تشتهر الدوريات العالمية بالمباريات القوية بين الأندية المشاركة فيها، عبر جذبها للجماهير والمشاهدين في أنحاء العالم، بسبب حدّة وقوة المنافسة بين اللاعبين والمدربين والمشجعين، الذين يمنحون كل شيء من أجل الفوز فقط.
ويعتقد عشاق الساحرة المستديرة أن "السوبر كلاسيكو" بين ناديي ريفر بلايت وخصمه اللدود بوكا جونيوز الأرجنتينيين، أو "الكلاسيكو" الإسباني بين ريال مدريد ومنافسه التاريخي برشلونة، هما أفضل ما يمكن للجماهير مشاهدته، إلا أنه في البطولات الإنكليزية توجد مباراة بين مانشستر يونايتد وليفربول تعدّ من أعنف المواجهات في عالم كرة القدم، لذلك يطلق عليها "التنافس الأحمر"، و"ديربي الشمال الغربي"، على الرغم من أن المسافة بينهما تصل إلى 30 ميلاً فقط.
وتتنافس مدينتا مانشستر وليفربول في جميع الاختصاصات التي تهم حياة المواطن البريطاني فيها، لكن تبقى المباراة التي تجمع بين الشياطين الحمر والريدز يتذكرها الجميع، لأنها تؤكد تفوق مدينة على أخرى، عبر الفوز في المواجهة النارية، وإضافة نتيجتها إلى سجلّ تاريخ كرة القدم الإنكليزية.
وأصبحت جماهير كرة القدم تصف المباراة التي تجمع مانشستر يونايتد وليفربول بأنها أكبر منافسة في العالم، لخمسة أسباب رئيسية حدثت في تاريخ المواجهات، بحسب ما نشره موقع "سبورتس كيدا" البريطاني.
1. حادثة سواريز وإيفرا
تفاقمت حدة المنافسة بين الناديين في موسم 2011/ 2012، بعد الإدعاءات التي انتشرت بشأن الأورغواياني لويس سواريز، إثر الإساءة التي وجهها إلى الظهير الأيسر الفرنسي باتريس إيفرا في ملعب "آنفيلد"، لذلك تعرض مهاجم ليفربول السابق إلى عقوبة من الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم تقضي بمنعه من المشاركة في ثماني مباريات مع فريقه.
ولم يكن منع سواريز من المشاركة في الدوري الإنكليزي فقط، بل شمل بطولة كأس الاتحاد الإنكليزي، التي فاز فيها ليفربول، ولكن المهاجم الأورغواياني كان في المواجهة النارية في 11 فبراير/ شباط 2012، إلا أنه تجاهل مُصافحة إيفارا، ليجد بعدها أن ريو فيردينايند وداني ويلباك رفضا مصافحته بسبب ما فعله لزميلهما.
وتواصلت الإثارة في المباراة، بعدما تمكن مانشستر يونايتد من الفوز على ليفربول بهدفين لواحد، وذهاب الظهير الأيسر الفرنسي إلى لويس سواريز حتى يحتفل أمامه بالنصر الذي حققه الشياطين الحمر، ليصرح السير أليكس فيرغسون عقب المباراة، بأن ما فعله المهاجم الأورغواياني قبل انطلاق المواجهة "عار" على لعبة كرة القدم، واقترح عليه عدم اللعب مرة أخرى مع ليفربول.
2. تعليق جيرارد
قام أسطورة نادي ليفربول ستيفن جيرارد بقيادة فريق تصوير تلفزيوني أثناء جولة في منزله، إذ قام بعرض مجموعة من القمصان، التي قام بتبادلها مع خصومه خلال مسيرته، لكن أشار إلى أنه لا يوجد لديه شيء يتعلق بالشياطين الحمر.
وقال جيرارد: "لقد تعلمت منذ الطفولة أن أخلع أي شيء يتعلق بنادي مانشستر يونايتد، بعدما تم حفر الأمر في أدمغتنا، وتحجرت قلوبنا تجاههم، وتكيفت أرواحنا فقط مع جماهير ليفربول، ولم نكن نحب بعضنا البعض أبداً، كنوادٍ أو مدن، لكن العداء أصبح أعمق الآن".
وأضاف: "كنت دائماً أشعر بأنني مضطر لإظهار أفضل ما لديّ أمامهم، لأنهم كانوا العدوّ الأول، وقميص فريقهم لم يكن مسموحاً له الدخول إلى بيتي على الإطلاق، على الرغم من امتلاكي لمجموعة كبيرة من القمصان مع منافسيّ طوال السنوات الماضية".
