وحلفائنا من تشويش موسكو. وطالبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتوقف عن سياسة "استخدام المعلومات كسلاح" من خلال الأخبار الكاذبة والتدخل في الانتخابات.
ونددت ماي بضلوع روسيا في حملات التجسس الإلكتروني والتدخل في الانتخابات وقرصنة وزارة الدفاع الدنماركية والبوندستاغ أي البرلمان الألماني، مؤكدةً أنّ "المملكة المتحدة ستقوم بكل ما يلزم لحماية نفسها وستعمل مع حلفائها للغاية نفسها".
اقــرأ أيضاً
وكان هجوم إرهابي قد وقع في مارس/ آذار الماضي بالقرب من مقر البرلمان البريطاني في ويستمنستر، حيث قام خالد مسعود، والذي اعتنق الإسلام حديثاً وتطرفت أفكاره بتأثير من الدعاية الداعشية، بدهس المارين بالقرب من مقر البرلمان، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وكان هذا الحساب على "تويتر" واحداً من 2700 حساب جرى تسليمها للجنة المخابرات في الكونغرس الأميركي كدليل على التلاعب الروسي بالسياسة الأميركية والبريطانية، وذلك في خضم التحقيق بتدخل الكرملين في الانتخابات الأميركية وتورط الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب فيها.
كما تم الكشف عن العديد من الحسابات المماثلة التي نشرت تغريدات مؤيدة لـ"بريكست" خلال التصويت في الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران العام الماضي.
وتعود هذه الحسابات لما يعرف باسم مصنع المتصيدين أو الترولز التابع لمركز أبحاث الإنترنت في سانت بطرسبورغ الروسية.
ويعمل المتصيدون في هذا المركز من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء بتوقيت موسكو بهدف نشر مئات الآلاف من التغريدات المصممة لتعزيز الخلافات السياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال دعم التيارات السياسية والقضايا الشعبوية والعنصرية، ومنها نشر الأخبار الكاذبة التي انتشرت خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية واستفتاء البريكست.
وكان مصدر من داخل "المصنع" قد صرح لصحيفة "ميل أون صنداي": "كنا نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها تويتر، وننشر بشكل أساسي تعليقات حول المواضيع الخلافية التي تسيطر على اهتمام البريطانيين".
وكانت صحيفة RBC الروسية قد نشرت الشهر الماضي تحقيقاً موسعاً عن "مصنع المتصيدين" معتمدة على عدد من المصادر الداخلية ضمن تلك المؤسسة.
وينص التحقيق على أن عدداً من الحسابات الوهمية التي أسسها هذا المصنع، قد تواصلت مع عدد من الناشطين اليمينيين الأميركيين بهدف المساعدة في تنظيم المظاهرات والمناسبات الخاصة بهم.
كما قامت هذه الحسابات، التي أخفت أصلها الروسي، بعرض المساعدة المالية. ويقول التقرير أن المصنع قد دفع ما يقارب 80 ألف دولار خلال العامين الماضيين.
وتعود ملكية مركز أبحاث الإنترنت الذي يدير هذه العمليات إلى رجل الأعمال إيفغيني بريغوجين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما صرحت شركة "غوغل" بأن العملاء الروس قد أنفقوا عشرات الآلاف من الدولارات لنشر عدد من الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي.
كما نشر فيسبوك تقريراً يكشف عن وجود نحو 3 آلاف إعلان تعود لنحو 470 حسابا غير أصلي تعود إلى روسيا قد أنفقت نحو 100 ألف دولار على الإعلانات. وأضاف التقرير أن هذه الإعلانات ركزت على "رسائل سياسية واجتماعية خلافية على كافة صعد الطيف العقائدي".
وقبل أيام، كشف موقعا "وايرد" و"نيو نوليدج" عن 29 حساباً وهمياً روسياً على "تويتر" دعمت "بريكست". وأتى ذلك بعد بحث أجراه الموقعان للتمحيص في حساباتٍ مرتبطة بروسيا قدّمتها شركات التواصل الاجتماعي للسياسيين الأميركيين.
واستخدمت الحسابات وسوماً متعلقة بـ"بريكست"، ونشرت دعاية إسلاموفوبوية كما استخدمت لغةً عنصريّة مناهضة للاجئين. ولم يتم تجاهل تلك الحسابات، إذ حصدت، مجتمعةً، 268.643 متابعاً، فيما تمّ نشر بعض تعليقاتها مئات المرات.
وليس "تويتر" وحيداً في هذا السياق، إذ كشف موقع "باز فيد" أنّ حسابات روسيّة على "فيسبوك" قد تكون حاولت التأثير على البريطانيين في ردّ فعلهم حول الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
ورداً على أسئلة "باز فيد" تمّ توجيهها لـ"فيسبوك"، ردّت الشركة باستخدام تعابير حذرة، بحسب الموقع، الذي أشار إلى أنّ الردّ ذلك يفتح الباب لاعتراف "فيسبوك" للمرة الأولى بأنّ هناك حساباتٍ مرتبطة بروسيا قد تكون استخدمت المنصة للتأثير على الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبعد سؤال عما إذا كانت هناك إعلانات مرتبطة بالكرملين على "فيسبوك" تزامناً مع وقت التصويت على "بريكست" عام 2016، قال متحدث باسم الشركة إنّها "لم تلاحظ تنسيقاً مهماً".
وأضاف المتحدث: "حتى الآن لم نلاحظ أنّ المجموعات المعروفة والمنسقة في روسيا شاركت في تنسيق كبير لشراء الإعلانات أو التضليل السياسي الذي يستهدف التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
ورفضت الشركة إيضاح إن كان ذلك يعني أنّ "فيسبوك" لاحظت تنسيقاً ما حصل خلال توقيت الاستفتاء العام الماضي.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد أطلقت يوم الاثنين تحذيراً لروسيا حول محاولاتها التأثير على الانتخابات من خلال حملات التشويه الإعلامي. وأكدت ماي في خطابها على أنها مستعدة "للقيام بما هو ضروري لحماية أنفسنا" وحلفائنا من تشويش موسكو. وطالبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتوقف عن سياسة "استخدام المعلومات كسلاح" من خلال الأخبار الكاذبة والتدخل في الانتخابات.
ونددت ماي بضلوع روسيا في حملات التجسس الإلكتروني والتدخل في الانتخابات وقرصنة وزارة الدفاع الدنماركية والبوندستاغ أي البرلمان الألماني، مؤكدةً أنّ "المملكة المتحدة ستقوم بكل ما يلزم لحماية نفسها وستعمل مع حلفائها للغاية نفسها".