يعود الصخب مجدداً إلى شمال غرب لندن بإنكلترا، جميع الجماهير هناك باتت على أهبة الاستعداد لديربي مدينة مانشستر بين القطبين اليونايتد والسيتي.
وتأتي هذه المواجهة التاريخية في ظل العديد من الضغوطات على الفريقين على إثر خروج مانشستر يونايتد في وقت سابق من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وخسارة مانشستر سيتي يوم الأربعاء أمام ليفربول في ربع نهائي المسابقة عينها، بعد أن كان الأول قد ودع أمام إشبيلية في دور الثمانية.
بداية القصة
في أحد ملاعب مدينة مانشستر تنافس فريقان صغيران هناك يوم 12 نوفمبر 1881، استطاع فريق نيوتن هيث (اليونايتد) الانتصار على نادي سانت ماركس (السيتي) حينها، ووُصفت المباراة بأنها ممتعة، لكنها لم تكن ذات أهمية خاصة أبداً.
مع مرور عدة سنوات تطور مستوى الفريقين، وتبادلا الفوز بكأس مانشستر من عام 1888 حتى 1893، وانضم الطرفان لاتحاد كرة القدم هناك، لتصبح المنافسة في السنوات التي تلت ذلك قوية للغاية.
وجرى أول لقاء بين الفريقين بشكل رسمي في المسابقة المحلية عام 1894 يومها انتصر مانشستر يونايتد بخمسة أهدافٍ لاثنين على ملعب هايد رود، وكان ذلك في دوري الدرجة الثانية.
انتظر الطرفان حتى الأول من شهر ديسمبر 1906 ليلتقيا في الدرجة الأولى وفاز حينها مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة، وقد تجاوز الحضور الـ40 ألف متفرج وقدرت العائدات يومها بـ1000 جنيه إسترليني، وكان رقماً عالياً جداً بتلك الفترة.
كان السيتي يومها يعاني من فضائح مالية تخض ضم لاعبين غير مسجلين على الميزانية، ونتيجة لذلك تم إيقاف 17 لاعباً ومنعهم من تمثيل النادي ثانية، بما في ذلك أهم الأسماء التي حصدت لقب كأس الاتحاد الإنكليزي عام 1904.
وبعد انتهاء فترة إيقافهم في شهر يناير 1907، انضم أربعة لاعبين وهم: "جيمي بانيستر وهربرت بورغيس وبيلي ميرديديث وساندي تيرنبول إلى مانشستر يونايتد، وساعدوا الفريق في الحصول على لقب الدوري للمرة الأولى عام 1908، وعلى نقيض الكراهية الحديثة، كان الجميع يُرحب بفكرة مساعدة الفريق الآخر لتمثيل مدينة مانشستر بأفضل طريقة، لكن الأمور تبدلت تقريباً ما بعد الحرب العالمية الثانية وباتت المنافسة أقوى وأشرس.
أرقامٌ مهمة
استطاع النجم الإنكليزي واين روني لاعب إيفرتون حالياً حفر اسمه بأحرف من ذهب، وذلك حين بات هداف الديربي التاريخي بتسجيله 11 هدفاً متفوقاً على جو هايز لاعب السيتي السابق وكذلك فرانسيس لي، واللذان يمتلكان عشرة أهداف، مقابل تسعة للأسطورة بوبي تشارلتون لاعب الشياطين الحمر سابقاً، بينما في رصيد الأرجنتيني سرجيو أغويرو ثمانية أهداف وهو قادرٌ على تحطيم كلّ الأرقام.
على مرّ التاريخ دافع العديد من اللاعبين عن ألوان الفريقين، وكان أولهم، الاسكتلندي بوب ميلارفي، إذ مثل اليونايتد في البداية موسم 1890-1891 ليقرر الرحيل عام 1896 إلى مانشستر سيتي، ولكن هناك أسماء شهيرة لعبت للفريقين أيضاً، ونذكر هنا الاسكتلندي دينس لو من أبرز اللاعبين وكذلك براين كيد، والحارس العملاق الدنماركي بيتر شمايكل الذي كانت أبرز أيام مسيرته في "أولد ترافورد"، وكذلك الإنكليزي آندي كول، إضافة للأرجنتيني كارلوس تيفيز، فيما كان أوين هارغريفز آخر من دافع مثل الفريقين، إذ باتت المنافسة أشد بعد ذلك.
ويعتبر المدرب الإنكليزي جايمس إرنست مانغنال الاسم الوحيد تاريخياً الذي عمل مع الفريقين، فكانت محطته الأولى مع السيتي من عام 1903 حتى 1912 قبل أن يحط الرحال في اليونايتد لغاية عام 2024، ففشل مع الأول وحصد مع الثاني لقب الدوري المحلي في مناسبتين وكذلك الدرع الخيري مرتين وحمل كذلك كأس الاتحاد الإنكليزي للعبة.
هناك بعض الأسماء التي لعبت في فريق ثم بعد اعتزالها دربت الطرف الآخر، ونبدأ مع الشهير مات باسبي الذي دافع عن ألوان السيتي ثم درب اليونايتد وحقق معه إنجازات تاريخية برفع لقب الدوري الإنكليزي خمس مرات وكذلك التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
أما ستيف كوبل والويلزي مارك هيوز فقد دافعا في البداية عن ألوان مانشستر يونايتد، لكن بعد اتجاههما إلى عالم التدريب أشرفا على مانشستر سيتي.
وعلى مستوى تحقيق الأرقام القياسية فإن السيتي استطاع في مناسبتين الانتصار على اليونايتد بنتيجة 6-1 وهي الأعلى على مرّ التاريخ، لكن اليونايتد استطاع يوم 14 إبريل 1941 الفوز بسبعة أهداف لواحد، إلا أن تلك المباراة جرت خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
في عام 1947 شهد ملعب ماين رود أكبر حضور جماهيري حين بلغ 78 ألف متفرج، وذلك لأن "أولد ترافورد" كان قيد إعادة التأهيل بسبب دمار الحرب العالمية الثانية.