ولن تنسى جماهير كرة القدم تصريح الأسطورة الإنكليزية ستيفن جيرارد الشهير، حين كتب في سيرته الذاتية، بعنوان "خلال 90 دقيقة من كرة القدم"، بعدما قال: "أريد من مانشستر يونايتد أن يموت".
3. قبلة نيفيل
تواجه العملاقان الإنكليزيان في ملعب "أولد ترافورد" في 22 يناير/ كانون الثاني خلال موسم 2005/ 2006، ولم تكن على قدر توقعات الجماهير طوال 90 دقيقة، لكن كل شيء تغير حينما ظهر المدافع ريو فرديناند في الدقائق الأخيرة، وقلب الأمور بمساعدة الأسطورة غيغز، ليعزز الفارق مع ليفربول لأربع نقاط في جدول ترتيب الدوري الإنكليزي، إلا أنّ غاري نيفيل الظهير الأيمن خطف الأنظار.
وتعتبر طريقة احتفال غاري نيفيل بهدف زميله في الدقائق الأخيرة أحد الأسباب لتسجيل المباراة في تاريخ الكلاسيكو، بعدما دار الملعب بأكمله للاحتفال بالفوز أمام جماهير ليفربول وهو يقبّل شعار الشياطين الحمر، ما أضاف شعوراً بالألم لمشجعي الريدز، إثر خسارة فريقهم، إلا أنه تعرّض لغرامة بلغت 10 آلاف جنيه إسترليني بسبب طريقة احتفاله، التي صرّح حينها بعدم شعوره بالندم على الإطلاق بشأنها.
4. كراهية روني
لن تنسى جماهير نادي مانشستر يونايتد الأسطورة واين روني، الذي اكتشفه نادي إيفرتون، مدى الحياة، إذ يعدّ أحد أهم العناصر في تشكيلة المدرب الأسبق السير أليكس فيرغسون، لأنه لطالما تغنى بحبه للشياطين الحمر، والكره الشديد لفريق ليفربول.
وكان واين روني تحدث إلى وسائل الإعلام البريطانية قائلاً: "لقد نشأت كمشجع لنادي إيفرتون، وكذلك عائلتي الداعمة للفريق الأزرق، ولكنني كبرت وترعرعت على كره ليفربول منذ الطفولة، وهذا أمر لن يتغير".
ويعدّ النجم الإنكليزي واين روني أفضل هداف لنادي مانشستر يونايتد، إذ سجل 250 هدفاً طوال مسيرته الكروية معهم، ما جعله معشوقاً لدى جماهير الشياطين الحمر، التي تفتخر به دائماً، بسبب حماسته وحيويته التي عرفت عنه.
5. السير فيرغسون
عند قدوم الكلاسيكو الشهير في الدوري الإنكليزي بين ناديي مانشستر يونايتد وليفربول، تتذكر الجماهير السير أليكس فيرغسون، الذي يعدّ أحد أعظم المدربين وأكثرهم نجاحاً في تاريخ كرة القدم، بعدما جلس على رأس الجهاز الفني للشياطن الحمر من عام 1986 حتى 2013.
وحقق السير فيرغسون 38 لقباً لنادي مانشستر يونايتد خلال 26 عاماً، بما في ذلك 13 لقباً في الدوري الإنكليزي الممتاز، وخمسة كؤوس في كرة القدم، وفاز بدوري أبطال أوروبا مرتين.
كان فيرغسون طوال مشواره التدريبي يعتبر أهم مواجهة له ضد ليفربول، حين قال في عام 2002: "التحدي الأكبر الذي واجهته في مسيرتي كمدرب هو كيفية الفوز على الريدز في ملعبهم، ويمكنكم تسجيل ذلك".
وتمكّن فيرغسون طوال عشرين عاماً من حرمان ليفربول الفوز في الدوري الإنكليزي، وأصبح في خزائن مانشستر يونايتد 20 لقباً، فيما يمتلك الريدز 18 لقباً، لأنه حينما تسلّم الجهاز الفني للشياطين الحمر عام 1986 كانوا يمتلكون 7 بطولات في "البريمير ليغ" فقط، لذلك تتلهف الجماهير لأن يقوم أبناء الألماني يورغن كلوب بتجاوز رفاق الفرنسي بول بوغبا، وتحقيق اللقب الغائب طويلاً عنهم.