توفي المدون وخبير الإنترنت في روسيا، أنتون نوسيك، في العاصمة موسكو، جرّاء أزمة قلبية، وفق ما أكد مقربون منه على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين. وكان نوسيك قد دعا في عام 2015 إلى إبادة سورية عبر "محوها عن وجه الأرض".
ولُقب نوسيك بـ "عراب الإنترنت في روسيا"، وأحد أكثر المدونين الإلكترونيين متابعة على الإطلاق، وشارك في تأسيس وتحرير عدد من أكبر المواقع والمنشورات الإلكترونية في بلد يواجه قيوداً عدة على حرية الإنترنت.
وجادل نوسيك (1966 ــ 2017) في حياته المهنية بأن الإنترنت كان دائماً "جزيرة الحرية" وسيظل كذلك على الرغم من الجهود المبذولة لتقليص مجاله، كما كان صريحاً جداً في استنكار جهود الحكومة الروسية الرامية إلى إحكام السيطرة الرسمية على الإنترنت، علماً أنه عمل محرراً لصحف إخبارية إلكترونية مثل "نيوز.روسيا" و"لينتا.روسيا و"غازيتا.روسيا"، وفقاً لموقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).
ونشرت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية: "لعقود، كان مدوناً كثير الإنتاج إذ نشر تعليقات حادة لم توفّر أحداً، بما في ذلك الكرملين"، وقال السياسي المعارض، ليا ياشين إنه "من المستحيل تصديق الخبر، ارقد بسلام يا صديقي".
غير أن مسيرة نوسيك لم تتصف بالسلاسة، إذ تعرّض لانتقادات حادة في عام 2015، عندما نشر تدوينة دعا فيها إلى "محو سورية عن وجه الأرض"، ما استلزم محاكمته بتهمة التطرف وتأجيج الكراهية والعداء القومي وإهانة الكرامة الإنسانية.
وكتب نوسيك حينها أنّه يرحب بالضربات الجوية الروسية في سورية، معتبراً أن موت المدنيين في سورية ثمن يجدر دفعه لتدمير بلد شبّهه بـ "ألمانيا النازية ويشكل تهديداً لإسرائيل"، علماً أن نوسيك يحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية.
يذكر أن نوسيك كان من أبرز المدافعين عن أعضاء الفرقة الموسيقية "بوسي ريوت" التي تؤدي عروضاً عن الحياة السياسية الروسية وسجنت عضواتها بسبب أداء عرض انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إحدى كاتدرائيات موسكو في عام 2012.
(العربي الجديد)