بدأ ليو موسم 2001-2002 مع فريق مواليد 1987 الاستثنائي الذي تشارك غرف الملابس لمدة عامين ونصف العام ليصبح واحداً من أفضل أجيال أكاديمية لا ماسيا تحت قيادة المدرب ألبرت بينايجيس مدرب فريق الناشئين (ب) الذي يخص فئة ميسي العمرية في ذلك الحين.
لم يكن ميسي قد تمكن من حل مشاكله البيروقراطية، لذا لم يكن يشارك سوى في الوديات والمباريات التابعة للاتحاد الكتالوني.. ظل يدخل ويخرج من الفريق الذي يقوده بينايجيس الذي كان يفضل وضع ليو في مركز الجناح لأنه كان الأكثر مناسبة له في الخطة التي كان يتبعها الفريق.
أسندت مهمة الفريق في بداية 2002 وفي منتصف الموسم لتيتو فيلانوفا الذي كان اعتزل قبلها بسبب إصابة في الركبة منعته من إكمال مشواره، وهو الأمر الذي تزامن مع وصول بيان من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يعطي فيه برشلونة الحق الكامل في الحصول على البطاقة الدولية للاعب من نيولز، وبالتالي لم يعد هناك أي شيء يعيق ميسي من لعب كل المباريات.
وخاض ليو في 17 فبراير/شباط ما يمكن اعتباره أول مباراة رسمية له مع البرسا في الفئة العمرية التي تخصه وسجل ثلاثة أهداف في فوز النادي الكتالوني على إسبلوجيس دي لوبريجات بنتيجة 14-1.
وبدأ تيتو على عكس بينايجيس في استخدام ميسي كرأس حربة فيما يمكن اعتباره الخطوة الأولى نحو مركز المهاجم الوهمي الذي يبدع فيه حالياً، بينما عاد سيسك ليلعب كصانع ألعاب خلف ميسي.
يقول فيكتور فاسكيز الذي كان من ضمن نجوم هذا الجيل "قبل تيتو كنا نلعب بخطة 3-4-3 وكان ليو يلعب أكثر على الأطراف، وحينما بدأ تيتو في تدريبنا بدأ يحدث تبادل في مراكزنا، واحد كرأس حربة والآخر كجناح، ثم انتهى الأمر بوضعنا كثنائي هجومي".
كان فيلانوفا يعرف أنه يمتلك شيئا خاصا بين يديه، حيث كان معجبا بالدور القيادي لجيرارد بيكيه للمجموعة وعشق سيسك للمنافسة وشجاعة فاسكيز، ولكنه كان يدرك امتلاك ليو لشيء خاص حيث يقول "لم أشاهد أبدا فتى متطلباً مع نفسه لهذه الدرجة، في بعض الأحيان كان يقدم مباراة رائعة ويترك الملعب مستاء من نفسه لأنه كان يؤمن بقدرته على تقديم المزيد".
يضيف تيتو بخصوص ميسي الذي توج هذا الموسم بأول ألقابه مع فريق (الناشئين ب) "قلت له في يوم من الأيام إنني سوف أجلس بهدوء على الدكة للاستمتاع بالكرة التي يقدمها، الحقيقة أنني كنت أرى انعكاس مارادونا فيه".
بخلاف كون فيلانوفا من أوائل المدربين الذين أثروا في مسيرة ميسي مع برشلونة بصورة مباشرة، فإن جيرارد بيكيه يعود له جانب كبير من الفضل في تأقلم ليو مع المجموعة، وذلك عن طريق بعض "المقالب" التي لا يزال يشتهر بها حتى الآن.
على سبيل المثال كان بيكيه يعرف أن ليو يحب دائما أن يكون أول من يستحم بعد المباريات لذا قرر تنفيذ مزحة كلاسيكية معه تتمثل في إخفاء كل ملابسه في مكان آخر غير الشماعة الخارجية لغرفة الاستحمام.. خرج ميسي ملتفاً بالمنشفة في ظل ابتسامة من خمسة أو ستة أفراد ثم ذهب بيكيه وقال له وهو يضحك "من أين أتيت؟ وكيف وصل بك الحال إلى هنا؟ بالمناسبة يمكنك الكلام معنا فنحن لا نعض".
وكان خجل وتحفظ ميسي يمنعانه من الحديث كثيراً مع المجموعة.. كان قليل الكلام للغاية بخلاف أنه كان يعيش مع والده وليس في الأكاديمية مثل بقية لاعبي الفريق ولكن بعد هذه المزحة بدأ ميسي في الاندماج بصورة أكبر.
بعد ذلك كان السبب الرئيسي في دخول ميسي وسط المجموعة الرحلة التي قام بها فريق الناشئين للعب بطولة (مايستريلي) الودية في مدينة بيزا الإيطالية، والتي تمكن فيها ليو صاحب الـ14 عاما والقميص رقم 14 من الحصول فيها على لقب الهداف وأفضل لاعب بعد الفوز على بارما في النهائي بهدفين.
خلال هذه الرحلة لم تتوقف مقالب بيكيه حيث يقص فاسكيز "في اليوم الأول أو الثاني من الرحلة سرق بيكيه كل متعلقات ميسي من غرفته بما فيها الملابس وجهاز البلاي ستيشن وتركها فارغة تماما بعد إخفاء كل هذه المحتويات في غرفة أخرى، دخل ميسي المسكين الغرفة بعد تناول الطعام وبعضنا خلفه دون أن يدرك ثم وصل إلى الغرفة وبدأ في البكاء قائلاً: لقد سرقوا كل شيء، ليس لدي شيء، لا هاتف ولا بلاي ستيشن".
بعدها أدرك ليو أنها مزحة وقرر الدخول أكثر وسط المجموعة، صحيح أنه لم يكن يفعل شيئا مجنونا مثل بيكيه ولكنه كان من حين لآخر يقوم على سبيل المثال بأخذ شوكة من هذا في المطعم أو كوب مياه.. لا شيء أكثر من هذا.
ومن ضمن الطرائف الأخرى التي يقصها فاسكيز عن تلك الفترة عشق ميسي للبلاي ستيشن حيث تابع "لم يكن أحد قادرا على هزيمته لذا ابتكرنا شيئاً سميناه الهدف الذهبي، مباراة من 60 دقيقة بحيث يترك ذراع التحكم كل من يدخل مرماه هدفا للذي يليه، ولكن ميسي ظل ثلاث ساعات كاملة دون أن يتحرك بعد أن لعب ضده الجميع تقريبا".
زادت العلاقة بين هذه المجموعة قوة بعد الصعود لفريق الناشئين (أ) تحت قيادة أليكس غارسيا، وكان من أشهر مباريات تلك الفترة تلك التي خاضوها أمام فريق دام حينما كان برشلونة متقدما بستة أهداف نظيفة إلا أن لاعبي الخصم لم يتوقفوا عن ركل ميسي حتى تلقى الأخير ضربة عنيفة للغاية.
يحكي سيسك فابريغاس هذه القصة قائلا "نشبت مشاجرة بعد هذه الضربات واضطر بيكيه للتدخل بتوجيه اللكمات للدفاع عنه حتى تعرض للطرد".. كان بيكيه سريع الانفعال أمام أقل شيء ولكنه كان يرغب في حماية ميسي بطوله البالغ حينها متراً و80 سم، خاصة أنه كان يقول طوال المباراة "كفى ركلات، إنه لا يفعل شيئاً، إنه يقدم المتعة، إذا لم تستطع إيقافه لا تركله".
اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً