بدأ البثّ التجريبي لقناة "العالم سورية"، بعدما "أهدتها" الحكومة الإيرانية للشعب السوري، بمناسبة "انتصار قوات النظام السوري على الإرهاب"، وفقاً لرئيس قسم اللغات الأجنبية في مؤسسة الإذاعة والتلفزة الإيرانية، بيمان جبلي الذي صرح بأن هدف القناة "إظهار الصورة الناصعة للانتصار العظيم والتاريخي الذي تحقق بمحورية الشعب السوري وبدعم من أصدقائه على مدى السنوات الماضية، في مواجهة المجموعات الإرهابية التكفيرية الوهابية المجرمة، وعلى رأسها (داعش) الذي تم القضاء عليه".
من خلال هذا التصريح، نستشفّ الصورة التي ترغب إيران بأن تظهر فيها للشعب السوري، كـ"دولة صديقة"، تشاركه بالانتماء لـ"محور المقاومة"، وتؤمن بقضاياه، وتذكره بدورها ومساهمتها بالانتصار على الإرهاب والمحافظة على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
شرعت القناة بالبث التجريبي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولم تتجاوز ساعات البث في البداية الساعتين، بينما نُوّه إلى أن عدد ساعات البث سيزداد إلى 8 في المستقبل القريب، وقد يصل إلى 24 ساعة في المستقبل البعيد.
ورغم أن جبلي أكد في تصريحاته أن القناة ستبث برامج ثقافية وفنية وترفهية إلى جانب البرامج السياسية، إلا أن البث خلال الشهر الأول لم يتضمن سوى عدد قليل من البرامج المنوعة، كبرنامج "سيغنال" الذي يُعنى بتقديم كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا والهواتف الذكية وتطبيقاتها.
وطغى على القناة الطابع السياسي، إذ تضمن جدولها العديد من البرامج الحوارية التي يتمحور الحديث فيها حول الأوضاع السياسية في المنطقة، بالإضافة إلى عدد كبير من برامج التحليل السياسي، خُصص بعضها لمناقشة القضايا والسياسات الإيرانية، مثل برنامج "الصحافة الإيرانية"، وهو برنامج يركز على دور إيران السياسي في المنطقة، من خلال قراءة أبرز ما ورد في الصحف الإيرانية. وكذلك برنامج "إيران اليوم"، الذي يرصد أوضاع الناس داخل إيران، وأهم إنجازات إيران على المستوى المحلي.
وخصصت أيضاً بعض البرامج للقضايا والشؤون العربية، مثل برنامج "المشهد اليمني" الذي يتناول أبرز الأحداث اليمنية، ويحلل الحرب من وجهة نظر إيرانية. وبرنامج "حديث البحرين" الذي يسلط الضوء على الأزمة السياسية في البحرين، وكذلك برنامج "استوديو لبنان" الذي يبدو كبرنامج مقتطع من قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله".
وبالطبع، هناك بعض البرامج المعنية بالشأن السوري، مثل برنامج "باختصار" الذي يلخص ما حدث في السنوات السبع الأخيرة في سورية، ويركز على دور الدول الحليفة في انتصارات النظام المزعومة، ولا سيما إيران و"حزب الله". ولم تغفل القناة عن تخصيص برامج للحديث عن العدو المشترك، الاحتلال الإسرائيلي، فخصصت برنامجي "العين الإسرائيلية" و"غياهب الكيان"، محاولة إيجاد راوبط تجمعها بجمهورها السوري.
ورغم أن برامج قناة "سورية العالم" لا تختلف كثيراً عن برامج القنوات التابعة للنظام السوري في العناوين العريضة، إلا أن التحليلات والحوارات واللغة التي تستخدمها القناة، تبدو مختلفة للغاية. فالقناة تميز بين المعارضة المسلحة و"داعش"، وتقر بسيطرة المعارضة والجيش السوري الحر على بعض المناطق في بعض الأحيان، وتحاول أن تعطي الوقائع السياسية السورية أبعادأ أكثر منطقية في سردها، قبل أن تقحم دور إيران و"حزب الله" في روايتها.
ومن خلال البرامج التي خصصت للقضايا السورية، يبدو واضحاً أن القناة الموجهة للسوريين تحاول أن تكون أقل مباشرة من القنوات الإخبارية الأخرى التي تعنى بالشأن نفسه، فلم تفرد القناة سوى 3 برامج للشأن السوري من أصل 19 برنامجا، رغم الاهتمام بالقضايا السورية في برامجها الحوارية الأربعة.
