دخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" سلسلة من الفضائح بدأت تهز صورته ونزاهته في العالم، مع توالي العديد من المهازل الأخلاقية والمالية المتورط فيها كبار قيادات الاتحاد القاري في الساعات القليلة الماضية بصورة غير مسبوقة.
ولم يكد العالم يفيق من واقعة إلقاء القبض على أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي في العاصمة الفرنسية باريس على خلفية اتهامات بارتكاب مخالفات مالية، حتى انفجرت موجة جديدة من الفضائح تضع نزاهة "الكاف" على المحك، فبدأت معها الأصوات تتعالى لإجراء مذبحة حقيقية في أروقة الكاف، وإبعاد مسؤولين كبار في المستقبل على غرار ما حدث في الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أعوام قليلة، عبر إجبار سيب بلاتر رئيس الفيفا ومسؤولين تنفيذيين من بينهم السكرتير العام على تقديم استقالات متتالية.
وضربت الفضائح الكاف بقوة، بعدما أصبح النائب الأول والرئيس المحتمل للكاف متورطا في فضائح مالية كبرى، حيث أكدت تقارير إعلامية من بينها إذاعة راديو مارس المغربية استدعاء القضاء النيجيري أماغو بينيك، رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم ونائب أول رئيس "الكاف" ورئيسه المؤقت وقت احتجاز أحمد أحمد في باريس.
وفُتح التحقيق في واقعة الاستيلاء على الأموال العامة، واختلاس 8 ملايين و500 ألف دولار من إجمالي عائد إيرادات تأهل المنتخب إلى بطولة كأس العالم الماضية في روسيا 2018، وبرفقته 4 من كبار مساعديه في الاتحاد، والإشارة في الوقت نفسه إلى مواجهة أماغو بينيك شبح السجن والتحفظ عليه في بلاده قريباً، وحرمانه مدى الحياة من مزاولة أي نشاط رياضي كروي مستقبلاً.
وزادت الواقعة من توجيه أصابع الاتهام إلى أحمد أحمد بتعمد استقدام نائبين له، وتحديداً النائب الأول ممن تحوم حولهم الشبهات، حيث يُعد أماغو بينيك ثاني نائب لرئيس الكاف يتورط في قضايا فساد مالي، علما بأنه تم تنصيبه في أغسطس/آب 2018 بعد أقل من شهر على عزل النائب الأول سابقاً الغاني كويسي نيانتاكاي رئيس الاتحاد الغاني على خلفية تحقيق صحافي.
وبحسب المعلومات صور الصحافي مسؤولين عن الكرة الغانية، من بينهم رئيس الاتحاد، يتقاضون رشاوى مالية من أجل التلاعب في نتائج المباريات الرسمية، وجرى توثيقها ليتم نشرها فيما بعد ليلقي الأمن الغاني القبض على رئيس الاتحاد، والذي كان يشغل في الوقت نفسه منصب النائب الأول لرئيس "الكاف"، ليُجرى فيما بعد عزله من كل مناصبه وإيقاف النشاط الكروي في غانا لفترة، وفقاً لبيان عاجل انفردت به شبكة "بي بي سي" البريطانية.
ويتردد بقوة في الآونة الأخيرة نشر عمرو فهمي السكرتير التنفيذي السابق للكاف وقائع فساد تخص إدارة أحمد أحمد وكبار معاونيه في الاتحاد الأفريقي، تخص عقود البث الفضائي وسداد مستحقات مالية للمسؤولين في اتحادات أهلية ساندوا الملغاشي في الانتخابات الماضية.
ولم تتوقف الفضائح عند الجانب المالي وامتدت لتشمل الجانب الأخلاقي، بعدما فجرت مريم دياكيت مستشارة العلاقات العامة للكاف مفاجأة من العيار الثقيل في حوار لها مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اتهمت خلاله أحمد أحمد بالتحرش الجنسي بها، وهو ما ألمح له عمرو فهمي في وقت سابق ضد رئيس الكاف، عندما شدد على تلقيه شكاوى من 4 سيدات تتهم أحمد أحمد بالتحرش الجنسي، ومحاولة استقدامهن للعمل في غرفته بالفندق الذي يقيم به في مصر رغماً عن أنفهن بحجة تنفيذ واجبات مهنية.
وقالت مريم دياكيت: "كان يرفض السماح لي بالعمل لأنني رفضت الزواج منه، وعندما تكون رئيساً ولديك أناس يحلمون بالعمل في كرة القدم وأنت تقول تعالي إلى غرفتي لأمنحك وظيفة أليس هذا إساءة لاستخدام السلطة".