من أجمل ما يقدمه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من خدمات، ما يسمى بـ"شريط الذكريات"، الذي يمنحك العودة بعجلة الزمن إلى ما تم نشره قبل سنوات. ولأن الأمر يتعلق هذه الأيام بذكريات مرحلة ما قبل كأس أمم أفريقيا 2019، كان لزاماً العودة إلى ذكريات تلك المرحلة، لأن ذاكرة الشعوب قصيرة، ومن الواجب التذكير ببعض الأحداث حتى يتسنى للجميع وزن الأمور وفهم طرق انقلاب الموازين.
في شريط الذكريات، وجدت إعلاميين زملاء، ناقدين كرويين وجماهير كثيرة، تحاول جاهدة زرع اليأس، كانت تعمل بكد من أجل إيصال فكرة واحدة أن المنتخب الجزائري لن يحقق بتاتاً كأس أمم أفريقيا، خارج أرضه.
وجدت العديد ممن اكتست قلوبهم سواد الحسد، تحاول إقناع الجماهير، بأنّ المدرب جمال بلماضي ليس لديه القدرة على تحقيق الوثبة، وليس بقيمة المنتخب الوطني، وأن نجاحه في قطر ليس معياراً على علو كعبه، وأن النتائج المحققة خلال التصفيات يمكن لأي مدرب أن يحققها، وأن المنتخب الجزائري سيعيش سيناريو مشابهاً للدورات السابقة، بجر أذيال الخيبة والعودة خالي الوفاض ككل مرة.
لقد استهان الكثير بقائمة اللاعبين ووصفوها بشتى أنواع النعوت القاسية، وكتبوا أن عدلان قديورة قد أكل عليه الزمن وشرب، وتساءلوا عن جدوى استدعاء إسلام سليماني، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على إبعاد بعض الأسماء التي كانت في وقت سابق نجوماً فوق العادة، بل تجاوز الأمر إلى اتهام رئيس اتحاد الكرة بفرض رامي بن سبعيني، يوسف عطال وهشام بوداوي لأنهم من خريجي أكاديميته الخاصة.
كان هناك من يصرّ على أنّ الجزائر لن تحقق أي شيء، فقط لأن المكتب التنفيذي ليس له علاقات في الاتحاد الأفريقي "كاف"، وليس له أذرعٌ طويلة في الهيئات الكروية، ولا باع في الكواليس، وأن الفوز بالتاج القاري يحتاج لمنتخب قويّ وإدارة أقوى.
لقد كنت أنا وكل من كان يؤمن بالتغيير مع تعيين بلماضي مدرباً، فهو شاب وطموح، بل يملأ اليقين قلوبهم أن هذا الرجل مادام قد وجد أجواء العمل المناسب، والظروف السانحة، وسُلطة اتخاذ القرار دون أي تدخل أو فرض أسماء من خلف الستار، يمكنه صُنع المستحيل، وأن الحياة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة لا تتوقف عند أي شخص، وأن الجزائر كبلد ومنتخب لن تتوقف عند إسان انتهت مرحلته، ويمكنها أن تكون أقوى بأبنائها.
اقــرأ أيضاً
الغريب في الأمر، أن عجلة الزمن تقدمت والمنتخب عاد بالكأس واليوم ماذا تغير، لقد أصبح من نعتوا جمال بالفاشل أكثر المطبلين له، بل أصبحنا نستحِي منهم، لأنهم في كل مرة يؤكدون أنهم هم من جلب مدرب الدحيل السابق وفرضوه على الاتحاد، وبات قديورة اليوم الدبابة التي أوقفت زحف كل المنتخبات، وأصبح الجميع يتمنى أن يعود إلى كامل عافيته بسرعة لأن المنتخب يحتاجه، وأن سليماني بإمكانه تحطيم رقم عبد الحفيظ تاسفاوت، وبات عطال فخر الجزائر في الدوري الفرنسي، وبوداوي مثالا للنجاح والتحدي بعد أن بات أغلى لاعب جزائري يحترف من الدوري المحلي، والجميع يشاهد مباريات بن سبعيني في الدوري الألماني.