وبذلك فإن القناة التي لم تلقَ الدعم الكافي من الإعلام السوري، علماً أنها تبث برامجها من العاصمة اللبنانية بيروت، تبدو انعكاساً لمسار جديد في الإعلام السوري؛ مرحلة صراع حلفاء النظام الإعلامي، بعد تمكنهم من فرض سيطرتهم في ساحات المعركة.
اقــرأ أيضاً
من خلال هذا التصريح، نستشفّ الصورة التي ترغب إيران بأن تظهر فيها للشعب السوري، كـ"دولة صديقة"، تشاركه بالانتماء لـ"محور المقاومة"، وتؤمن بقضاياه، وتذكره بدورها ومساهمتها بالانتصار على الإرهاب والمحافظة على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
شرعت القناة بالبث التجريبي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولم تتجاوز ساعات البث في البداية الساعتين، بينما نُوّه إلى أن عدد ساعات البث سيزداد إلى 8 في المستقبل القريب، وقد يصل إلى 24 ساعة في المستقبل البعيد.
ورغم أن جبلي أكد في تصريحاته أن القناة ستبث برامج ثقافية وفنية وترفهية إلى جانب البرامج السياسية، إلا أن البث خلال الشهر الأول لم يتضمن سوى عدد قليل من البرامج المنوعة، كبرنامج "سيغنال" الذي يُعنى بتقديم كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا والهواتف الذكية وتطبيقاتها.
وطغى على القناة الطابع السياسي، إذ تضمن جدولها العديد من البرامج الحوارية التي يتمحور الحديث فيها حول الأوضاع السياسية في المنطقة، بالإضافة إلى عدد كبير من برامج التحليل السياسي، خُصص بعضها لمناقشة القضايا والسياسات الإيرانية، مثل برنامج "الصحافة الإيرانية"، وهو برنامج يركز على دور إيران السياسي في المنطقة، من خلال قراءة أبرز ما ورد في الصحف الإيرانية. وكذلك برنامج "إيران اليوم"، الذي يرصد أوضاع الناس داخل إيران، وأهم إنجازات إيران على المستوى المحلي.
وخصصت أيضاً بعض البرامج للقضايا والشؤون العربية، مثل برنامج "المشهد اليمني" الذي يتناول أبرز الأحداث اليمنية، ويحلل الحرب من وجهة نظر إيرانية. وبرنامج "حديث البحرين" الذي يسلط الضوء على الأزمة السياسية في البحرين، وكذلك برنامج "استوديو لبنان" الذي يبدو كبرنامج مقتطع من قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله".
وبالطبع، هناك بعض البرامج المعنية بالشأن السوري، مثل برنامج "باختصار" الذي يلخص ما حدث في السنوات السبع الأخيرة في سورية، ويركز على دور الدول الحليفة في انتصارات النظام المزعومة، ولا سيما إيران و"حزب الله". ولم تغفل القناة عن تخصيص برامج للحديث عن العدو المشترك، الاحتلال الإسرائيلي، فخصصت برنامجي "العين الإسرائيلية" و"غياهب الكيان"، محاولة إيجاد راوبط تجمعها بجمهورها السوري.
ورغم أن برامج قناة "سورية العالم" لا تختلف كثيراً عن برامج القنوات التابعة للنظام السوري في العناوين العريضة، إلا أن التحليلات والحوارات واللغة التي تستخدمها القناة، تبدو مختلفة للغاية. فالقناة تميز بين المعارضة المسلحة و"داعش"، وتقر بسيطرة المعارضة والجيش السوري الحر على بعض المناطق في بعض الأحيان، وتحاول أن تعطي الوقائع السياسية السورية أبعادأ أكثر منطقية في سردها، قبل أن تقحم دور إيران و"حزب الله" في روايتها.
ومن خلال البرامج التي خصصت للقضايا السورية، يبدو واضحاً أن القناة الموجهة للسوريين تحاول أن تكون أقل مباشرة من القنوات الإخبارية الأخرى التي تعنى بالشأن نفسه، فلم تفرد القناة سوى 3 برامج للشأن السوري من أصل 19 برنامجا، رغم الاهتمام بالقضايا السورية في برامجها الحوارية الأربعة.
وبذلك فإن القناة التي لم تلقَ الدعم الكافي من الإعلام السوري، علماً أنها تبث برامجها من العاصمة اللبنانية بيروت، تبدو انعكاساً لمسار جديد في الإعلام السوري؛ مرحلة صراع حلفاء النظام الإعلامي، بعد تمكنهم من فرض سيطرتهم في ساحات المعركة.