أجرت صحيفة "سبق" السعودية حواراً ترويجياً للرواية الإسرائيليّة من باب "حوار الأديان"، مع الحاخام اليهودي، بنخاس غولدشميدت، واصفةً إياه بـ"المثير"، أبدى فيه الأخير إعجابه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان "الذي يقود السعودية نحو الازدهار"، كما تحدث عن "سلام" يرتقبه بين "اليهود والعرب"، ما اعتبره مغرّدون تمهيداً للتطبيع وجساً لنبض السعوديين.
الحوار أجراه من فيينا، شقران الرشيدي، ونشر أمس الثلاثاء. وروّج فيه الحاخام للرواية الإسرائيليّة حول احتلال الأراضي الفلسطينيّة. واعتبر أنّ "على الفلسطينيين أن يقبلوا بوجود دولة إسرائيلية قائمة، وعلى الإسرائيليين أن يتعايشوا مع ذلك، وأن يمنحوا الفلسطينيين مواطنة كاملة، أو يمنحوهم أرضاً ليقيموا عليها دولتهم".
وقال غولدشميدت، مبرراً حصار قطاع غزة: "الإسرائيليون أعادوا للفلسطينيين قطاع غزة لحكمها؛ فماذا حدث لهم؟ تحولت إلى مشكلة أكبر وكأنها قطاع لتنظيم "داعش" الإرهابي وإيران، وبدلاً من حدوث سلام واستقرار؛ صارت الصواريخ تطلق على المدن الإسرائيلية من غزة؛ وبالتالي يتساءل الإسرائيليون: إذا منحنا الفلسطينيين أراضيَ أكثر من غزة؛ ماذا سيحدث لنا؟ هل سيعيشون معنا في حرب دائمة؟".
وأضاف في مديح بن سلمان: "لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سمعة بأنه يقود بلاده نحو الازدهار، وهذا شيء إيجابي، ولا سيما في منطقة تعاني من المشاكل والصراعات والحروب في سورية واليمن وعدم استقرار في العراق ولبنان".
وغولدشميدت هو الزعيم الروحي لكنيسة "الكورال" في موسكو، ورئيس المحكمة الحاخامية في "رابطة الدول المستقلة"، ورئيس مؤتمر الحاخامات "الأحبار" الأوروبيين. كما يُمثّل المجتمع اليهودي الروسي سياسياً، وهو عادةً ما يناقش "حالة الجماعة اليهودية وتهديدات معاداة السامية".
وحصل غولدشميدت على شهادة "المرشح لمنصب الحاخام الأكبر في إسرائيل" أو في إحدى المدن في إسرائيل من قبل مجلس الحاخامية الكبرى لإسرائيل في عام 2002.
ورفض سعوديون على مواقع التواصل تلك المقابلة، مشيرين إلى أنّها تمهيد للتطبيع عبر ترويج الرواية الإسرائيلية. وأطلقوا وسم "#صحيفه_سبق_تمهد_لتطبيع_مع_الصهاينه". وكتب "أبو أحمد": "الصحيفة لا تستطيع أن تكتب أي خبر بدون إذن السلطة. لا تضحكوا على أنفسكم".
وغرّد إيهاب "استحوا على وجوهكم. لا ويقول ما نعطيهم الأرض اللي هيا حقت الفلسطينيين نخاف يحاربونا، ما شفت أحقر من كذا انت ماخذ الارض بالقوة!".
وكتب يزيد الصيقل "جاري حذف تطبيق سبق.. وحظر حسابكم في تويتر.. هذا الحوار له أبعاد ونوايا أكثر من أنه مجرد حوار! أجندتكم لا تمرر علينا. فالقارئ لديه وعي!".
وقال فهد البيطي "سبق تجري حواراً صحفياً مع حاخام يهودي؟ الزبدة بالسطر الأخير؟ يدعي بأن صواريخ الفلسطينيين التي يطلقونها دفاعا عن أنفسهم أعاقت تسليم الأراضي المحتلة للفلسطينيين! ترويج لكذب الصهاينة والمفترض من #وزارة_الثقافة منع هذه الصحيفة الصفراء التي تروج لأكاذيبهم!".
وليس ترويج "سبق" للرواية الإسرائيليّة وتمهيدها للتطبيع بجديد، فهناك حملات إلكترونيّة انتشرت من العام الماضي على مواقع التواصل في السعودية تشتم فلسطين والفلسطينيين وتدعو إلى السلام مع الاحتلال الإسرائيلي. كما انتشرت حملات إعلامية عبر برامج تلفزيونية وفي مقالات صحافية وحتى عبر تدوينات على "تويتر" تدعو للتطبيع العلني مع تل أبيب.
ويعدّ موقع "إيلاف" المركز الرئيسي للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشر مقالة مشتركة للكاتب الكردي العراقي، مهدي مجيد عبدالله، والمتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عنوانها "حماس... ثلاثون عاماً"، في ذكرى تأسيس "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس). وزعم عبدالله وأدرعي في مقالتهما المشتركة أن "حماس لم تعبّر عن مطالب الفلسطينيين" و"تشكّل خطراً على الفلسطينيين ودولة إسرائيل"، ووصفاها بـ"الإرهابية".
وفي الشهر نفسه، نشرت "إيلاف" مقابلة أجراها مراسلها في القدس المحتلة، مجدي الحلبي، مع وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هدد خلالها بـ"إعادة لبنان إلى العصر الحجري"، مستذكراً قول وزير سعودي إنه "سيعيد حزب الله إلى الكهوف في الجنوب"، ووصف المملكة العربية السعودية بـ"قائدة العالم العربي".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أجرت الصحيفة نفسها عبر المراسل مجيد الحلبي مقابلة مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، وتباهت بمقابلتها، مروّجة إياها باعتبارها "الأولى من نوعها لصحيفة عربية". كما لم تتوان عن نقل أقوال الجنرال الإسرائيلي إنه "يتابع ما تنشره (إيلاف)"، وتطرقت إلى "سرور" إيزنكوت بإجراء هذه المقابلة في مقر هيئة الأركان الإسرائيلية، في تل أبيب.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، بادر مقدّم برنامج "أكشن يا دوري"، وليد الفراج، إلى تأييد وجود لاعبين إسرائيليين في بطولة العالم للشطرنج في الرياض، في تعبير ضمني على موافقة الدولة على استضافتهم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال مقدّم البرامج، أحمد العرفج، إنّ قطع العلاقات مع إسرائيل "غير مجدٍ"، معتبراً أن العدو في الواجهة يتمثل في إيران ودول أخرى، وأن القضية الفلسطينية أضحت في المركز الثاني من اهتمامات الناس.
وكتب الصحافي السعودي، تركي الحمد، على "تويتر"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن القدس لم تعد القضية، وإنها أعطت شرعنة مزيفة لتحركات بعضهم، واتهم الشعب الفلسطيني بـ "التخلي عن قضيته وبيعها".
أما الكاتب الاقتصادي، حمزة السالم، فقال إن إسرائيل ستكون الوجهة الأولى للسائح السعودي لما تكتنزه من أماكن ومزارات تستحق الزيارة، مطالباً بتوقيع اتفاقية سلام معها.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
(العربي الجديد)