والده طالب بكتمان الخبر.. لاعب العراق خاض مباراة ولم يعلم بوفاة والدته!

تلقى الوسط الرياضي العراقي خبراً حزيناً، أمس الخميس، بوفاة والدة لاعب المنتخب الأول ومحترف بيروزي الإيراني، بشار رسن، أحد نجوم أسود الرافدين في الوقت الحالي، وذلك بعد صراع مع المرض، وقبل انطلاق مباراة بلاده الودية ضد الأرجنتين.

وبحسب المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة العراقي، محمد خلف، الذي سرد في حديث خاص لـ"العربي الجديد" القصة الكاملة لوفاة والدة اللاعب الذي يعد أحد أفضل نجوم آسيا الواعدين، فإنه تم كتمان الخبر عن اللاعب لحين انتهاء مباراة المنتخب العراقي مع الأرجنتين.

وقال خلف: "لقد كان يوماً صعباً وعصيباً علينا، وعلى بعثة المنتخب العراقي، بوفاة والدة اللاعب بشار رسن، مشاعرنا كانت مع اللاعب، ولكننا كتمنا الخبر عن اللاعب بعد تسع ساعات من الحادثة"، وأضاف: "لقد علمت بالخبر أولاً عن طريق أحد المقربين، وفي هذه الأثناء بدأ الخبر ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضح: "تلقيت اتصالاً هاتفياً من والد اللاعب، وطالبنا بعدم إبلاغ ابنه بالخبر حتى انتهاء المباراة، فهي مباراة اعتبرها مهمة لمنتخب العراق ولرصيده الاحترافي، ولا يجب أن يغيب عنها." وتابع: "أبلغت المدير الإداري باسل كوركيس بضرورة سحب الهواتف الخلوية من جميع اللاعبين بتمام الساعة الثالثة مساءً؛ أي قبل خمس ساعات من لقاء الأرجنتين الودي، لكي نجد طريقة لإبلاغ اللاعب بالخبر الفاجع، فلا يوجد أقسى من رحيل الأم".

وأكد خلف أن اللاعب "شارك في المباراة وقدم مستوى كبيراً، ولكنه لم يكن يعلم بوفاة والدته في تلك الأثناء، كنّا فرحين بما قدمه ولكن الحزن ينتظرنا وينتظره بعد المباراة كي نبلغه بالخبر، وبعد المباراة كانت الأمور طبيعية جداً، بشار كان لا يعلم بالخبر، وحتى بعد عودتنا للفندق، إذ كانت الأمور تسري على ما يرام".

وأضاف: "جاء الوقت الذي سنعلم فيه اللاعب بوفاة والدته، وجلس رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود مع رئاسة الوفد، في ساعة متأخرة من الليل، بحضور اللاعب، وبدأنا بالإشادة بالمستوى الكبير الذي قدمه أمام الأرجنتين، وبعدها قال له رئيس الاتحاد العراقي: "هل تؤمن بالقدر، فأجاب اللاعب نعم، فقال له يجب عليك أن ترضى بقدر الله، فبدأ اللاعب يذرف الدموع ويبكي في مشهد أبكى جميع من كان حاضراً".

وأشار خلف إلى أن اللاعب غادر بعثة المنتخب وعاد صباح اليوم الجمعة إلى العاصمة بغداد، لحضور عزاء والدته، في الوقت الذي بقي فيه المنتخب العراقي معسكراً في السعودية، استعداداً للمباراة الودية المقبلة ضد صاحب الأرض في الخامس عشر من الشهر الحالي بعد الهزيمة على يد الأرجنتين برباعية نظيفة.