في تحقيق ضخم أعدته صحيفة "لوفيغارو" بعد أيام قليلة على خسارة آلان جوبيه، آخر الشيراكيين الحقيقيين، أمام منافسه فرانسوا فيون في الدور الثاني لانتخابات أحزاب اليمين ويمين-الوسط التمهيدية، نشرت اليومية الفرنسية المحسوبة على معسكر اليمين الجمهوري مادة بحثية أشرفت عليها الصحافية آن فولدا، حاولت من خلالها تقييم تجربة الشيراكيين في مسعاهم نحو الإليزيه منطلقة من طي هذه الصفحة إلى الأبد مع انتصار فييون الأحد الماضي، اليميني الوحيد الذي لم يكن يوما محسوبا على الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.
تنطلق صاحبة كتاب "الرئيس الذي يحيط به كثيرون" ــ وهو بيوغرافيا صدر عام 1997 يتناول جاك شيراك وتلامذته الذين سيعرفون لاحقاً بالشيراكيين ــ من جملة أطلقها الكاتب الفرنسي دنيس تيليناك، أحد مؤسسي مدرسة بريڤ الأدبية (Ecole de Brive) عام 1973، يقول فيها "انتهت الشيراكية بشكل نهائي عندما قرر جاك شيراك أن يصوّت لفرانسوا هولاند سنة 2012.
انتصار فيون دق المسمار الأخير في نعش تلك الحقبة لأنه أعاد الاعتبار ليمين تقليدي محاصر داخليا من رفاق شيراكيين وخارجيا من يسار كان دوما ينتظر فرصة سانحة لينقض عليه. كان آلان جوبيه، الابن الروحي لشيراك وكان كثيرون يعتقدون حتى أشهر قليلة أن فرانسوا باروان سيحمل شعلة الشيراكية مجددا فخيّب أمل شيراك وقرر دعم نيكولا ساركوزي في وجه آلان جوبيه ما أثار سخط كلود ابنة شيراك التي وصفته بالرخيص".
سباق الشيراكومانيا
تتطرّق آن فولدا لتلك السنة الحزينة بالنسبة للشيراكيين فتقول "دخول جاك إلى المشفى وشائعات وفاته، ثم مرض زوجته وقبلها وفاة ابنتهما، خسارتهما للرجل الوفي جيروم مونو في آب/أغسطس الماضي، واليوم خسارة آلان جوبيه في انتخابات الجمهوريين..". وتضيف "شكّلت فترة دخول شيراك إلى المشفى في سبتمبر الماضي تهافتا من مرشحي اليمين لإظهار كل منهم مدى تقربه وتعلّقه بالديغولية على طريقة شيراك.
لكنّ أمراً أكيداً أنّ كل المرشحين من كوبيه لجوبيه وساركوزي ولومير وكوزيسكو-موريزيه الذين أمكن عدهم يوما ما من المحسوبين على شيراك لم يستطيعوا الفوز، فقد وصل فييون على رأس الجمهوريين وهو الذي قال ذات يوم في كتابه "فرنسا تستطيع تحمل الحقيقة" (La France peut supporter la vérité): لم أكن يوما في معسكر شيراك ولن أكون في المستقبل هناك".
الناجي الوحيد من فشل التجربة "البلادورية"
تروي آن فولدا على لسان دنيس تيليناك كيف استطاع فييون أن ينجو عام 1995 من طي صفحته السياسية نهائيا بعد أن قرر دعم رئيس الحكومة الأسبق إدوار بلادور في الانتخابات الرئاسية في وجه شيراك ليعود وزيرا في حكومة جوبيه، وتتطرّق الكاتبة إلى مسيرته في معارض الشيراكية في حركة التجديد التي قادها 12 نائبا يمينيا عام 1989 منهم سيغان، مييون، بايرو، دي ڤيلييه، وصولا إلى اصطفافه الواضح في رفضه التصويت على معاهدة ماستريخت التي دعمها شيراك والحزب الاشتراكي وعارضها أقصى اليسار وبعض الجمهوريين مثل فيليب سيغان وشارل باسكوا.
