وكان اشتية يتحدث مساء الإثنين، عن سلسلة إجراءات تخفيفية والسماح لقطاعات إضافية بالعمل، لكنه في لحظة حديثه عن محاصرة الحكومة لمرض فيروس كورونا المستجد في أماكن محددة التفت إلى ملحم الذي كان يقف على يساره وقال له: "شيل إيديك من جيابك".
وصباح أمس الثلاثاء، لم يظهر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في الإيجاز الصباحي على غير العادة، لكن الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، غسان نمر، الذي أدار الإيجاز أجاب على سؤال لـ"العربي الجديد" حول غياب ملحم بأنه في اجتماع مبرمج مسبقاً مع رئيس الوزراء، مشيراً إلى أن الاجتماع جاء بالصدفة في ظل إشاعات حول تأثير الحادثة المذكورة.
ومساء الثلاثاء، في خطوة قرأها كثيرون على أنها تطييب لخاطر ملحم، الذي يتابعه الفلسطينيون يومياً في الإيجازين الصحافيين حول كورونا، وصل اشتية إلى مقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء (مكان عقد الإيجاز الصحافي) ليقدم تقريره كوزير للداخلية والأوقاف؛ بينما كان يتم نقل مكان عقد الإيجاز سابقاً حين يشارك به اشتية.
وفور وصوله، سلم اشتية على ملحم من دون مصافحة وبابتسامة قبل أن يقدمه الأخير قائلاً: "أرحب بدولة رئيس الوزراء ويدينا ليست في جيوبنا".
Facebook Post |
أما اشتية، فقال في عبارة بدت كأنها رد اعتبار لملحم: "يسعدني أن أشارك المنصة مع أخي إبراهيم الذي عرفته أكثر من ثلاثين سنة، ويدير المشهد بمهنية عالية، ونحن نفخر فيك ونسعد بوجودك بواجهة الحكومة"، وفي نهاية الإيجاز قدم ملحم كتابه "الصحافة من البليت إلى التابليت هدية لاشتية" والمفارقة أن صورة ملحم على الكتاب وهو يضع يديه في جيبيه، ليقول اشتية: "هذه عادة في إبراهيم".
وكان الصحافي، محمود حريبات، الذي عمل سابقاً بمكتب رئيس الوزراء، سلام فياض، ولاحقاً رامي الحمد الله، قد كتب على صفحته في "فيسبوك": "أن يضع أبو بهاء (ملحم) يده في جيبه فإنه خطأ ولا يجوز بروتوكولياً، لأكثر من سبب، ولكن أيضاً الطريقة التي نبّه فيها رئيس الوزراء الناطق باسم الحكومة ومحبوب الجماهير، ليست بالطريقة التي سوف تحبها الجماهير، والتي تحب أبو بهاء وأيضاً أحبت أبو إبراهيم (اشتية)، فهذا التنبيه والتوجيه قد يقوم به موظف البروتوكول أو مسؤول الإعلام أو حتى يهمس رئيس الوزراء في أذن ناطقه".
أما الصحافية، رولا سرحان، فعلّقت بالقول: "لدى ملحم الذريعة والحق الكاملين في الاستقالة، إن صحت الأقوال بأنه قدم استقالته، لكن أعتقد أن علينا أن نتعامل بلين أكثر في المرحلة الحالية، أن نسند بعضنا البعض، بل وعلينا أن نصوب بعضنا البعض، لذلك، أعتقد أنه لا يجب على الدكتور اشتية قبول استقالة ملحم، بل وعليه أيضاً الاعتذار له، أمامنا جميعاً مثلما أخطأ بحقه أمامنا جميعا".
وكان أيضاً قد طلب الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، من اشتية الاعتذار من ملحم بالقول "إبراهيم ملحم قامة صحافية مميزة، وحجم العلاقة والود والتقدير بينه وبين رئيس الحكومة معروف، ولكن هذا لا يبرر عبارة شيل ايديك من جيبك، فهي غير مناسبة في مثل هذا المحفل، بكل بساطة معالجة الموقف تكون بالاعتذار عن هذا التصرف الخاطئ غير المقصود".
ولقيت "الصلحة" على الهواء استحسان رواد التواصل الاجتماعي فبعضهم نشر صورة من نفس المؤتمر واشتية يضع يديه في جيبيه، فعادت الصحافية، رولا سرحان، بالنشر "مع أن اشتية كانوا أيديه في جيابه اليوم، إلا أن الظهور المشترك للدكتور أشتية مع د. ملحم كان ظهوراً ذكياً، مشهداً يثلج الصدور، وفيه ذكاء يحفظ ماء وجه الرجلين".
ونشر الكوميدي، علاء أبو ذياب، الصورة معلقاً "اليوم طلع رئيس الوزراء وطمني بهاي الصورة الجميلة، صورة تحمل رسالة واضحة تقلقوش، آخر همنا البروتوكول". يذكر أن إبراهيم ملحم صحافي فلسطيني، عُين ناطقاً باسم الحكومة مع تشكيل حكومة محمد اشتية العام الماضي، وبرز مؤخراً من خلال الإيجاز الصحافي الحكومي الذي يقدمه مرتين بشكل يومي، ولم يغب عنه إلا لمرات قليلة بينها أيام اجتماعات الحكومة، ومرة أخرى في ظرف إعلان وزيرة الصحة لنتائج فحوصات قبيل عقد الإيجاز، حيث اعتبر المغردون احتجابه عن الخروج في المؤتمر احتجاجاً.