زيدان لم يقنع المشجعين بالمبررات التي قدمها في الصحافة، وكان من الطبيعي أن تطرح صحيفة "ماركا" الإسبانية المقربة من النادي الملكي التساؤلات بخصوص مستقبل الريال في ظل النتائج المخيبة للآمال في الفترة التحضيرية، رغم أن نتائج المباريات الودية قد لا تكون مقياسا حقيقيا أحيانا إلا أنها مهمة بحسب الصحيفة.
وتعطي المباريات التحضرية مؤشرات للمدرب حول استعدادات لاعبيه وحول السلبيات والنقائص التي يعاني منها الفريق والتي لا يمكن السكوت عنها، وتضيف الصحيفة بأن كشف حساب زيدان في المباريات الثلاث التي خاضها الريال حتى الآن، تؤكد أن المدرب الفرنسي الحائز على دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات وقع في خمسة أخطاء قاتلة تسببت في الحصيلة الدفاعية الهزيلة بقبول 12 هدفا من بينها 7 دفعة واحدة أمام أتلتيكو مدريد.
واعتبرت "ماركا" وضع زيدان "حرجا"، خاصة أن هناك أكثر من أزمة سيواجهها بدءا بأزمة غاريث بيل ووصولا إلى فقدان أسنسيو لاعبه المفضل بداعي الإصابة..
نفس الفريق لم يتغير!
ذكرت الصحيفة أن زيدان لم يغير شيئا في الفريق، وباستثناء رحيل رونالدو وقدوم هازار ورحيل الحارس كيلور نافاس وقدوم البلجيكي كورتوا، فإن زيدان يعتمد على نفس التشكيلة التي عول عليها منذ الموسم الماضي ولم يقدم أي جديد، ولم يكتشف وجوها جديدة وأبقى على اللاعبين الذين كانوا وراء خيبة أمل كبيرة تجرعتها جماهير "الميرينغي"، وكان على زيدان أن يبحث عن لاعبين آخرين ويمنحهم الفرصة ويزرع فيهم الروح القتالية، كما فعل عندما قاد الكتيبة البيضاء للفوز بدوري الأبطال ثلاث مرات متتالية.
لا تغيير في المنظومة التكتيكية
ومن الأخطاء الأخرى التي آخذت عليها الصحيفة زيدان، عدم الاستقرار على الخطة التكتيكية، حيث لعب الفريق في مباراة أرسنال بخطة 4-4-2، وهي الخطة التي تعتمد على الفرنسي كريم بنزيمة وجوفيتش، وهي خطة بديلة كما تقول الصحيفة، في حين أن الخطة الكلاسيكية التي يعتمدها الريال هي 4-3-3.
ويعتبر خط الوسط الدفاعي من أبرز ثغرات ريال مدريد، إذ افتقد الملكي البرازيلي كاسيميرو، والذي غاب عن رحلة الفريق نظرًا لحصوله على راحة بعد مشاركته في بطولة كوبا أميركا هذا الصيف، يضاف إلى ذلك رحيل ماركوس يورينتي إلى صفوف أتلتيكو مدريد، ولم يملك الفريق أي بديل لكاسيميرو.
وحاول زيدان تغيير الطريقة بالاعتماد على مودريتش وكروس في المحور الدفاعي، لكن الخطة فشلت وهذا خطأ يتحمله زيدان أيضا. ويعتبر وجود لاعب في حجم كاسيميرو مهما ولا بد من الإسراع في إيجاد البديل من الآن، حتى لا يعاني الريال من ثغرة بارزة تفتح المجال للخصوم للفتك بالميرينغي.
غياب ردة الفعل السريعة
ظهر جليا غياب ردة فعل الفريق في المباريات الثلاث التي لعبها، أمام كل من بايرن ميونيخ الألماني وأرسنال الإنكليزي وأتلتيكو مدريد، وظهر الخط الدفاعي لريال مدريد سيئًا جدًا خلال المباريات الودية التي خاضها الفريق حتى الآن، وهو من أكثر الخطوط التي يحتاج الفريق لتطوريها، حيث مثّل ذاك أزمة كبيرة في الموسم الماضي.
واستقبل الميرينغي 12 هدفا خلال 3 مباريات فقط من بينها 8 في الأشواط الأولى، لتستمر مُعاناته في هذا المركز، حيث استقبل الموسم الماضي 46 هدفا خلال 38 مباراة في الليغا وترى الصحيفة أن زيدان مطالب وبأسرع وقت ممكن بإيجاد حلول سريعة لمعضلة الدفاع.
ومن السلبيات الأخرى التي رصدتها الصحيفة عدم توفق زيدان في التغييرات التي أجراها وهي تغييرات غير مؤثرة، كما أن وضع فينيسيوس على الجهة اليمنى بدا غير مجدٍ لأن اللاعب لا يرتاح كثيرا في اللعب في هذا المركز.
لا فرصة للاعبين الشبان
منحت إصابة إبراهيم دياز قبل حملة المباريات التحضيرية الفرصة لزيدان، لكي يراهن على اللاعبين الشبان ويمنحهم الثقة، غير أن زيدان لم يكن جادا فأشرك رودريغو وكوبو أمام بايرن ميونخ، لكنه غير رأيه في المباراة التالية ولم يشرك اللاعبين، وحرمهما من اكتساب خبرة إضافية تنفع الريال عندما تنطلق فعاليات الليغا.
غياب النقد الذاتي
افتقد المدرب الفرنسي إلى النقد الذاتي؛ فهو لا يعترف بأخطائه في المؤتمرات الصحافية، وخاصة عندما يتلقى نقدا بخصوص التكتيك أو التغييرات، وهو لم يقدم مبررات شافية عن الأهداف الخمسة التي قبلها الريال في مباراته أمام أتلتيكو مدريد، ويتهرب زيدان من الإجابة عندما يسأل على غاريث بيل ومصيره، كما أنه لا يعطي صورة واضحة عن حالة الفريق بإجابات عادة ما تكون "عائمة".
وكان زيدان يكتفي بالقول إن إصابة أسنسيو أضرت بخططه وانعكست سلبيا على منظومته التكتيكية. وتنهي صحيفة "ماركا" كلامها بالقول إن جماهير الميرينغي تنتظر إجابات في الملعب وليس في المؤتمرات الصحافية.
وكان زيدان قد ساق تبريرات خلال المؤتمر الصحافي عقب الخسارة أمام أتلتيكو قال فيها بأن ما حدث هو أن الريال دخل المباراة بشكل سيئ للغاية، والمنافسة كانت عالية المستوى، وخلال 8 دقائق تأخر بهدفين، ولم تكن لديه استجابة لتغيير النتيجة بهدف العودة للمباراة.
ووصف زيدان الشوط الأول بالصعب مع غياب قتالية اللاعبين الذين أصيبوا بالإحباط وخيبة الأمل واكتفى زيدان بالقول أإن الخسارة ليست مهمة لأن المباراة تحضيرية.
كما عرج زيدان على تراكم الإصابات في صفوف الفريق، وخاصة الإصابة التي استبعدت أسينسيو، بالإضافة إلى غياب كاسيميرو، تبريرات زيدان وأجوبته أثارت أكثر من تساؤل حول قدرة المدرب الفرنسي قيادة الريال نحو موسم ناجح.
(العربي الجديد)