عم الطلاق النهائي بين شيراك وفييون، تستند فلودا إلى كلام باروان عن الانتقادات اللاذعة التي وجّهها فييون لشيراك في كتابه الذي صدر عام 2006، حيث كان شيراك لا يزال في الإليزيه وفيها يتهمه بـ"إقفال" الحزب الديغولي و"المحسوبيات التي تجعل من أغبياء على رأس إدارات ومراكز مهمة" ومفاهيم البونابارتية في العمل السياسي" وصولا إلى "غياب الفكر السليم في السياسة". يبتسم فرانسوا باروان. ويضيف "فييون بإمكانه أن يكون كل شيء إلا شيراكيا!".
اقــرأ أيضاً
تنطلق صاحبة كتاب "الرئيس الذي يحيط به كثيرون" ــ وهو بيوغرافيا صدر عام 1997 يتناول جاك شيراك وتلامذته الذين سيعرفون لاحقاً بالشيراكيين ــ من جملة أطلقها الكاتب الفرنسي دنيس تيليناك، أحد مؤسسي مدرسة بريڤ الأدبية (Ecole de Brive) عام 1973، يقول فيها "انتهت الشيراكية بشكل نهائي عندما قرر جاك شيراك أن يصوّت لفرانسوا هولاند سنة 2012.
انتصار فيون دق المسمار الأخير في نعش تلك الحقبة لأنه أعاد الاعتبار ليمين تقليدي محاصر داخليا من رفاق شيراكيين وخارجيا من يسار كان دوما ينتظر فرصة سانحة لينقض عليه. كان آلان جوبيه، الابن الروحي لشيراك وكان كثيرون يعتقدون حتى أشهر قليلة أن فرانسوا باروان سيحمل شعلة الشيراكية مجددا فخيّب أمل شيراك وقرر دعم نيكولا ساركوزي في وجه آلان جوبيه ما أثار سخط كلود ابنة شيراك التي وصفته بالرخيص".
سباق الشيراكومانيا
تتطرّق آن فولدا لتلك السنة الحزينة بالنسبة للشيراكيين فتقول "دخول جاك إلى المشفى وشائعات وفاته، ثم مرض زوجته وقبلها وفاة ابنتهما، خسارتهما للرجل الوفي جيروم مونو في آب/أغسطس الماضي، واليوم خسارة آلان جوبيه في انتخابات الجمهوريين..". وتضيف "شكّلت فترة دخول شيراك إلى المشفى في سبتمبر الماضي تهافتا من مرشحي اليمين لإظهار كل منهم مدى تقربه وتعلّقه بالديغولية على طريقة شيراك.
لكنّ أمراً أكيداً أنّ كل المرشحين من كوبيه لجوبيه وساركوزي ولومير وكوزيسكو-موريزيه الذين أمكن عدهم يوما ما من المحسوبين على شيراك لم يستطيعوا الفوز، فقد وصل فييون على رأس الجمهوريين وهو الذي قال ذات يوم في كتابه "فرنسا تستطيع تحمل الحقيقة" (La France peut supporter la vérité): لم أكن يوما في معسكر شيراك ولن أكون في المستقبل هناك".
الناجي الوحيد من فشل التجربة "البلادورية"
تروي آن فولدا على لسان دنيس تيليناك كيف استطاع فييون أن ينجو عام 1995 من طي صفحته السياسية نهائيا بعد أن قرر دعم رئيس الحكومة الأسبق إدوار بلادور في الانتخابات الرئاسية في وجه شيراك ليعود وزيرا في حكومة جوبيه، وتتطرّق الكاتبة إلى مسيرته في معارض الشيراكية في حركة التجديد التي قادها 12 نائبا يمينيا عام 1989 منهم سيغان، مييون، بايرو، دي ڤيلييه، وصولا إلى اصطفافه الواضح في رفضه التصويت على معاهدة ماستريخت التي دعمها شيراك والحزب الاشتراكي وعارضها أقصى اليسار وبعض الجمهوريين مثل فيليب سيغان وشارل باسكوا.
عم الطلاق النهائي بين شيراك وفييون، تستند فلودا إلى كلام باروان عن الانتقادات اللاذعة التي وجّهها فييون لشيراك في كتابه الذي صدر عام 2006، حيث كان شيراك لا يزال في الإليزيه وفيها يتهمه بـ"إقفال" الحزب الديغولي و"المحسوبيات التي تجعل من أغبياء على رأس إدارات ومراكز مهمة" ومفاهيم البونابارتية في العمل السياسي" وصولا إلى "غياب الفكر السليم في السياسة". يبتسم فرانسوا باروان. ويضيف "فييون بإمكانه أن يكون كل شيء إلا شيراكيا!".