محمد صلاح وسط عاصفة عمرو وردة وتحرّشاته
صلاح يتعرض لهجوم شرس من الجماهير (Getty)
يبدو أن قضية عمرو وردة والتحرش لن تنتهي سريعاً، ودائرة الانتقادات تتوسع يوماً بعد يوم حتى طاولت نجم منتخب مصر الأول محمد صلاح. تغريدة واحدة من صلاح أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت غضباً كبيراً لدى الجماهير المصرية التي وصفت هدافها بداعم للتحرش.
صلاح يدعم وردة
لم تمرّ ساعات على انفجار أزمة عمرو وردة في المنتخب المصري بسبب قضية التحرش، حتى خرج النجم الأول للمنتخب المصري محمد صلاح على العلن، للتخفيف من الغضب الجماهيري. اختار صلاح موقع "تويتر" لإيصال رسالته بكل وضوح، دون خوف أو قلق من ردة فعل غاضبة، لتنقلب الطاولة على رأس صلاح ويتحول من نجم منتخب "الفراعنة" إلى "داعم للمتحرشين" على حدّ تعبير منتقدين لموقفه؛ الذي دشّن وسماً على "تويتر".
ونشر صلاح تغريدة عبر حسابه الرسمي في "تويتر" قال فيها: "يجب معاملة المرأة باحترام كبير، لا يعني لا. هذه الأمور يجب أن تبقى مقدسة. أنا أؤمن أيضاً بأن الكثير ممن يرتكبون الأخطاء يتغيرون للأفضل ويجب عدم إرسالهم مباشرةً إلى المقصلة، وهو أسهل الأمور". وتابع صلاح في رسالته: "يجب أن نؤمن بالفرص الثانية، علينا أن نُرشد ونعلم، الهرب ليس الحل".
لكن هذه الرسالة أثارت غضب الجماهير العالمية والمصرية، التي انقلبت على محمد صلاح بدايةً من الهجوم اللاذع والانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصولاً لتدشين "وسم" خاص باللغة الإنكليزية "Salahsupportsexualharassment"، أي "صلاح يدعم التحرش الجنسي". وانتشر هذا الوسم بسرعة كبيرة وبدأت الجماهير تتداوله بكثافة وتُهاجم صلاح وتتهمه بالمدافع عن المتحرشين.
دور في عودة وردة؟
وكشفت الصحف المصرية في إطار متابعتها لقضية عمرو وردة أن الأخير لم يُغادر البعثة المصرية بطلب وضغوط من أكبر نجوم منتخب "الفراعنة"؛ وهي الضغوط التي دفعت بالاتحاد المصري إلى تخفيض عقوبة عمرو وردة، لتقتصر على حرمانه من المشاركة في دور المجموعات على أن يعود للمشاركة بشكل رسمي انطلاقاً من دور الـ16، ما يعني أن عقوبته اقتصرت على مباراتين فقط.
وأشارت مصادر الصحف المصرية، بأن محمد صلاح كان على رأس اللاعبين المصريين الذين طالبوا بعدم إقصاء عمرو وردة من المنتخب المصري، وطلبوا منه البقاء وعدم المغادرة. وفي التفاصيل فإن اللاعبين تكاتفوا مع بعض لمنع رحيل اللاعب، ونوّهوا بأن ما حصل مع وردة في الماضي لا خلال وجوده في المنتخب، وهو لم يرتكب أي خطأ.
صلاح داعم للتحرش
بعد انتشار كل هذه التفاصيل أمام الرأي العام، وظهور صلاح بدور المنقذ والداعم الأول لعمرو وردة، تحول صلاح في أقل من 24 ساعة من بطل في بريطانيا والعالم العربي إلى داعم للمتحرشين والداعم الأول للمتحرش عمرو وردة.
فوساما "Salahsupportsexualharassment" و"منتخب_المتحرشين" تصدرا "التراند" المصري، والهجوم مُركز على محمد صلاح. وهناك من حمّله مسؤولية أي فشل في المنتخب المصري بسبب قرار الدعم، فيما طالب البعض صلاح بأن يعتذر للجماهير عن دعمه للتحرش، وكذلك إيقاف بث كل الإعلانات الخاصة به.
ولم ترحم الجماهير وخصوصاً المصرية محمد صلاح، ووصلت إلى حدود التشكيك بأخلاقه بعد أن كان مثلها الأعلى. كما وجه البعض سؤالاً لصلاح عن أسباب دفاعه عن لاعب ظهر في فيديوهات غير أخلاقية، وهو من كان يُنادي بالأخلاق دائماً. وربما السؤال الأكثر قوة كان من بعض المغردين الذين سألوا صلاح: "ماذا لو حصل ذلك مع عائلتك أو ابنتك، هل كنت ستطلب فرصة ثانية للمتحرش؟".