وقال رشاد، في المذكرة التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، إنه "خلال الفترة الأخيرة، صار الوفد الصحافي المرافق لرئيس الجمهورية في زياراته الخارجية يسافر بطائرات محملة بالكامل، بعدما استمرأ رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية -المملوكة للدولة- السفر على حساب مؤسساتهم الخاسرة، في غياب تام للمحاسبة من قبل الأجهزة الرقابية في الدولة".
وأضاف رشاد في المذكرة أن "مؤسسة أخبار اليوم -على سبيل المثال- يسافر منها خمسة أو ستة صحافيين، مع العلم بأن قيمة تذكرة السفر إلى الولايات المتحدة تصل إلى 52 ألف جنيه (3 آلاف دولار)"، مشيراً إلى أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة على رأس المسافرين، والذي لا يُفهم دوره في السفر، هو وغيرهم من الصحافيين الذين دأبوا على مرافقة الرئيس، في حين يُفهم، في المقابل، دور رئيس التحرير أو مندوب الجريدة لدى مؤسسة الرئاسة".
وتابعت المذكرة أن "مؤسسة أخبار اليوم الصحافية لديها خسائر بنحو 300 مليون جنيه (17.36 مليون دولار)، وهو ما ورد في موازنة المؤسسة للعام المالي 2018/2019، رغم أن المؤسسة لم تشهد خسائر منذ موازنة 2014/2015، أي منذ تولي رئيس مجلس الإدارة الحالي، ياسر رزق، للمسؤولية في يناير/ كانون الثاني 2014، وهو أمر مثبت في موازنات المؤسسة بشكل رسمي، وتحت نظر الجهاز المركزي للمحاسبات".
وأفادت المذكرة بأن الدولة (الحكومة) دعمت مؤسسة "أخبار اليوم" خلال تلك الفترة بنحو 700 مليون جنيه (40.51 مليون دولار)، وربما يزيد، من دون استثمار هذه الأموال"، مختتمة "كيف لمؤسسة خاسرة كل هذه المبالغ أن تتحمل تذاكر السفر للولايات المتحدة، خلاف بدل السفر الذي يصل إلى 700 دولار في اليوم الواحد لكل صحافي؟، أين الأجهزة الرقابية من حماية المال العام؟، وأين السلطات الإعلامية الأعلى؟، وأين هيئة الصحافة؟".
وأعلنت الرئاسة المصرية أن السيسي سيتوجه إلى الولايات المتحدة في الأسبوع الثاني من شهر إبريل/ نيسان المقبل، في زيارة يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أن الزيارة المرتقبة سبقتها استعدادات على مستويات مختلفة، أبرزها زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع، ولقاء مجموعة التعاون العسكري المشترك الأسبوع الماضي.
سبق أن قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" إن الزيارة ستكون لها أهداف عديدة، أهمها تأكيد حصول السيسي على دعم ترامب المبدئي لبقائه في الحكم فترة أطول، على ضوء التعديلات الدستورية الرامية لاستمراره في الحكم حتى عام 2034، بغض النظر عن الملاحظات التي تسجلها الإدارة الأميركية على سجل حقوق الإنسان في مصر، وتجلت مؤخراً في تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن حجم السلبيات.
إلى ذلك، كشفت مصادر صحافية مطلعة أنه من المقرر مرافقة نحو 100 صحافي وإعلامي للسيسي في زيارته إلى الولايات المتحدة، مبينة أن الوفد سيشمل جميع رؤساء مجالس إدارات وتحرير الإصدارات الصحافية الحكومية والخاصة، بمتوسط بدل يومي يبلغ ألف دولار لكل رئيس مجلس إدارة أو رئيس تحرير، و400 دولار للصحافي المعني بتغطية شؤون الرئاسة في الصحف القومية، و300 دولار لنظيره في الصحف الخاصة.
وقالت المصادر في حديث خاص، إن الوفد سيضم عدداً كبيراً من مذيعي ومراسلي القنوات الفضائية الموالية للنظام، علاوة على وفد من موظفي الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لمؤسسة الرئاسة، تحت ذريعة استقبال أعضاء الوفد الصحافي والإعلامي المرافق للسيسي في المطار، وتقديم الدعم اللوجستي لهم، وإقامة مركز إعلام خاص بهم في مقر القنصلية المصرية، لتسهيل عملهم طيلة مدة إقامتهم.
وأفادت المصادر بأنه من المحظور على الصحافيين والإعلاميين إرسال أي أخبار، خلاف ما ترد في البيانات الرسمية الصادرة عن مؤسسة الرئاسة، أي أن أعضاء الوفد يسافرون للتنزه في حقيقة الأمر، والتصفيق للسيسي خلال لقاءاته الرسمية، ومنع أي معارضين من الوصول إليه، مستشهدة بما فعله الصحافي في جريدة "المصري اليوم"، محسن سميكة، حين وضع يده على فم معارضة مصرية لمنعها من الحديث، في زيارة سابقة للرئيس المصري إلى ألمانيا.
وحسب المصادر، فإن البدلات الممنوحة للصحافيين تُصرف من موازنات المؤسسات الصحافية التي تواجه خسائر فادحة، خصوصاً الحكومية منها، بعد انصراف القارئ عنها كرد فعل لتحولها إلى نشرات للبيانات الصادرة عن مؤسسة الرئاسة، وغيرها من الجهات الحكومية.
ومن المقرر أن يضم وفد الصحافيين المصاحب للسيسي كل من: رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، كرم جبر، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام"، عبد المحسن سلامة، ورئيس تحرير جريدة "الأهرام"، علاء ثابت، ورئيس تحرير جريدة "الأهرام المسائي"، ماجد منير، ورئيس تحرير مجلة "الأهرام الاقتصادي"، خليفة أدهم، ورئيس تحرير "الأهرام العربي"، جمال الكشكي، ورئيس تحرير مجلة "السياسة الدولية"، أحمد ناجي قمحة.
كما يضم كلاً من الصحافية هناء عبيد عن مجلة "الديمقراطية"، وأمل فوزي عن مجلة "نصف الدنيا"، وخالد حبيب عن "الشباب"، وفؤاد المنصوري عن "الأهرام إيبدو"، وعزت إبراهيم عن "الأهرام ويكلي"، وخالد ميري، ومحمد البهنساوي عن صحيفة "الأخبار"، وعمرو الخياط عن "أخبار اليوم"، وجمال حسين عن "الأخبار المسائي"، ومحمد عبد الحافظ عن مجلة "آخر ساعة"، وعلاء توفيق عن "اللواء الإسلامي".
ويضم كذلك الصحافي عبد الرازق توفيق عن صحيفة "الجمهورية"، وخالد السكران عن "المساء"، وعصام عمران عن مجلة "حريتي"، وإبراهيم أبو كيلة عن "الرأي للشعب"، وأحمد باشا، وأيمن عبد المجيد عن "روز اليوسف"، وعلي حسن عن "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، وسعد سليم عن مؤسسة "دار التحرير"، ومجدي سبلة عن "دار الهلال"، وأحمد أيوب عن مجلة "المصور"، وسمر الدسوقي عن "حواء"، ومحمد أمين عن مجلة "أكتوبر".