اليوم وبعد سنة بالضبط، بات من طالبوا بضرورة إتقان التحرك في الكواليس كشرط لتحقيق الألقاب، مُنظرين في الشفافية ومحاربة الفساد، وبقدرة قادر محاربين لما طالبوا به قبل سنة، كأن لسان حالهم يطالب بمعاقبة أنفسهم أولا قبل البقية.
لقد دحضت الأيام افتراءاتهم وبيّنت كذبهم وكشفت عوراتهم، وأكدت أن كرة القدم تبقى رياضة يشاهدها الجميع ولا يفهمها إلا القلة، والنجاح لم يكن يوماً عملاً فردياً، بل هو تناغم مجموعة، تآزر فريق، تكامل أطقم، توحد هدف وتقاسم مهام، وهم اليوم ملزمون بتقديم اعتذار علناً، لعلهم يستحون مما اقترفوه ولا يزالون يقترفونه من ذنب زرع اليأس.
وجدت العديد ممن اكتست قلوبهم سواد الحسد، تحاول إقناع الجماهير، بأنّ المدرب جمال بلماضي ليس لديه القدرة على تحقيق الوثبة، وليس بقيمة المنتخب الوطني، وأن نجاحه في قطر ليس معياراً على علو كعبه، وأن النتائج المحققة خلال التصفيات يمكن لأي مدرب أن يحققها، وأن المنتخب الجزائري سيعيش سيناريو مشابهاً للدورات السابقة، بجر أذيال الخيبة والعودة خالي الوفاض ككل مرة.
لقد استهان الكثير بقائمة اللاعبين ووصفوها بشتى أنواع النعوت القاسية، وكتبوا أن عدلان قديورة قد أكل عليه الزمن وشرب، وتساءلوا عن جدوى استدعاء إسلام سليماني، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على إبعاد بعض الأسماء التي كانت في وقت سابق نجوماً فوق العادة، بل تجاوز الأمر إلى اتهام رئيس اتحاد الكرة بفرض رامي بن سبعيني، يوسف عطال وهشام بوداوي لأنهم من خريجي أكاديميته الخاصة.
كان هناك من يصرّ على أنّ الجزائر لن تحقق أي شيء، فقط لأن المكتب التنفيذي ليس له علاقات في الاتحاد الأفريقي "كاف"، وليس له أذرعٌ طويلة في الهيئات الكروية، ولا باع في الكواليس، وأن الفوز بالتاج القاري يحتاج لمنتخب قويّ وإدارة أقوى.
لقد كنت أنا وكل من كان يؤمن بالتغيير مع تعيين بلماضي مدرباً، فهو شاب وطموح، بل يملأ اليقين قلوبهم أن هذا الرجل مادام قد وجد أجواء العمل المناسب، والظروف السانحة، وسُلطة اتخاذ القرار دون أي تدخل أو فرض أسماء من خلف الستار، يمكنه صُنع المستحيل، وأن الحياة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة لا تتوقف عند أي شخص، وأن الجزائر كبلد ومنتخب لن تتوقف عند إسان انتهت مرحلته، ويمكنها أن تكون أقوى بأبنائها.
اليوم وبعد سنة بالضبط، بات من طالبوا بضرورة إتقان التحرك في الكواليس كشرط لتحقيق الألقاب، مُنظرين في الشفافية ومحاربة الفساد، وبقدرة قادر محاربين لما طالبوا به قبل سنة، كأن لسان حالهم يطالب بمعاقبة أنفسهم أولا قبل البقية.
لقد دحضت الأيام افتراءاتهم وبيّنت كذبهم وكشفت عوراتهم، وأكدت أن كرة القدم تبقى رياضة يشاهدها الجميع ولا يفهمها إلا القلة، والنجاح لم يكن يوماً عملاً فردياً، بل هو تناغم مجموعة، تآزر فريق، تكامل أطقم، توحد هدف وتقاسم مهام، وهم اليوم ملزمون بتقديم اعتذار علناً، لعلهم يستحون مما اقترفوه ولا يزالون يقترفونه من ذنب زرع اليأس.