مع بداية موسم 2010-2011 أعير السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لإيه سي ميلان الإيطالي وانتقل ديفيد فيا لبرشلونة.. كان يعتقد في بداية الأمر أنه سيلعب كرأس حربة صريح، ولكن مع مرور الوقت أدرك أنه سيلعب على جانب الملعب، وقبل بهذا الأمر.
بالمثل رحل يايا توريه وديمترو تشيجرنسكي وتييري هنري والكسندر هيلب ورافا ماركيز ووصل أيضا البرازيلي أدريانو والهولندي ابراهيم أفيلاي وخابيير ماسكيرانو، الذي كان ميسي سببا رئيسيا في انتقاله للبرسا بعدما أقنع بيب غوارديولا بالأمر.
شهد هذا الموسم أول كلاسيكو لجوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الجديد أمام برشلونة غوارديولا وميسي، حيث كان البرتغالي يؤكد قبل تلك المباراة التي احتضنها ملعب كامب نو في 29 نوفمبر/تشرين الأول 2010 أن كرة القدم مثل "صندوق المفاجآت".
ثبتت صحة هذه المقولة ولكن ليس كما كان يرغب مورينيو حيث خسر فريقه بخماسية نظيفة في الجولة الـ13 من الليغا بذلك الكلاسيكو الذي سجل فيه كل من تشافي وبدرو وفيا (هدفين) وجيفرين.
لم يسجل ميسي.. هذا صحيح، ولكنه عاد ليجعل الريال يعاني من موهبته كما لم يحدث مع أحد من قبل، حيث عمل غوارديولا حينها مجددا على تأخير مركزه عدة أمتار ومن مركز صانع الألعاب في الشوط الثاني ربما يكون شعر بالملل من كثرة تسريب الكرات من خلف دفاع النادي الملكي.
كان مورينيو يرغب في مواجهة برشلونة وجها لوجه لأنه كان بين يديه ربما أفضل فريق دربه في مسيرته، ولكنه ارتكب مجموعة من الأخطاء وأهمها مطالبة أوزيل، على الرغم من بنيته البدنية الضعيفة، بشغل مساحة أكثر من اللازم في المهام الدفاعية ومن ضمنها مقابلة ليو حينما تكون الكرة بحوزته.
كان يجب على الفريق الأبيض الانتشار والضغط من منتصف الملعب وهو الأمر الذي فشل بسبب التباعد بين الخطوط وهو الأمر الذي يحبه ليو، بينما أن قلبي دفاع النادي الملكي لم يجدا مرجعية، فليو كان يتحرك في كل مناطق الهجوم، فيما أن تشابي ألونسو وخضيرة لم يشعرا أبدا بالأفضلية، لذا لجأ مورينيو خلال الشوط الثاني لإدخال لاسانا ديارا كلاعب ثالث اضافي في خط الوسط، وهو الأمر الذي طبقه كثيرا في مواجهات الكلاسيكو التالية.
يقول غوارديولا عن دور ميسي في ذلك اللقاء "بالنسبة للهجوم، كان يجب علينا البحث عن ليو والعثور عليه في المكان الذي يسمح له بالتحرك جيدا من أجل التسجيل، الأمر المثير للفضول أنه لم يسجل ولكنه ساهم في صناعة الكثير".
خلال هذا الموسم كان يتوجب على ليو خوض أربع مباريات كلاسيكو في غضون أسبوعين: الأول في الليغا ثم نهائي كأس الملك، ومن بعدهما ذهاب وإياب نصف نهائي دوري الأبطال.
قبل الكلاسيكو الأول كان الريال على بعد ثمان نقاط من برشلونة قبل سبع مباريات على نهاية المسابقة، ولكن مورينيو استخدم كل أسلحته وأولها أرضية الملعب الجافة بشكل يمنع تدوير الكرة بصورة سلسة، وخططيا لعب بمحور ارتكاز ثلاثي أحدهما بيبي بهدف قتل المساحات التي يتحرك فيها ليو وهو الأمر الذي نجح حيث انتهت المباراة بتعادل بهدف لمثله، صحيح أن الأمر لم يخدم الفريق الملكي في سعيه وراء تقليص الفارق مع البرسا ولكنه كان دليلا على وجود شيء يمكنه ايقاف ميسي.
كانت المباراة مليئة بالتوتر أيضا: سبع بطاقات صفراء وطرد لبويول وركلتا جزاء، فيما أن الجمهوري المدريدي لم يتوقف عن إهانة ليو، كلما لمس الكرة، وخاصة بعد الهدف الذي سجله من ركلة جزاء.. أثبتت هذه المباراة أن المجهود الذي يبذله مورينيو لهز الاستقرار النفسي لبرشلونة كان يعمل.
دليل على هذا ما قام به ليو بعد نهاية المباراة حينما سدد الكرة نحو المدرجات، حيث كادت تصطدم بمدرب ريال مدريد السابق جون توشاك وأحد مراسلي قناة (سكاي سبورتس).
الكلاسيكو الثاني في أقوى أسبوعين بالتاريخ الحديث لمواجهات الفريقين كان في نهائي كأس الملك في 20 أبريل/نيسان 2011 الذي فاز به ريال مدريد في الوقت الاضافي برأسية رونالدو، حيث أثرت الهزيمة بشكل قوي على الفريق وميسي الذي شعر إنه لم يقم بما هو كاف، فبخلاف ألاعيب مورينيو في المؤتمرات الصحافية فإن الأخير كان قد فسر طريقة لعب برشلونة خطر ليو بشكل كبير، فالاعتماد على محور ارتكاز ثلاثي في خط الوسط كان خطة ناجحة للحد من تحركات الـ"برغوث".
المواجهة الثالثة كانت في كامب نو وقبلها قرر غوارديولا استخدام نفس سلاح مورينيو حينما وصفه بـ"السيد الملعون" لقاعات المؤتمرات الصحافية، فيما أن جوزيه من جانبه قرر المغامرة وطالب لاعبيه بالضغط على الخصم والحكم دون خوف، ولكن الخطة فشلت بعد تدخل بيبي القوي مع داني ألفيش الذي بالغ في رد الفعل ليحصل البرتغالي على ركلة جزاء.. هذه الأمر حدث قبل نصف ساعة على نهاية اللقاء.
لم يعد محور الارتكاز الثلاثي موجودا لذا كان من الطبيعي أن يسجل ميسي هدفي المباراة الأول (د76) بعد تمريرة من أفيلا والثاني (د87) بعد مجهود شخصي، ولكن هذا لا ينفي كل المجهود والمراوغات والمحاولات التي بذلها قبل هذه اللحظة.
احتضن ملعب سانتياغو برنابيو في إياب نصف نهائي دوري الأبطال آخر مواجهات الأسبوعين الناريين، ولكن المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله كانت مليئة بالتوتر والمشاحنات التي امتدت إلى ما بعدها، لدرجة أن بويول وبيبي تبادلا الضرب في النفق لغرف الملابس.. ميسي نأى بنفسه عن المشاحنات".
اتهم الريال برشلونة بانعدام الروح الرياضية لدى غوارديولا وثمانية من لاعبي الفريق أمام لجنة المراقبة والتأديب بـ(ويفا)، ولكن لم يتم قبول الدعوى بعد تلك المباراة التي لم يسجل ميسي فيها، ولكن كتبت صحيفة (الباييس) عنه "البرغوث ركض أكثر من ثمانية كيلومترات يظهر كرمه بالعمل كما لو كان عاملا وليس نجما، لقد احتفل بالهدف كما لو كان هو من سجله".. ليو كان على موعد جديد مع المجد.
اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 31).. إسبانيا تهاجم ليو ميسي!
(كتاب ميسي 30)..أزمة مارادونا ومونديال 2010
(كتاب ميسي 29).. إبراهيموفيتش وجوارديولا..علاقات شائكة
(كتاب ميسي 28)..الكرة الذهبية ومونديال الأندية
(كتاب ميسي 27)..نهائي روما وبداية عداوة ميسي ورونالدو
(كتاب ميسي 26).. رباعية بايرن والمهاجم الوهمي وسداسية البرنابيو
(كتاب ميسي 25)..غوارديولا يبدأ في صقل الأسطورة
(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات
(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً